فجرت السلطات الإسبانية قنبلة من العيار الثقيل، حينما أعلنت أجهزتها الأمنية قبل أيام قليلة من اليوم عن حجز 322 كيلوغراما من الكوكايين بإحدى موانئها الجنوبية كانت في طريقها إلى أحد الموانئ الجزائرية.
وتفيد المعطيات التفصيلية التي كشفت عنها السلطات الإسبانية، أنها توصلت بمعلومات استخباراتية تؤكد توجه باخرة كانت قادمة من البرازيل وستتوقف في ميناء الجزيرة الخضراء، وهي تحمل حاوية تضم أكثر من ثلاثة قناطير من مخدر الكوكايين. ومباشرة بعد وصول الباخرة المذكورة إلى ميناء الجزيرة الخضراء في الجنوب الإسباني، والتي كانت تنقل بذور الذرة، أخضعها جهاز الجمارك الإسباني في الميناء المذكور إلى البحث والتفتيش ليتم العثور في داخل حاوية على 16 كيسا من الكوكايين .
اكتشاف هذه الكمية الكبيرة من أحد أخطر أنواع المخدرات بميناء إسباني كانت في طريقها إلى ميناء وهران الجزائري ، تعيد التذكير بحجز سبعة قناطير من نفس مخدر الكوكايين بميناء وهران الجزائري خلال سنة 2018 ، وهي الفضيحة التي تم طي ملفها بسرعة فائقة، بعدما تم التأكد من تورط مسؤولين سامين جزائريين فيها ، كان في مقدمتهم المدير العام للأمن الوطني الجزائري ورجال أعمال يوجد أحدهم حاليا في السجن بسبب تورطه في قضايا فساد مالي .
وتؤكد القضية الجديدة أن الموانئ الإسبانية تحولت إلى معبر رئيسي لأخطر أنواع المخدرات الفتاكة نحو الموانئ الجزائرية، خصوصا ميناء وهران، مما يعني وجود شبكة دولية منظمة تضم متورطين من داخل الجزائر لا يمكن أن يكونوا أشخاصا عاديين ، وأن مافيا هذا النوع الخطير من المخدرات اخترقت الأجهزة الأمنية الجزائرية .
والملاحظ أن الحكومة الجزائرية تتستر على مثل هذه القضايا الخطيرة وتعوضها بالتركيز على ادعاءات تفيد بأن المخدرات التي تنتشر في الجزائر مصدرها المغرب، في حين تؤكد مثل هذه الوقائع أن المصدر الحقيقي والوحيد للمخدرات من النوع الخطير تدخل إلى الجزائر عبر موانئها بتواطؤ مكشوف من أجهزتها الأمنية.
العلم الإلكترونية