2023 أكتوبر 16 - تم تعديله في [التاريخ]

فرنسا‭ ‬تتمادى‭ ‬في‭ ‬تصعيد‭ ‬أزمتها‭ ‬مع‭ ‬الرباط..‭ ‬

تقرير‭ ‬لوزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الفرنسية‭ ‬يستهدف‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬بالمغرب‭ ‬


العلم الإلكترونية - عزيز اجهبلي

يبدو من التقرير الذي نشرت وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية عن المغرب تحت عنوان «المخاطر القائمة والتوصيات المرتبطة بها» أن فرنسا مازالت تغرد خارج السرب، ولم تقتنع بعد بأن المغرب لم يعد يأبه بالتراهات والكلام الفارغ، الذي لا يغني ولا يسمن من جوع. فرنسا عليها الآن ألا تستمر في مغالطة نفسها، وأن تؤمن بما هو قائم على المستوى الواقع المعاش، وألا تتوهم أن ما تنشره على المواقع الإلكترونية هو الحقيقة.

فإن حاولت فرنسا أن تستوعب بأن المملكة المغربية رسمت خططا استراتيجية واضحة المعالم في عدة مجالات وميادين اقتصادية واجتماعية ووضعت طرق وآليات لتنزيل هذه المخططات، لقصرت علي نفسها طول المشوار، وما لقاء أكبر الهيئات المالية عالميا، المتواصل حاليا في مراكش إلا دليلا على الوضع المتميز التي يحتله المغرب في الأوساط الأفريقية والعالمية.   

إن اللغة التي كتب بها التقرير مغرضة، بحيث يؤكد التقرير أن المغرب بلد آمن لكنه يظل معرضا للتهديد الإرهابي، ويشير هذا التقرير إلى عدد من الأحداث المعزولة المرتبطة بسلوكات متطرفة،  في حين غض التقرير الطرف عن استراتيجية المغرب في مواجهة التطرف والإرهاب، من وتفكيك الخلايا الإرهابية في السنوات الأخيرة؛ تلك الخلايا التي كانت تخطط لتنفيذ هجمات إرهابية داخل المغرب؛ بحيث تم بين 2003 و2016 مثلا، تفكيك ما يزيد على مائة وخمسين خلية إرهابية، اثنتان وثلاثون منها كانت بين 2013 و2016م. وتشير هذه الأرقام إلى حركية وقوة المقاربة الأمنية المغربية التي مكَنت المغرب من مواجهة خطر الإرهاب، من خلال عمل استباقي يندرج ضمن مقاربة شمولية، تشمل المدخل الديني والعدالة الاجتماعية والإصلاحات السياسية والحقوقية.

وواصل التقرير الفرنسي شطحاته، من خلال ما اعتبره توصيات، بحيث يدعو السائحين وزوار المغرب إلى اليقظة والعناية والاحتفاظ بالأشياء الثمينة تحسبا للسرقة، خاصة في مدينة الدار البيضاء، مذكر في نظر معديه، أن اللصوص في هذه المدينة ينتقلون على دراجات نارية لسرقة حقائب اليد والهواتف المحمولة.

يلاحظ أن تقرير وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية لا يستند لمعايير التقارير الموضوعية، والسؤال المطروح، هو لماذا لم يعتمد التقرير على  خلاصات استطلاع «نامبيو» الذي أكد أن المغرب يتوفّر على كل مؤهلات الاستقرار وهو استطلاع يكشف، على قائمة الدول الأكثر أمانا، والتي يمكن للسياح السفر إليها.

استطلاع موقع «نامبيو» كشف أن معدل الأمان يرتفع في المشي وحيدا بشوارع الرباط أثناء النهار ليصل إلى 86.70 نقطة، وكذلك الأمر أثناء الليل الذي تصل نسبة الأمان خلاله بشوارع العاصمة الإدارية إلى 44.59 نقطة. ويؤكد “نامبيو” أن الرباط في مجملها تظل منطقة آمنة يقصدها السياح سنويا.

هذا الموقع نقط للدول الأوروبية، ووضع فرنسا في أسفل الترتيب، حيث تحتل سلوفينيا المرتبة الأولى برصيد 79.0 نقطة، كونها الدولة الأكثر أمانا في العالم خارج آسيا. وتليها جزيرة مان )تابعة للتاج البريطاني) برصيد 78.6 نقطة، وسويسرا في المركز الثالث برصيد 78.4 نقطة، ثم إسبانيا في المركز 37 برصيد 67.6 نقطة. وأغلقت القائمة الأوروبية أوكرانيا ((51.1) والسويد (52.5) وفرنسا( 52.6.)



في نفس الركن