رأي عام متعطش لمعرفة موعد وصول اللقاح إلى بلدنا السعيد، والذي يبحث في عناوين نشرات الأخبار اليومية عن جملة يلفظها الصحافي مبتسما "وصول الجرعة الأولى من اللقاح إلى مطار محمد الخامس الدولي"، إلا أنه يعود محملا بخيبات أمل مع جملة الراحل صلاح الدين الغماري "نهاية النشرة إلى اللقاء".
الأمر نفسه، يحصل مع محبي الصحافة المكتوبة الذين ينساقون وراء عناوين الصحف المنشورة فوق الأرصفة، أو عند بائع الجرائد، فكلمة اللقاح أو كوفيد 19 أو الفيروس، تبعث الأمل في أن ما سيلي الكلمة موعد بات مرتقبا، لكن ما كان متوقعا لم يكتب، الشيء ذاته عندما يجلس المواطن منصتا بكل جوارحه للإذاعي عله يخرج بلفظة الفرج من خلف ميكروفونه ولا يحصل ذلك.. ليبقى الصحافي أمام سؤال الرأي العام ولا من إجابة، فكيف له أن يعلم ومصدر الخبر لا يعلم؟!
ويتفق عدد من خبراء الإعلام المغاربة على أن غياب التواصل بين الحكومة والصحافة السبب الأول في فقدان ثقة المواطن في الصحافة الوطنية، ففي الوقت الذي يطالب فيه المواطن المغربي مهنيي القطاع بإشباع فضول الرأي العام وتنويره وإيصال الخبر، يغيب هذا الأخير حتى عن مسؤولين بارزين هم الأولى بمعرفته".
وبين أخذ ورد، ضاع الخبر وحلت محله جملة من الشائعات والأخبار المضللة، خصوصا مع الاقبال الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي، التي باتت ساحة حرب الكل فيها متأهب للهجوم. فسرعان ما يعنون المستخدم مقالته بـ"وصول اللقاح إلى المغرب"، مرفوقا بصورة مفبركة تظهر طائرة مغربية تفرغ شحنة معينة (كما حدث أخيرا)، حتى يكسر زر المشاركة أرقاما قياسية دون الانتباه لمضمون المقالة والتأكد من صحتها، فيضيع الصحافي ما بين محاربة الإشاعة، والوصول إلى المعلومة في ظل غياب سياسة التواصل.
ويعتبر الخبراء، أن مواقع التواصل ماهي إلا وسيلة حديثة للنشر على نطاق أوسع وبسرعة فائقة، في الحالة التي يكون مصدر الخبر جهة رسمية (بلاغ صحافي، ندوة، وثيقة..)، إلا أن واقع الحال يبين العكس، وينذر بالأسوإ في ظل ترويج البعض الساذج وغير العقلاني للأخبار الزائفة.
كل هذه العوامل، وغيرها جعلت من الصحافي المسؤول الأول أمام الرأي العام، فيكفي أن تقول إنك من مهنيي القطاع حتى يطرح عليك السؤال الشهير الذي لا يعرف إجابته مسؤول!