Quantcast
2020 نونبر 16 - تم تعديله في [التاريخ]

فتيحة مرشود صحافية بإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم ورسالة الإعلام

في حوار مع "العلم"، أكدت فتيحة مرشود صحافية بإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم على أن الإعلام رسالة تتطلب المصداقية في نقل الخبر والتأكد منه، واحترام الرأي والرأي الآخر، وأرجعت مرشود أسباب تحقيق الإذاعة لنسب استماع مرتفعة إلى كون مسخرة لخدمة القرآن الكريم، وإلى نوعية البرامج التي تنفتح على مختلف المواضيع والقضايا التي تهم المجتمع المغربي.
وأضافت مرشود خلال حديثها لـ"العلم"، أن المتلقي هو في حاجة إلى نوعية برامج تلامس قلبه وتناقش مواضيع دينه، الذي يتشوق دوما للتعمق فيه والتعرف على أدق تفاصيله، لهذا فالإذاعة بطاقمها الصحافي والتقني تعمل جاهدة على توفير ما يستقطب المستمعين بطريقة مهنية ومحكمة بقواعد أخلاقيات المهنة.


س: هل يمكن أن تحدثينا عن إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم؟


* حاورتها: نهيلة البرهومي

 

ج: إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، هي قناة ذات خصوصية دينية بالمفهوم الشامل للدين، الذي جاء ليغير سلوك البشر ويسعدهم ويقدم لهم سبيل النجاة دنيا وآخرة، لهذا فإن مختلف برامج القناة هي تلتقي مع دور الإعلام بشكل عام، خصوصا وأن الإذاعة لها دور توجيهي هدفة التأثير في المتلقي بغية تغيير سلوك معين والارتقاء به إلى الأفضل.

 

س: ما هي المرجعية التي تعتمدها هذه القناة؟

 

ج: مرجعية هذه القناة هي قائمة على مبادئ الدين الإسلامي، وينص عليها الدستور المغربي، وتتماشى مع الهوية المغربية الوسطية، لهذا فإن كل العاملين بالإذاعة هم في خدمة المتلقي المغربي داخل أو خارج هذا الوطن، للإجابة على عديد من الأسئلة التي تقربه من دينه أكثر، بشكل ينبذ التعصب أو التشدد أو كل ما يخرجه عن الوسطية.

 

س: ما هو الدور الذي تلعبه المرأة الإعلامية داخل هذه المؤسسة ؟


ج: طبعا المرأة الإعلامية تشتغل جنبا إلى جنب مع الرجل الإعلامي بدون ميز، فكلنا داخل هذه المؤسسة مسخرين لخدمة المستمع، فهناك برامج للمرأة مثل "رفقا بالقوارير" للزميلة رجاء علوني، وبرنامج "حيا الله الشباب" للزميلة سناء سعيد، وبرنامج يوجه الأسرة في التعامل مع الأبناء خاصة في الدراسة ويجيب على أعقد وأدق الاشكالات والصعوبات التي تواجه الأبوين، وبرنامج شؤون تربوية لتوجيه التلاميذ للزميلة إيمان عواد، ولا ننسى في إطار التقرب من المواطنين وتوجيههم في مجالات مختلفة، نجد فقرات ثابتة تحسيسية ضمن الفترة الصباحية للزميلة ربيعة زرهون والزميلة ابتسام حمومي، وكلها برامج تشرف على تقديمها نساء، للتأكيد على المكانة والحضور القوي والفاعل للمرأة الإعلامية داخل الإعلام الديني ببلادنا، ومن عناوين البرامج  يبرز الانفتاح على مختلف المواضيع والقضايا التي تهم مجتمعنا، مع العلم أنني لم أذكر كل البرامج، هي فقط أمثلة للبرامج التي تبرز دور المرأة الإعلامية.

 

س: ما هو السر وراء تحقيق الإذاعة نسب استماع عالية؟

 

ج: هو سؤال مشروع طبعا، لكن سأتناوله من وجهة نظري بالإضافة إلى ما نسمعه من المواطنين، سواء الذين نأخذ ارتساماتهم عن طريق  الإذاعة، أو من خلال بعض المستمعين الذين نلتقي بهم ويبوحون  لنا بحبهم لإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم أكثر من غيرها، وهذا لا ينفي أن لكل إذاعة مستمعيها لكن تبقى إذاعة القران، تتصدر القنوات الأخرى من حيث نسب الاستماع كما يعلم الكل.

على حسب تقديري، أرجع الأسباب إلى كون هذه الإذاعة هي مسخرة لخدمة القرآن الكريم ، ومن هم في خدمة القرآن لابد أن يقتبسوا من نوره،  فأهل القرآن كما يقول علماؤنا الأجلاء هم أهل الله وخاصته، فأكيد  أن لهذا الكتاب العظيم نورانيته وقدسيته تضفيها على المكان وعلى من أحسنوا نيتهم مع الله، وأخلصوا في عملهم مع مستمعيهم، إضافة إلى احساسنا بثقل وعظمة المهمة، الذي يحث علينا الاشتغال بطريقة تجعلنا مستحضرين دائما لمبدأ أن نكون في مستوى المهمة، ونؤدي المهمة المنوطة بنا على أتم وجه، مع ضرورة إرضاء العدد الكبير الذي يستمع وينتظر برنامجه المفضل. 

