العلم الإلكترونية - هشام الدرايدي| كريم كلشي
نور الصيام – سلسلة حلقات من الوعظ والإرشاد في الدين والشريعة، تواكبكم من الإثنين إلى الخميس عبر موقع العلم طيلة شهر رمضان المبارك. يقدمها نخبة من الأئمة والأساتذة المختصين في العلوم الشرعية والحديث، من جامعة القرويين دار الحديث الحسنية بالرباط، ليضيئوا لكم معاني الصيام وحكَمه في ضوء الكتاب والسنة.
في هذه الحلقة المباركة، يسلط فضيلة الدكتور عبد الرحيم ايت بو حديد الضوء على أفضال تلاوة القرآن الكريم في شهر الصيام...
في هذه الحلقة المباركة، يسلط فضيلة الدكتور عبد الرحيم ايت بو حديد الضوء على أفضال تلاوة القرآن الكريم في شهر الصيام...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فنرحب بكم، معاشر الإخوة المشاهدين والأخوات المشاهدات، ونسأل الله جل وعلا أن يجعل الشهر الفضيل شهر خير وبركة، وجدٍّ واجتهاد في الطاعة، وإقبال على الله تبارك وتعالى، ومنافسة في الخيرات.
نواصل الحديث بإذن الله تبارك وتعالى في هذه الحلقة الوجيزة عن فضل تلاوة القرآن الكريم في شهر الصيام، فمن خصال الصائمين أنهم أهل القرآن الذين يعتنون بكتاب الله تبارك وتعالى، فإن هذا الشهر الفضيل هو شهر القرآن، قال الله جل وعلا: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان."
فالله سبحانه وتعالى أنزل هذا القرآن في هذا الشهر الفضيل، والمقصود بذلك أن الله سبحانه وتعالى أنزله جملة إلى السماء الدنيا إلى بيت العزة، ثم أنزله بعد ذلك منجّما مفرّقا في الأيام والليالي طوال 23 سنة، فالله جل وعلا جمع لهذا القرآن بين الإنزال جملة وبين الإنزال منجّما ومفرّقا.
وإذا كان هذا الشهر الفضيل هو شهر القرآن، فينبغي للمسلم أن يعتني بهذا القرآن الذي هو كلام الله سبحانه وتعالى، الذي أنزله على رسوله لهداية الناس: "هدى للمتقين، إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم."
ينبغي عليه أن يعتني بهذا القرآن قراءةً وتدبّرا وتفهّما وتأمّلا في معانيه، فإن الله سبحانه وتعالى أنزل هذا القرآن لتلاوته، وأنزله لفهمه وتدبّره، وأنزله سبحانه وتعالى للعمل به، فمن أنواع هجر القرآن، هجر تلاوته وقراءته.
لا ينبغي للمسلم الذي يحب الله تبارك وتعالى أن يخلي هذا الشهر الفضيل ولو من ختمة واحدة على الأقل، وأن يجعل لنفسه في كل يوم جزءًا واحدًا، فيقرأ حزبين من القرآن كل يوم، حتى يكون ختمه للقرآن على الأقل مرة واحدة في الشهر.
فمن قرأ سيرة السلف الصالح وحياتهم مع كتاب الله تبارك وتعالى، وجد في ذلك شأنًا ربما لا يكاد يصدّقه كثير من الناس، فقد كان بعضهم يختم القرآن في كل يوم، ونُقل عن الإمام الشافعي رحمه الله أنه كان يختم القرآن مرتين في اليوم.
وهذا شيء ربما يستبعده كثير من الناس، لكن هذا منقول عن الأئمة، أنهم كانوا يكثرون قراءة القرآن في هذا الشهر الفضيل، فلذلك على المسلم أن يعتني بكتاب الله تبارك وتعالى.
وهذا شيء ربما يستبعده كثير من الناس، لكن هذا منقول عن الأئمة، أنهم كانوا يكثرون قراءة القرآن في هذا الشهر الفضيل، فلذلك على المسلم أن يعتني بكتاب الله تبارك وتعالى.