2024 يونيو/جوان 3 - تم تعديله في [التاريخ]

عمر‭ ‬هلال‭ ‬يفحم‭ ‬مجددا‭ ‬ممثل‭ ‬الجزائر‭ ‬بالأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬و‭ ‬يفضح‭ ‬أساليبه‭ ‬الملتوية‭:‬

الرباط‭ ‬تندد‭ ‬باستغلال‭ ‬الجزائر‭ ‬عضويتها‭ ‬غير‭ ‬الدائمة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬لترويج‭ ‬موقفها‭ ‬المنحاز‭ ‬من‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء


العلم الإلكترونية - الرباط 

ندد‭ ‬المغرب‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬موجهة‮ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬وأعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬باستغلال‭ ‬الجزائر‭ ‬لفترة‭ ‬ولايتها‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬لتعزيز‭ ‬موقفها‭ ‬المتحيز‭ ‬بشأن‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭.‬
 
فأسبوعين‭ ‬بعد‭ ‬إفحام‭ ‬مندوب‭ ‬الجزائر‭ ‬الدائم‭ ‬بالأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وإتهامه‭ ‬باستغلال‭ ‬عهدة‭ ‬بلاده‭ ‬بمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‮ ‬لترهيب‭ ‬الوفود‭ ‬الداعمة‭ ‬لمغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬وابتزاز‮ ‬البلدان‭ ‬الصديقة‭ ‬للمغرب،‭ ‬عاد‭ ‬ممثل‭ ‬المغرب‭ ‬الدائم‭ ‬بالأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬السفير‭ ‬عمر‭ ‬هلال‭ ‬لفضح‭ ‬الأساليب‭ ‬الملتوية‭ ‬التي‭ ‬يوظفها‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الجزائري‭ ‬عمار‭ ‬بن‭ ‬جامع‭ ‬داخل‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬حيث‭ ‬يستغل‮ ‬فترة‭ ‬ولاية‭ ‬بلاده‭ ‬كعضو‭ ‬غير‭ ‬دائم‭ ‬لخدمة‭ ‬موقفها‭ ‬المتحيز‭ ‬بشأن‭ ‬ملف‭ ‬النزاع‭ ‬الإقليمي‭ ‬المفتعل‭ ‬حول‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‮ ‬‭.‬
 
السفير‭ ‬الجزائري‭ ‬المتخصص‭ ‬منذ‭ ‬تعيينه‭ ‬ممثلا‭ ‬لبلاده‭ ‬بالأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬المناورات‭ ‬والمؤامرات‭ ‬داخل‭ ‬كواليس‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لخدمة‭ ‬المشروع‭ ‬الانفصالي‭ ‬اللقيط‭ ‬بصحراء‭ ‬لحمادة‭ ‬استغل‭ ‬بانتهازية‭ ‬مقيتة‭ ‬جلسة‭ ‬إحاطة‭ ‬عقدها‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الخميس‭ ‬الماضي‭ ‬حول‭ ‬وضعية‭ ‬اللاجئين‭ ‬والنازحين‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬للترويج‭ ‬لموقف‭ ‬بلاده‭ ‬المتحيز‭ ‬بشأن‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬وكذلك‭ ‬بشأن‭ ‬الوضع‭ ‬المأساوي‭ ‬الذي‭ ‬تعيشه‭ ‬الساكنة‭ ‬المحتجزة‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬بالجزائر‭ ‬والذي‭ ‬تتحمل‭ ‬منذ‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬مسؤوليته‭ ‬القانونية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬الدولة‭ ‬الجزائرية‭ .‬
 
هلال‭ ‬سجل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التنديد‭ ‬الرسمي‭ ‬المغربي‭ ‬أنه‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬التطرق‭ ‬إلى‭ ‬القضايا‭ ‬الإنسانية‭ ‬الثماني‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬المفوض‭ ‬السامي‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لشؤون‭ ‬اللاجئين،‭ ‬فيليبو‭ ‬غراندي،‭ ‬خلال‭ ‬إحاطته،‭ ‬كان‭ ‬السفير‭ ‬الجزائري‭ ‬الوحيد‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس،‭ ‬الذي‭ ‬ركز‭ ‬على‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬المفوض‭ ‬الأممي‭ ‬السامي‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬على‭ ‬ذكرها،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الجزائري‭ ‬أثبت،‭ ‬مجددا،‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬تعد‭ ‬فعلا‭ ‬طرفا‭ ‬رئيسيا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النزاع‭ ‬الإقليمي،‭ ‬الذي‭ ‬افتعلته‭ ‬وتبقي‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬خرق‭ ‬لقواعد‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬والأسس‭ ‬القانونية‭ ‬والتاريخية‭ ‬والسياسية‭ ‬لمغربية‭ ‬الصحراء‭.‬
 
