العلم الإلكترونية - الرباط
خاب أمل المجتمع الدولي حين فشلت المفاوضات التي كانت تجرى في القاهرة لإبرام صفقةٍ يتم بموجبها وقف إطلاق النار فوراً في الأراضي الفلسطينية التي تشمل قطاع غزة و الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، لعدة أسابيع يدخل ضمنها شهر رمضان الكريم. وبذلك صار العالم أمام حرب عدوانية إبادية جنونية، يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، غير عابئ بما يترتب عليها من كوارث إنسانية مأساوية ، وبالزج بالمنطقة في متاهات لا متناهية يتعذر التنبؤ بمصير الأراضي الفلسطينية، وبمصير البلدان المحيطة بها، بل بمصير العالم في حال تفاقمها إلى الدرجة القصوى وامتداد مخاطرها إلى أبعد الآفاق.
خاب أمل المجتمع الدولي حين فشلت المفاوضات التي كانت تجرى في القاهرة لإبرام صفقةٍ يتم بموجبها وقف إطلاق النار فوراً في الأراضي الفلسطينية التي تشمل قطاع غزة و الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، لعدة أسابيع يدخل ضمنها شهر رمضان الكريم. وبذلك صار العالم أمام حرب عدوانية إبادية جنونية، يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، غير عابئ بما يترتب عليها من كوارث إنسانية مأساوية ، وبالزج بالمنطقة في متاهات لا متناهية يتعذر التنبؤ بمصير الأراضي الفلسطينية، وبمصير البلدان المحيطة بها، بل بمصير العالم في حال تفاقمها إلى الدرجة القصوى وامتداد مخاطرها إلى أبعد الآفاق.
لقد كان العالم يتطلع إلى أن تفضي المفاوضات التي جرت في كل من باريس ثم الدوحة لتستقر في القاهرة، عساها تضع حداً نهائياً للصراع الفلسطيني المحتدم والمرعب. ولكن ما توقعه العالم لم يقع ، لأسباب كثيرة، لعل المرحلة القادمة ستكشف عنها بالوضوح الكامل . ولكن المؤكد الذي لا يغيب عن المراقبين، أن الحكومة اليمنية المتطرفة في إسرائيل ، تتحمل المسؤولية الأولى في إفشال هذه الجولة من المفاوضات ، و في إطالة أمد العدوان الغاشم على المواطنين الفلسطينيين فوق أراضيهم المحتلة منذ سنة 1967 .
فكيف يمكن أن يتصور استمرار الحرب الهمجية الضروش في قطاع غزة شبه المهدم والمنهار وفي الضفة الغربية خلال الشهر الفضيل؟ . إن المراقب المتابع لا يتصور إلا كوارث تدق عن الوصف ، سيعيشها المواطنون الفلسطينيون وهم المحرومون من أدنى مستلزمات الحياة الإنسانية ، بحيث سيصبح قطاع غزة مقبرة جماعية أكبر مما هي عليه اليوم ، و سيعاني أهالي الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية ، أشد مما هم يعانونه من بؤس وحصار وملاحقة وحرمان من الأمن والاستقرار ، سواء من جيش الاحتلال الإسرائيلي ، أم من المستوطنين المتطرفين الذي سمح لهم بحمل السلاح ليواجهوا به أهل الأرض من المواطنين الفلسطينيين .
إن المنطقة مهددة بالمزيد من المآسي الإنسانية ، نتيجة لاشتعال الحرب المفتوحة على جبهات عديدة ، يحتمل أن تتخطى الخطوط الجغرافية للأراضي الفلسطينية ، لأن ذلك من طبيعة الحروب المفتوحة التي لا نهاية لها .
فإلى متى يستمر العدوان الإسرائيلي على المواطنين الفلسطينيين إلى ما لا نهاية ؟ . وهل سيظل المجتمع الدولي عاجزاً على هذا النحو المطلق ، إلى أجل غير معلوم ؟. إن هذا الوضع يدين ، بقوة ، الدول القادرة والفاعلة التي تتحمل مسؤولية حفظ الأمن والسلم الدوليين باعتبارها دائمة العضوية في مجلس الأمن . فهل حكومة إسرائيل فوق الأمم المتحدة و أعلى سلطة من مجلس الأمن الدولي ؟ . وهل سيظل القانون الدولي معطلاً إلى ما لا نهاية ؟. وهل سيبقى الشعب الفلسطيني مكسور الجناح مهضوم الحقوق محتلة أراضيه على الرغم من القرارات الدولية ذات الصلة التي تعد الأراضي الفلسطينية المحتلة في حرب 1967 ، أراضيَ تقع تحت الاحتلال الإسرائيلي واجبة الانسحاب منها بحكم القانون الدولي .
على هذا الأساس ، تكون المملكة المغربية ، بقيادة جلالة الملك محمد السادس ، حفظه الله ، في قلب الدفاع عن القضية الفلسطينية حينما تؤكد باستمرار وفي كل مناسبة ، على ضرورة وقف إطلاق النار فوراً في قطاع غزة ، و إدخال المساعدات الإنسانية إلى المواطنين الفلسطينيين بدون تقييدات ، و تفعيل الحلول السياسية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، انطلاقاً من مبدأ حل الدولتين المتوافق عليه دولياً ، لاقتناعها بأن لا حل للأزمة إلا هذا الحل ، ولا سبيل لاسترجاع الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة إلا هذا السبيل .
لو وعى الفلسطينيون هذه الحقائق وتدبروها وبنوا عليها ، لما كان ما كان ولا يبدو أنه على وشك الانتهاء .