العلم الإلكترونية - عبد اللّه البقالي
قبل أسابيع قليلة من اليوم أجاب السيد عطاف وزير الخارجية الجزائري عن سؤال طرحته عليه مواطنته الصحافية بقناة (الجزيرة) يخص سبب عودة السفير الجزائري إلى مدريد، بعد استدعائه من طرف وزارة الخارجية الجزائرية للتعبير عن احتجاج الجزائر على تغيير الموقف الإسباني الرسمي من قضية النزاع المفتعل في الصحراء المغربية ، بالتأكيد على أن حكومة السيد سانشيز غيرت موقفها ، و لم يعد كما كان عليه الإمر سابقا، و بالتالي لم يعد هناك ما يبرر بقاء السفير الجزائري معتكفا في بيته في الجزائر، وهو ما دفع الحكومة الجزائرية إلى إعادة سفيرها إلى مدريد.
قبل أسابيع قليلة من اليوم أجاب السيد عطاف وزير الخارجية الجزائري عن سؤال طرحته عليه مواطنته الصحافية بقناة (الجزيرة) يخص سبب عودة السفير الجزائري إلى مدريد، بعد استدعائه من طرف وزارة الخارجية الجزائرية للتعبير عن احتجاج الجزائر على تغيير الموقف الإسباني الرسمي من قضية النزاع المفتعل في الصحراء المغربية ، بالتأكيد على أن حكومة السيد سانشيز غيرت موقفها ، و لم يعد كما كان عليه الإمر سابقا، و بالتالي لم يعد هناك ما يبرر بقاء السفير الجزائري معتكفا في بيته في الجزائر، وهو ما دفع الحكومة الجزائرية إلى إعادة سفيرها إلى مدريد.
والحقيقة أن عطاف نفسه لم يصدق تصريحاته، لأنه ببساطة، وهو كبير العارفين ، تغيير الموقف من قضية ما يتم التعبير عنه بشكل رسمي. و الواضح أن عطاف كان يبحث عن مبرر لتفسير وتبرير اضطرار حكومة بلاده إلى إصلاح خطإ غير محسوب.
عطاف على غرار باقي المسؤولين الجزائريين، اطلع على ما أكد عليه رئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز في زيارة العمل التي قام بها إلى بلادنا . حيث جدد التأكيد على موقف بلاده من النزاع المفتعل في الصحراء المغربية ، حيث اعتبر مشروع الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب حلا واقعيا للنزاع.
تجديد سانشيز على الموقف الذي أثار غضب وحنق النظام الجزائري يضع عطاف في منعطف محرج جدا، بمعنى أنه مارس الافتراء في مرة سابقة لتبرير خنوع حكومته بعودة سفيرها إلى مدريد، و أنه اقترف الكذب على الرأي العام الجزائري غير المعني أصلا بما يقحم النظام الجزائري فيه نفسه .
حل من الإثنين أمام عطاف ليتخلص من ورطة المنعطف الذي وضع نفسه فيه ، الأول هو الاعتذار للرأي العام الجزائري عما اقترفه من كذب و محاولة المغالطة، وإعلان استقالته وانسحابه. وثانيهما دعوة السفير الجزائري للعودة للاعتكاف في بيته بالجزائر في انتظار فرصة للخنوع والخضوع ،كما فعل عطاف في المرة السابقة بمبرر الاحتجاج .
إنها المدرسة الجزائرية في الديبلوماسية الفريدة في التاريخ الديبلوماسي البشري والتي يستحيل فهمها وحتى وجود سياق منطقي لها . إنها ديبلوماسية المنعطفات .
للتواصل مع الأستاذ الكاتب : bakkali_alam@hotmail.com