هي فاجعة مؤلمة لم نشهد مثلها خلال العقد الأخير. تألمنا نفسيا لاننا عايشنا الحدث يوم الجمعة 8 شتنبر 2023. حيث اهتزت الأرض بنا هزا ونحن على بعد مآت الكيلومترات من بؤرة الزلزال.. ولا زال النساء والأطفال لحد الآن يفرون وينفرون من بيوتهم...
لكن الالم اشتد ونحن نتابع هول الحدث بعين المكان بالحوز وما جاورها وبمراكش وبتارودانت وورزازات وشيشاوة.. تخيل ان امك التي توسدت ركبتيها امس هي الآن راكدة تحث التراب .. بماذا تشعر وانت الذي فقدت من تعقد عليهم امال المستقبل ..(الأبناء..) ؟ كيف تحس وانت تنظر إلى من كافح وكابد ولا حول لك ولا قوة لإخراج جثته؟ ... كيف ستعيش بدون زوجة ظلت معك في جبل شامخ لا حد له صابرة على قساوة برد الشتاء. .. تفلحت يديها الناعمة و خدوش في كتفيها من أجل أن تسد رمق اسرة بطلها أحيانا رجل منهمك جراء الصعود والهبوط وسط جبال و هضاب يغدو ويروح ... يصيح أحيانا ويصمت كثيرا.. لعله يجد ما تقتاته الماشية..؟ بل تخيل نفسك الذي هدم منزله ووجد نفسه في العراء.. لا اكل ولا شرب ولا نوم ولا من يشعره بالدفء والحنان..؟ كيف ستبني لك مستقبلا ؟ وكيف تطمئن لهذه الحياة الفانية .. ؟ ربما من حظنا إيماننا بقدر الله وقدره .. لكن تبقى الصدمة في الذاكرة لن تمحى و سيخلدها التاريخ رغم مأساويتها.. وسيعتبر اولو الألباب الذين يعقلون..
أما أنا فاصبحث امقت مشاهدة الحدث لأنني أرى في هؤلاء جميعا الاب والام والابن والزوجة والاقرباء و الجيران والتلاميذ والأستاذ والمكان والذاكرة والتاريخ .. ومن ينشغل بغير هذا الحدث و لا يحزن لما وقع .. فليس له اي علاقة بالوطنية والإنسانية .... يتبع .
ذ. اسماعيل المساوي - استاذ التعليم العالي بالمدرسة العليا للأساتذة بالرباط جامعة محمد الخامس