التمويل والمواكبة والوعاء العقاري
أزيد من 86 ألف مقاولة صغرى رأت النور خلال 2023
*العلم :سعيد الوزان*
لخص مولاي أحمد أفيلال، رئيس الاتحاد العام للمقاولات والمهن معضلات المقاولات الصغرى والصغيرة جدا في ثلاث عناصر تتجلى في المواكبة وتيسير الولوج إلى التمويل اللازم وتوفير الوعاء العقاري، مؤكدا أنه في حالة تذليل هذه العقبات فإن الاقتصاد الوطني سيحقق قفزة نوعية باعتبار أن هذه المقاولات تعد أكبر مستوعب لليد العاملة المغربية وموفر المناصب الشغل، كما أن النهوض بها يعني الخروج من الدائرة الرمادية للاقتصاد غير المهيكل.
في هذا السياق، أفاد المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية بأن عدد المقاولات التي تم إحداثها بالمغرب بلغ 86 ألف و427 مقاولة خلال الأشهر الإحدى عشر الأولى من سنة 2023، موضحا في بارومتر المقاولات الصادر عنه، أن هذه الأخيرة تتوزع بين الأشخاص الاعتباريين (59.334 مقاولة) والأشخاص الذاتيين (27.093 مقاولة
.
وتمثل المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة نسبة 99,6 في المائة من مجموع المقاولات التي تشكل الاقتصاد المغربي، وذلك حسبما أكده تقرير حديث صادر عن المرصد المغربي للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة، كاشفا أن 88 في المائة من هذه المقاولات حققت سنة 2021 رقم معاملات لا يتجاوز 3 ملايين درهم، مقابل 88,7 في المائة سنة 2020.
وحسب نفس المصدر، فقد انتقلت خلال الفترة ما بين 2020 و2021 أزيد من 17.233 مقاولة من فئة إلى أخرى، حيث تطورت 7.360 مقاولة صغيرة جدا لمستوى مقاولات متوسطة وصغيرة، كما أصبحت 2.563 مقاولة متوسطة وصغيرة مقاولات متوسطة وكبيرة، فيما غدت 229 مقاولة متوسطة وصغيرة مقاولة كبيرة، وذلك مقابل تقهقر 51 مقاولة كبيرة إلى مستوى مقاولات متوسطة أو صغيرة.
وحسب التقرير السنوي للمرصد المغربي للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة فقد تم شطب 9.740 مقاولة تعرضت للإفلاس، وهو ما يمثل زيادة بنسبة تقدر بحوالي 18 في المائة مقارنة بسنة 2021، كاشفا أن كل الجهات شهدت ارتفاعا في شطب المقاولات، باستثناء جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، وأن 53 في المائة من المقاولات المعنية بالشطب لا يتجاوز عمرها 5 سنوات.
وفي تصريح للعلم، ثمن مولاي أحمد أفيلال، رئيس الاتحاد العام للمقاولات والمهن، الجهود الحكومية الرامية إلى النهوض بالمقاولات الصغرى والصغيرة جدا والمتوسطة، لا سيما منها تلك المنجزة من طرف وزارة الصناعة والتجارة، باعتبارها الجهاز الوصي على القطاع، مزيحا الستار عن مبادرة توفير العديد من المناطق الصناعية في كل جهات المملكة لاستيعاب هذه المقاولات، ومؤكدا في نفس الوقت أن تحقيق هذا المطلب من شانه التقليل من حجم الإكراهات والصعوبات التي تعترضها بشكل كبير.
ودعا رئيس الاتحاد العام للمقاولات والمهن إلى ضرورة تسريع العمل على حل مشكلتي التمويل والمواكبة، مشددا على أن حل هاتين الإشكاليتين سيتيح تضييق الخناق على الاقتصاد غير المهيكل وسيسهم بقسط وافر في توفير مناصب شغل ما سينعكس إيجابا على متانة الاقتصاد الوطني.
وجدير بالذكر أن عدد الوظائف المصرح بها في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي زاد سنة 2022 بنسبة 8,9 في المائة، وذلك ببلوغها 3,8 ملايين وظيفة، فيما زاد عدد المقاولات المصرحة بنسبة 7,3 في المائة، مرتفعا من 294 ألف سنة 2021 إلى 315.453 سنة 2022.
وتظل الأموال الذاتية المصدر الرئيسي لتمويل المقاولات الصغيرة والمتناهية الصغر والكبيرة، فيما تمثل القروض البنكية نحو 95,5 في المائة من مجمل ديونها المالية برسم سنة 2021.
وهيمن القطاع التجاري على المقاولات المحدثة خلال العام المنصرم بحصة 35,79 في المائة، متبوعا بقطاعات الخدمات المتنوعة (18,65 في المائة)، والبناء والأشغال العمومية والأنشطة العقارية (17,5 في المائة)، ثم النقل (8,72 في المائة)، والصناعات (7,82 في المائة)، والفنادق والمطاعم (5,86 في المائة)، وقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (2,53 في المائة)، والفلاحة والصيد البحري (1,89 في المائة)، والأنشطة المالية (1,24 في المائة.