2021 أغسطس/أوت 12 - تم تعديله في [التاريخ]

فعاليات تستغرب سكوت وزارة الصحة وتدعوها إلى التوضيح بشأن اللقاح

حملة ضدلقاح «سينوفارم» بخلفية سياسية قد تقوض جهود المغرب للتشجيع على التلقيح


العلم الإلكترونية  - الرباط 

وجدت حرب اللقاحات موقعا لها على واجهات المنابر الإعلامية المغربية، وبدا واضحا أن الهجوم على لقاح دون غيره إنما هو استنساخ لمواجهات دارت رحاها في معتركات دولية وتم نقلها إلى المغرب.
 
واستغربت العديد من الفعاليات المهتمة بالشأن الصحي هجوم عدة جهات على لقاح سينوفارم، الصيني الصنع، والطعن في فعاليته عبر حملة منسقة تستعمل فيها عدة وسائط، لصالح لقاحات أخرى.
 
وتواصل جهات مجهولة تحريض المواطنات والمواطنين على عدم التلقيح بلقاح «سينوفارم»، ونجحت إلى حدما هذه الحملة، حيث امتنع عدد من المغاربة القاصدين مراكز التلقيح عن التلقيح باللقاح المذكور متأثرين بمحتويات الحملة الاعلامية، وفق ما أكدته لـ»العلم» شهادات لأطباء يشرفون على مراكز للتلقيح.
 
ومن بين ما يبرر رفض مغاربة التلقيح بلقاح «سينوفارم» هو عدم قبول سفارات دول أوروبية طلبات الحصول على التأشيرة، المرفقة بملف يتضمن جواز تلقيح تشير معطياته على أن حامله تلقى جرعات من اللقاح المذكور.
 
ويعتبر مراقبون أن الحملة التي تقودها بعض الجهات على اللقاح الصيني، تبقى مبرراتها سياسية واقتصادية، الغاية منها التأثير على حملة التلقيح الوطنية، حتى يضطر المغرب إلى التخلي عن شراء اللقاح الصيني و الاكتفاء باللقاح الوطني.
 
واستغربت فعاليات سكوت وزارة الصحة أمام هذه الحملة وعدم تقديمها لأية إفادات في الموضوع، توضح للمغاربة حقيقة المزاعم المنشورة ضمن وسائط التواصل الاجتماعي، وطالبها مدونون على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بالتوضيح.
 
وتفنيدا لما تضمنته المحتويات الرقمية والاعلامية، المنشورة أخيرا حول لقاح سينوفارم، قال الدكتور الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، إن بعض الأخبار الزائفة التي تروج مؤخرا بين أوساط المغاربة غير صحيحة البتة، وهي عبارة عن مقطع فيديو قصير، يتضمن لقطات من نشرة إخبارية لقناة تلفزية بالخليج، يقول فيها المذيع، بأن مسؤولا صينيا كبيرا يعترف بضعف وقلة فعالية لقاح الصين ضد كوفيد 19، الأمر الذي يدفع المواطنين إلى عدم الإقبال على التطعيم، بالرغم من أن اللقاح يملك فعالية جيدة شأنه شأن اللقاحات المعتمدة الأخرى. 
 
وأكد الدكتور حمضي، في تصريح لـ»العلم»، أن مروجي الشائعات لا يشيرون إلى التاريخ الحقيقي لهذا الفيديو، حيث كانت هناك محاضرة لمسؤول صيني عن اللقاحات في أول سبت من شهر أبريل للسنة الجارية، تحدث فيها عن اللقاحات التي يستعملها العالم ككل، وبأن فعاليتها ستضعف جزئيا، لهذا يجب التفكير في حلول، ومن بين هاته الحلول اعتماد جرعة ثالثة، أو تحديث جميع اللقاحات، أو محاولة المزج بينها بشكل علمي، وهو المضمون الذي تم بتره عن سياقه و إرفاقه بعناوين مضللة تم نشرها على أوسع نطاق.
 
وأضاف المتحدث، أن الأمر يتعلق بحرب إعلامية على الصين، مثل ما وقع من قبل مع اللقاح «أسترا زينيكا»، بدليل أنه لم يصرح أي خبير أو مسؤول صحي على مستوى العالم بأن لقاح «سينوفارم» ضعيف الفعالية، بل كانت فقط ضربة إعلامية في اتجاه تقويض اللقاح الصيني، رغم أنه يملك نسبة فعالية تصل إلى 79 في المائة بشهادة المنظمة العالمية للصحة، وذلك بناء على الدراسات المقدمة لها، وهي نفس الدراسات التي قدمت للمغرب حتى يوافق على هذا اللقاح.
 
وكان فريق من الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع العامل تحت غطاء منظمة الصحة العالمية، قد أصدر، توصيات مؤقتة لاستخدام لقاح كوفيد-19 المعطّل المفعول الذي طوّرته شركة سينوفارم، من ضمنها التوصية باستعماله لدى الأشخاص البالغين من العمر 18 عاماً أو أكثر .
 
وأجرى فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع تقييماً دقيقاً للبيانات المتعلقة بجودة اللقاح ومأمونيته وفعاليته، بعد تجربة موسعة للمرحلة 3 على نطاق بلدان متعددة، وخلص إلى أن إعطاء جرعتين، بفاصل زمني 21 يوماً، يحقق فعالية بنسبة 79٪ ضد عدوى فيروس كورونا-سارس-2 المصحوبة بأعراض بعد الجرعة الثانية بـ14 يوماً أو أكثر.
 



في نفس الركن