العلم الإلكترونية - بقلم عبد اللّه البقالي
لا جدال في أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تدخر جهدا في دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا ، و فرضت تعبئة عالمية كبرى ضد النظام الروسي ، و أخضعت لإرادتها جميع الدول الغربية التي لم يعد دورها يتجاوز رجع صدى للإرادة الأمريكية .و ساد الاعتقاد أن الدعم الأمريكي لدولة خارجية وصل مداه بالنظر إلى تكلفته المالية التي تجاوزت 170 مليار دولار ، و التي لم تصرف من أجل سواد عيون قادة النظام الأوكراني و لا من أجل زرقة عيون الشعب الأوكراني ، بل صرفت خدمة لأهداف استراتيجية في مواجهة المد الروسي .
لا جدال في أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تدخر جهدا في دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا ، و فرضت تعبئة عالمية كبرى ضد النظام الروسي ، و أخضعت لإرادتها جميع الدول الغربية التي لم يعد دورها يتجاوز رجع صدى للإرادة الأمريكية .و ساد الاعتقاد أن الدعم الأمريكي لدولة خارجية وصل مداه بالنظر إلى تكلفته المالية التي تجاوزت 170 مليار دولار ، و التي لم تصرف من أجل سواد عيون قادة النظام الأوكراني و لا من أجل زرقة عيون الشعب الأوكراني ، بل صرفت خدمة لأهداف استراتيجية في مواجهة المد الروسي .
هذا فهمناه ، لكن ما يصعب على الاستيعاب هو حجم الدعم المالي و الديبلوماسي و العسكري الذي تقدمه إدارة الرئيس بايدن لحرب الإبادة الحقيقية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في غزة كما في رام الله . فكل الولايات المتحدة الأمريكية موجودة في ساحة الحرب ، فالرئيس بايدن سارع إلى السفر نحو تل أبيب و التقى بالسفاح نتنياهو و قدم له كل الدعم الممكن ، و قبله و بعده حل عراب الديبلوماسية الأمريكية في زيارات متعددة لعاصمة دولة الاحتلال ،و تلاه في ذلك وزير الدفاع الأمريكي الذي وقف عند تفاصيل ما تحتاجه حكومة الاحتلال من دعم عسكري .و لم يقف الحماس الأمريكي في المشاركة الفعلية فيما يقترفه العدو من مجازر و محارق عند هذا الحد ، بل زاد عن ذلك بإرسال 2000 جندي من قوات النخبة في الجيش الأمريكي و انتقال حاملتي الطائرات و بارجة حربية إلى عين المكان . يضاف إلى كل ذلك تنشيط خط بري و بحري لنقل الذخيرة و الصواريخ و العتاد العسكري الذي تحتاجه قوات الاحتلال في اقتراف مجازرها ، ناهيك عن السخاء المالي اللامحدود .
لا تفسير لكل هذا الدعم الذي يكاد يكون غير مسبوق ، إلا في الإقرار أن الولايات المتحدة تفعل ذلك بهدف الإبقاء على الأزمة ملتهبة في الصراع بفلسطين المحتلة ، و هي لا ترغب حقيقة في إنهائه ، لأن في نهايته ، نهاية لسياسة أمريكية بالمنطقة استندت إلى هذه الأزمة ، و أن المصلحة الأمريكية تتمثل في بقاء اليهود بعيدا عنها ، و في استمرار انشغالهم في حرب الوجود التي يخوضونها من خلال احتلال غاشم . و هكذا فإن الولايات المتحدة تجتهد في توفير شروط بقاء هذه الأزمة ملتهبة . و تستخدم الإسرائيليين الغزاة حطبا في هذه الحرب .
حماس لن تكون أكثر عداء للولايات المتحدة الأمريكية من نظام طالبان ، الذي خاضت معه الولايات المتحدة حروبا ضروسا ، لكنها حينما اقتضت مصلحتها الاستراتيجية تغيير موقفها من طالبان ،لم تر أي حرج في مجالسته و التفاوض معه و التوقيع على اتفاقات حولت العداوة إلى تفاهم و تقاسم للأدوار .
الزمن كشاف و سيثبت يوما أن الولايات المتحدة الأمريكية أكبر المستفيدين من التطورات الأخيرة في غزة الصامدة .
للتواصل مع الأستاذ الكاتب : bakkali_alam@hotmail.com