العلم الإلكترونية - بقلم عبد الله البقالي
لم يرق لمدير نشر جريدة ( L' HUMANITE ) الفرنسية التجاء السلطات المغربية إلى القضاء بشكاية ضد الجريدة بتهمة القذف في القضية المعروفة ب ( بيغاسوس ) ، و شن في افتتاحية له هجوما على المغرب لهذا السبب ، إذ اعتبر لجوء السلطات المغربية إلى القضاء ( تخويفا ) للجريدة حيث قال إن ذلك لن ينفع في منعها من مواصلة القيام بدورها الإعلامي .
هذا السلوك غير المهني يطرح علامات استفهام كبيرة حول ثقة كاتب المقال نفسه في مصداقية القضاء الفرنسي ، كما أنه يعتبر ضغطا و ابتزازا لهذا القضاء .
السلوك الطبيعي في حالات الخلاف في قضايا النشر هو الالتجاء إلى القضاء الذي يبقى من حق كل شخص ، و كل جهة اعتبرت نفسها متضررة من النشر ، و كان من المفروض أن يحترم مدير نشر الجريدة المذكورة هذا الحق ، اللهم إذا كان المسؤول الأول في هذه الجريدة يعتبر نفسه فوق القانون ، و فوق القضاء .
الجريدة نشرت ادعاءات قد تكون صحيحة ، و أن مدير النشر يتوفر على أدلة حقيقية على الادعاءات التي نشرها للعموم ، و أنه سيدلي بهذه الدلائل و الحجج أمام القضاء ، و بالتالي سيقضي القضاء ببراءته من التهم المنسوبة إليه ، بمعنى أن القضاء الفرنسي هو الفيصل في هذا الخلاف . أما أنه يلتجئ إلى الضغط على القضاء و مواصلة التشهير ضد المغرب بهدف التخويف و الابتزاز ليسحب الشكاية ، فإن ذلك يعتبر مؤشرا على أن المسؤول عن النشر تعمد نشر ادعاءات كاذبة تمثل تهما ثقيلة في حق المغرب ، و أنه ليس لديه ما يقدمه كدلائل على ما نشره و ارتأى الهروب إلى الأمام .
هذا سلوك مقرف يخترق أبسط القواعد القانونية و الأخلاقية لمهنة الصحافة النبيلة صادر عن مؤسسة إعلامية يزعمون أنها تصدر في بلاد تحترم القوانين ، و تحرص على ضمان حقوق جميع المواطنين و الأطراف ، و يقدم نموذجا سيئا لمؤسسة إعلامية يصر مسؤولوها على نشر ما يريدون دون محاسبة و لا خضوع إلى القوانين .
كنا ننتظر من مسؤولي الجريدة الفرنسية المرافعة في هذه القضية أمام القضاء و ليس من خلال افتتاحية يبدو أن الهدف منها هو الابتزاز و تخويف المغرب الذي اختارت سلطاته ممارسة حقوق بلدها في التوجه إلى قضاء البلد الذي تصدر فيه الجريدة المذكورة .
للتواصل مع الأستاذ الكاتب : bakkali_alam@hotmail.com