2024 شتنبر 9 - تم تعديله في [التاريخ]

في مجال القطاعات الواعدة:البعد الاستراتيجي في تقديم عرض المغرب أمام قمة بكين


العلم  _ الرباط
 
لقد كانت القمة الرابعة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، مناسبة أحسنت المملكة المغربية، لتقديم )عرض المغرب في مجال القطاعات الواعدة وصناعات المستقبل(، أمام اجتماع عالي المستوى حول دعم أفريقيا وتحديث الزراعة والتنمية الخضراء على طريق التحديث، وهو الموضوع الذي يعكس الوعي العميق للصين وأفريقيا بأهمية التصنيع والتحديث الزراعي والتنمية المستدامة بالنسبة للقارة الأفريقية، والذي أعلن المغرب استعداده للمساهمة في إعطاء مضمون ملموس، لترجمته إلى ممارسات عملية وإجراءات تنفيذية، في إطار منتدى التعاون الصيني الأفريقي، عبر تطوير آلياته وبرامجه ومبادراته، في مختلف القطاعات، وفي ظل الانفتاح على التجربة الصناعية الرائدة.
 
وعكست الكلمة الضافية لعزيز اخنوش رئيس الحكومة، الذي مثل جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله وأيده، التي ألقاها أمام القمة، الأبعاد الاقتصادية للاستراتيجيات الطموحة التي اعتمدتها المملكة المغربية في هذا الإطار، على غرار الميثاق الوطني للانبثاق الصناعي، ومخطط التسريع الصناعي، اللذين ساهما في تطوير القدرات الصناعية وتعزيز الابتكار في هذا القطاع، في موازاة مع ميثاق تنافسي جديد للاستثمار، وفق مقاربة من بين أهدافها تعزيز وجود المقاولات المغربية على الصعيد الدولي، والرفع من جاذبية وتدفق الاستثمارات الأجنبية، لكسب الرهان على مجموعة من قطاعات المستقبل ، كالطاقات المتجددة، وصناعة السيارات الكهربائية، وصناعة الطائرات، والصناعات الألكترونية، والهيدروجين الأخضر، وغيرها من صناعات المستقبل التي يراهن المغرب على امتلاك ناصية التمكن و التفوق فيها.
 
ومن مظاهر التميز في الاستراتيجيات التي أعدها المغرب واعتمدها، الجمع بين التسريع الصناعي وبين التحديث الفلاحي، الذي ينطلق من مخطط المغرب الأخضر،  وينبني على استراتيجية الجيل الأخضر 2020/2030، ويرتكز على مشروع تعزيز الحكامة الجيدة للماء، الذي يروم إعداد مشاريع كبرى بقيمة مالية تتجاوز 14 مليار دولار، من بينها اعتماد السقي بالتنقيط في القطاع الزراعي،  واستكمال بناء السدود،  نقل المياه بين الأحواض عبر طرق سيارة للمياه، إضافة إلى مشاريع أخرى مبتكرة في إطار تحلية مياه البحر .
 
وتلك مشاريع كبرى يتم تنفيذها في إطار استراتيجيات متعددة الأبعاد، لها أهداف تتقاطع مع الغايات التي يسعى لتحقيقها، منتدى التعاون الصيني الأفريقي، و تتلاقى مع المبادرات الرائدة التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس ، وفقه الله، والتي تعكس التزام المغرب بالسلام والاستقرار والتكامل الإقليمي والتنمية المستدامة، وعلى رأسها المبادرة الرائدة لتيسير  وصول بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، مما يسهل التجارة والمبادلات الاقتصادية، ومشروع خط أنابيب الغاز نيجريا_ المغرب، الذي يهدف لإنشاء ممر استراتيجي للطاقة، يعزز التعاون في مجال الطاقة، و ينشط النمو الاقتصادي في المنطقة.
 
عرض المغرب الذي قدمه رئيس الحكومة أمام قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي، له جاذبية قوية، ويثبت  أن المغرب بفضل مؤهلاته وموارده الاستراتيجية، سيبقى شريكاً مثالياً للصين ولأفريقيا، في تنفيذ مختلف المبادرات المشتركة. وهو الأمر الذي أبرزه عزيز أخنوش رئيس الحكومة، حين قال إن المملكة المغربية على اقتناعٍ راسخٍ بأن هذه المبادرات المدعومة بالشراكات الثلاثية، ستلعب دوراً حيوياً في تحقيق مستقبل مزدهر لأفريقيا.
 
والحق أن الصين، ومن خلال دعمها لهذه المبادرات، لن تعمق شراكتها مع المغرب فحسب، بل ستلعب دوراً حاسماً في تعزيز الاستقرار الإقليمي و الازدهار في أفريقيا بصورة عامة.
 
والاقتناع الراسخ الذي عبر عنه رئيس الحكومة في كلمته المهمة أمام قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي، هو من مقومات السياسة التي ينهجها المغرب على صعيد علاقاته مع الدول الأفريقية، وعلى مستوى الشراكة الاستراتيجية التي تربطها بجمهورية الصين الشعبية.
 
وهكذا يكون المغرب قد قدم عرضه ذا الجاذبية القوية، أمام قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي، مؤكداً اقتناعه العميق بالأهمية البالغة والجدوى الفائقة ، للتعاون الصيني الأفريقي.



في نفس الركن