2022 مارس 23 - تم تعديله في [التاريخ]

غابة لايبيكا ذاكرة وتراث طبيعي يحتضر

نفايات وإهمال وقطع وسرقة الأشجار، و مواطنون يتدخلون للقيام بما عجزت عنه المؤسسات المسؤولة


العلم الإلكترونية - العرائش
 
 في مبادرة شبابية وأمام هول الكارثة والاهمال للمنتزه الغابوي لايبيكا، قام يومه الأحد 20 مارس الجاري، عدد من المتطوعين بتنظيم ورش بيئي بالغابة ، لإعادة الاعتبار للفضاء الغابوي الذي طاله الاستهتار ،
 
هذا وقد شاركت المستشارة الجماعية فاطمة القنبوعي عن فريق المعارضة ممثلة العنصر النسوي الوحيد ضمن قائمة المتطوعين/ت،وقد شوهدت وهي تقوم بحمل النفايات ومخلفات البناء رفقة الفريق المتطوع في هذا الورش ،الذي اعتمد على امكانياته الذاتية البسيطة ،في غياب تام للمؤسسات المسؤولة، من مجلس جماعي وإقليمي وباقي المتدخلين، ممن يتوفرون على آليات وعمال ووسائل لوجيستيكية، والمفروض فيهم والواجب عليهم تنظيف الغابة التي وصلت إلى هذه المرحلة جراء سياسة صمتهم و عدم تحملهم لمسؤولياتهم في حمايتها...
 
كما يؤكد المتطوعون/ت استمرارهم في هذه المبادرة ويوجهون الدعوة لكل الغيورين والغيورات على المذينة ومنتزها الغابوي الى الانضمام الى الورش كل يوم أحد صباحا ..
 
يشار إلى أن موضوع حالة الغابة الكارثية أثار سخط السكان العرائشيين ،وقد بحت أصواتهم لانقادها ،باعتبارها ذاكرة كل الساكنة ،والمتنفس الوحيد الذي بقي عندهم اما زحف لوبي العقار وغياب الحدائق العمومية ،..
 
وما يثير الدهشة والغرابة ان موضوعها وضع على طاولة المجالس المنتخبة المتعاقبة اكثر من مرة ،وفي كل مرة يتم تسويق "الشفوي" والوهم للمواطنين دون نتائج تذكر على أرض الواقع ،وكأننا نتفرج على مريض مصاب بورم خبيث ينهش ويقضي كل يوم على جزء من أطرافه ،ليستحيل بعدها انقاده واحياؤه ..
 
بل حتى الاحزاب الموجودة حاليا بالاغلبية المسيرة "ركبت" على مشروع انقاذ الغابة اثناء تقديمها لبرامجها بالحملات الانتخابية ،ليلاحظ اليوم انها تملصت من وعودها، وباتت بدورها تتفرج على زحف الازبال ومخلفات البناء وقطع الاشجار في مشهد يثير الرعب ،ويدفع للبكاء والتحسر على ماضي هذا المنتزه الغابوي الذي كان يضرب به المثل كافضل المنتزهات على المستوى الوطني. 

كما عرفت الغابة في الآونة الأخيرة تراميا ممنهجا على أشجارها الممتدة جذورها لعقود من الزمن بباطن الأرض، ترامت عليها أياد ظالمة، بالقطع والسلب والتدمير، شملت العشرات من الأشجار المقطوعة والمسروقة يوميا في وضح النهار، مما جعل الساكنة المرتادة لهذا الفضاء والمتنفس البيئي الوحيد، إطلاق صيحات استغاثة في الآذان الصماء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتلافي خطر توقف رئة المجتمع العرائشي، التي أدخلها المهملون من المسؤولين لغرفة الإنعاش في غيبوبة




في نفس الركن