 

س: حديثينا على المستوى التنظيمي؟

 

ج: على مستوى التنظيمي، هناك أكثر من فريق للعمل، فليس الصحافي وحده من يشتغل بالإذاعة، هناك المخرج وقسم البرمجة وقسم الاستماع ولجن.. والكل مسخر من أجل خدمة المستمع الذي أحب الإذاعة ووضع ثقته الكاملة في برامجها، وكان المشجع على هذا الاستمرار، فأتمنى أن نكون دوما في مستوى تطلعاته.

 

س:هل تلعب نوعية البرامج دورا مهما في استقطاب الجمهور؟

 

ج:  إن من أسباب حب المتلقي والناس بشكل عام للإذاعة، راجع إلى نوعية البرامج التي تلامس قلبه وتناقش مواضيع دينه، الذي يتشوق دوما للتعمق فيه والتعرف على أدق تفاصيله، والأهم  من هذا وما أرغب  الإشارة إليه هو أن أسلوب العاملين في إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم،  رغم تنوعه بين البسيط والذي يستعمل العامية في بعض الأحيان، إلا أن هذا التوظيف يستعمل بطريقة مهنية ووفق قواعد، أي أننا نستعمل لغة تخاطب لا تخدش الحياء، بعيدا عن البداءة والكلمات الجارحة، فيمكن لابن أن يسمع مع والديه، كما يمكن لصاحب سيارة الأجرة أن يشغل المذياع مع زبنائه وهكذا، وخير دليل على ذلك نجد استماع  نساء راغبات في حفظ القرآن الكريم، مع الأستاذ المسعودي وكل البرامج التي تلقن حفظ القرآن الكريم وطريقة القراءة، فكلها حاجة في نفس أغلب المغاربة لأننا شعب متدين بالفطرة محب لخالقه ولدينه.

 

س: ماهي الرسالة المراد ايصالها للمتلقي من خلال الإذاعة؟

 

ج: بالنسبة لي، وكما قلت من وجهة نظري الخاصة، وليس من الناحية  الإدارية، نود أن تكون الإذاعة صوت المستمع الأخلاقي، الذي يقوده ليكون إنسانا إيجابيا وسطيا متوازنا، مدركا ما عليه من مسؤوليات تجاه خالقه أولا وتجاه أسرته ومحيطه ثم مجتمعه، فهو خلق ليكون رسالة سلام لباقي الأمم، وساعيا لنشر المحبة والوفاق، نريد أن نقطع الطريق على من يعلم أبناءنا التشدد والتعصب وإقصاء الآخر، نحن سواء وخلافنا ليس سببا لاختلافنا وعداوتنا، هي رسالة إعلامية راقيه من رسالة سماوية كونية للإنسانية ككل ضمن قناة أراد لها الله أن ينطلق صوتها من المغرب بإرادة مولوية، وبتذييع إعلاميي هذا الوطن، خدمة لمقدساته ومبادئه المتفق عليها.

 

س: هل أنت راضية على ما قدمته الإذاعة حتى اليوم؟

 

ج: نحن دائما نطمح إلى تقديم الأفضل، والرضى الكلي يقود إلى  السكون وعدم الاجتهاد والبحث عن الأفضل، رغم احتلالها الصدارة في الاستماع نعتبر أنفسنا مازلنا مقصرين، لأسباب خارجة عن إرادتنا فنطمح دوما إلى التجديد في برمجتنا، خاصة وأنه على رأس هذه الإذاعة، إعلامية هي خريجة المعهد العالي للصحافة ولها تجربة في العمل الإعلامي الميداني الاستاذة دنيا الحساني، وبمعيتها فريق متكامل يشتغل بمحبة وتفان.

 

س: هل تعتبر مواقع التواصل منافسا للإذاعة؟

 

ج: هناك منافسة شرسة من قبل منابر مختلفة، سواء إذاعات خاصة أو غيرها، إضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي والمنابر الالكترونية، كلها أصبحت مصدرا لتدفق المعلومة وفي حينها، مما يجعل مهمة مختلف المنابر أكثر صعوبة في الحفاظ على جمهورها ومتتبعيها، وهنا تظهر قوة البرامج التي نطرحها، قصد الحفاظ على المكانة التي حققتها إذاعة محمد السادس للقران الكريم منذ سنوات، فأبانت على أنها إذاعة تمتلك المعادلة الصعبة رغم كل الصعوبات، نظرا لما تمثله من رمزية دينية أخلاقية في قلوب متتبعيها.

 

س: ما هي رسالتك للصحافيين والصحافيات بمختلف المنابر الإعلامية؟

 

ج: رسالتي لكل الصحافيين والصحافيات من منبركم المحترم، الذي له تاريخ ويشهد على زمن احترام الكلمة وقدسية الصحافة كمهنة، أن يلتزم الصحافي بأخلاقيات المهنة، وأن نعمل جميعا لإعادة الاعتبار لها واسترجاع المكانة التي كانت عليها مهنة الصحافة وتم انتهاكها للأسف، وذلك قصد تضييق الخناق على من أساؤوا لمهنة هي بالأساس جاءت لترتقي بالمتتبع، لا من أجل أن تفسد ذوقه وتصنع من التفاهة نجما، آن الأوان لكي نضع حدا أمام  التطاول على خصوصيات الآخرين، وابتزازهم باسم حرية التعبير، الإعلام رسالة تتطلب المصداقية في نقل الخبر بعد التأكد منه، واحترام الرأي والرأي الآخر.

 

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار