عبد اللّه البقالي يكتب حديث اليوم

العلم الإلكترونية - بقلم عبد الله البقالي 

لا شك في أن البرنامج الاستعجالي الخاص بإعادة إعمار المنطقة المتضررة من الزلزال، الذي تم إعداده في زمن قياسي بحرص شخصي من جلالة الملك محمد السادس يكتسي أهمية بالغة جدا، فيما يتعلق بإعادة الاعتبار للمواطنين هناك وللمنطقة بصفة عامة. والواقع فإن تنزيل هذا البرنامج التنموي الرائد يمثل فرصة سانحة للتعاطي مع قضايا العالم القروي بمقاربة مغايرة، أكثر فعالية. إنها فرصة إعمار العالم القروي بطريقة مختلفة تحقق مفهوم القرى النموذجية.

وتبعا لذلك لن يكون مفيدا إعطاء الحرية للمواطنين في إعادة بناء المساكن المهدمة أو المتضررة، بالأشكال والصيغ التي يرونها مناسبة لهم، بل سيكون مفيدا جدا التدخل على هذا المستوى لإعادة البناء على أساس شكل هندسي موحد يحترم الشروط والمواصفات التقنية، وأيضا من أجل تجميع المساكن قدر المستطاع، لأن النموذج الموجود حاليا والمتسم بالتباعد الكبير في السكن بين المواطنين تترتب عنه صعوبات كبيرة جدا في تلبية احتياجاتهم في العالم القروي، فيما يتعلق بالطرق والمؤسسات التعليمية والصحية وتعميم الماء والكهرباء والاستفادة من مختلف الخدمات الاجتماعية، وغير ذلك كثير.

ثم إن ترك الحرية للأشخاص قد يترتب عنه امتناع بعض المستفيدين من المساعدات المالية عن البناء، أو قد يبنون أعشاشا وأكواخا، وهذا ما سيفرغ إعادة الإعمار من محتواها.

إنها فعلا فرصة مواتية للبدء في إنشاء القرى النموذجية، والشرف، كل الشرف، لسكان هذه المنطقة الذين سيكون لهم السبق في التنزيل الفعلي للتغيير النموذجي، وبالتالي إنصاف حقيقي لسكان العالم القروي. لذلك نقترح أن تقوم السلطات العمومية المختصة بالإسكان والتعمير وإعادة الإعمار بإعداد مخطط شامل ودقيق في هذا الصدد، وتعلن عن مباراة أفكار بين المهندسين تتعلق بالتصور الهندسي المستند إلى الإبداع، يحقق الانسجام بين السكن والمحيط الاجتماعي من خلال بناء جميع المنشآت العمومية وتوفير الخدمات الاجتماعية، ومن ثمة بداية البناء بواسطة مقاولات وشركات وطنية لما يضمن تشغيلا مكثفا لأبناء المنطقة لفترة طويلة، واستفادة مهمة للمقاولة الوطنية. وهذا ما فهمناه من بلاغ الديوان الملكي الذي أعقب الاجتماع الهام الذي ترأسه جلالة الملك محمد السادس يوم الخميس الماضي، والذي أكد على ضرورة «إعادة الإعمار على أساس دفتر تحملات وبإشراف تقني وهندسي.»