ولا واحد من الطبقة السياسية الجزائرية من الذين يتطاير لعابهم في كل مرة يتحدثون فيها عن الوطنية والتضحية من أجل الوطن، وما أكثرهم في بلد تناسل فيه القادة كحبات الفطر، ولا واحد من رجال ونساء المال و الأعمال الذين انتفخت وتضخمت حساباتهم المالية في الداخل كما في الخارج في ظروف مشبوهة، بل أول من تلقى اللقاح هي طبيبة جزائرية تؤمن بالعلم ولا شيء آخر غير العلم.
ما حدث في الجزائر الشقيقة، أنه أمام الفشل الذريع للحكومة في تسريع حصول الجزائر على تلقيح مضاد لكوفيد-19 مبكرا، اضطرت للتفاوض مع السلطات الروسية للحصول، ولو على كمية جد محدودة لا تتعدى 50 ألف حقنة من اللقاح في توقيت مبكر لتهدئة الخواطر وربح مزيد من الوقت، وهو العرض الذي استفادت منه روسيا أيضا الباحثة عن أسواق لتلقيحها.
لكن بمجرد ما أن تم تسليم الكمية المطلوبة حتى توارى جميع المسؤولين والسياسيين إلى الخلف لعدم ثقتهم في مصداقية فعالية لقاح سبوتنيك وامتنعوا عن تلقي التطعيم، في انتظار وصول لقاحات أخرى من بريطانيا أو الولايات المتحدة الأمريكية أو الصين، لأنهم ببساطة غير مقتنعين ولا مطمئنين للقاح الذي استوردوه من روسيا، وأنهم أصروا على أن يبدأ التلقيح من المواطنين أولا، ثم ينتقل إلى الساسة والمسؤولين الحكوميين، بما يترجم وجود أجواء انعدام الثقة بين الحاكمين والمحكومين في الجزائر.