وفي‭ ‬رده‭ ‬عن‭ ‬ادعاءات‭ ‬السفير‭ ‬الجزائري‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الاجتماع،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مخصصا‭ ‬بشكل‭ ‬حصري‭ ‬لأعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬سجل‭ ‬السفير‭ ‬هلال‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬لا‭ ‬تستضيف‭ ‬بأي‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال‭ ‬ساكنة‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬قامت‭ ‬باحتجازها‭ ‬رغما‭ ‬عن‭ ‬إرادتها‭ ‬منذ‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬عقود،‭ ‬وتقوم‭ ‬بتسخيرها‭ ‬لخدمة‭ ‬سياستها‭ ‬العدائية‭ ‬المتواصلة‭ ‬ضد‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭.‬
 
ولاحظ‭ ‬هلال‭ ‬أن‭ ‬السفير‭ ‬الجزائري‭ ‬يدعي‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الساكنة‭ ‬تنتظر‭ ‬تحركا‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬لاسيما‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬هذا‭ ‬المجلس،‭ ‬للسماح‭ ‬لهم‭ ‬بالعودة‭ ‬طوعا‭ ‬إلى‭ ‬أراضيهم،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬مختلف‭ ‬تماما‭ ‬يستطرد‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬المغربي‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬تصادر،‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬حقهم‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬وطنهم‭ ‬الأم،‭ ‬المغرب،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭ ‬يكفله،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬اتفاقية‭ ‬1951‭ ‬المتعلقة‭ ‬بوضعية‭ ‬اللاجئين،‭ ‬مبرزا‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬تعترض‭ ‬بشكل‭ ‬قاطع‭ ‬على‭ ‬تسجيل‭ ‬هذه‭ ‬الساكنة‭ ‬في‭ ‬انتهاك‭ ‬صارخ‭ ‬لالتزاماتها‭ ‬بصفتها‭ ‬دولة‭ ‬طرفا‭ ‬في‭ ‬اتفاقية‭ ‬سنة‭ ‬1951‭ ‬وجميع‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬منذ‭ ‬2011‭.‬
 
السفير‭ ‬المغربي‮ ‬تابع‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬السياق‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬الجزائر‭ ‬‮«‬تنتهك،‭ ‬منذ‭ ‬نصف‭ ‬قرن،‭ ‬المهام‭ ‬القانونية‭ ‬للمفوضية‭ ‬السامية‭ ‬لشؤون‭ ‬اللاجئين،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منعها‭ ‬من‭ ‬تسجيل‭ ‬هذه‭ ‬الساكنة،‭ ‬كما‭ ‬تقوم‭ ‬بذلك‭ ‬المفوضية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬حالات‭ ‬اللاجئين‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‮» ‬‭, ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬ترفض‭ ‬تمكين‭ ‬الساكنة‭ ‬المحتجزة‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬من‭ ‬الاختيار‭ ‬بين‭ ‬الحلول‭ ‬المستدامة‭ ‬الثلاثة‭ ‬التي‭ ‬يتيحها‭ ‬لها‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني،‭ ‬وتشمل‭ ‬العودة‭ ‬الطوعية،‭ ‬أو‭ ‬الاندماج‭ ‬المحلي،‭ ‬أو‭ ‬إعادة‭ ‬التوطين‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬ثالث،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ساكنة‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬ممنوعة‭ ‬من‭ ‬مغادرة‭ ‬هذه‭ ‬المخيمات‭ ‬المطوقة‭ ‬بعدة‭ ‬أسيجة‭ ‬أمنية‭ ‬للجيش‭ ‬والأجهزة‭ ‬الجزائرية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ميليشيات‮ «‬البوليساريو‮»‬‭ ‬المسلحة‮»‬‭.‬
 
وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬أكد‭ ‬هلال‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬تقوم‭ ‬للأسف‭ ‬بتسييس‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إخضاع‭ ‬عودة‭ ‬سكان‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف،‭ ‬إلى‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬لاستفتاء‭ ‬مزعوم‭ ‬،‭ ‬والحال‭ ‬أن‭ ‬‮«‬العودة‭ ‬الطوعية،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬باقي‭ ‬الحلول‭ ‬المستدامة،‭ ‬تعد‭ ‬ضرورة‭ ‬إنسانية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬رهنها‭ ‬بأي‭ ‬اعتبار‭ ‬آخر‮»‬‭.‬
 
وذكر‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬المغربي‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬الاستفتاء‭ ‬الذي‭ ‬يشير‭ ‬إليه‭ ‬السفير‭ ‬الجزائري‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬إقباره‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬والأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬فيما‭ ‬يتظاهر‭ ‬السفير‭ ‬الجزائري‭ ‬بأنه‭ ‬يجهل‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬لأي‭ ‬قرار‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬يحيل‭ ‬بأي‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال‭ ‬إلى‭ ‬الاستفتاء‭ ‬المزعوم،‭ ‬وذلك‭ ‬منذ‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬وشدد‮ ‬في‭ ‬الأخير‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬الوحيد‭ ‬والأوحد‭ ‬لهذا‭ ‬النزاع‭ ‬الإقليمي‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬المبادرة‭ ‬المغربية‭ ‬للحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬سيادة‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬ووحدتها‭ ‬الترابية،‭ ‬مسجلا‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬منذ‭ ‬2007‭ ‬تعتبر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬جادة‭ ‬وذات‭ ‬مصداقية‭.‬



في نفس الركن