العلم الإلكترونية - بقلم عبد الله البقالي
لم تلق مبادرة الحكومة الجزائرية الهادفة الى التوصل لحل في النيجر، أي اهتمام من جميع الأطراف، سواء داخل النيجر أو خارجه. ولم تجد المبادرة مساحة لها، وولو صغيرة ك في وسائل الإعلام الإقليمية و الدولية. وولدت ميتة لاعتبارات كثيرة.
أولا، لأن الجهة صاحبة المبادرة ليست مؤهلة للوساطة في أزمة سياسية في قطر أفريقي، وهي المعروفة بدعم الحركات الانفصالية في القارة الأفريقية وبتمويل حركات التمرد، ثانيا لأن مضمون المبادرة لا يتعدى مستوى الالتفاف واستخدام آلية المبادرة للعب دور ما في الأزمة هناك، إذ ما الفرق بين من يطالب العسكر بإعادة الرئيس المنقلب عليه الى الحكم ومن يطالب بتأخير ذلك لفترة وجيزة لا تتجاوز ستة أشهر، كما يقترح النظام العسكري في الجزائر؟
ثالثا، لأن الجهة صاحبة المبادرة لا وزن لها على المستوى الأفريقي والدولي بما يؤهلها للقيام بأدوار وساطات في الأزمات الإقليمية أو الدولية.
ومعلوم أن النظام الجزائري اعتاد استخدام آلية الوساطة في قضايا دولية وإقليمية لتحقيق أهداف سياسية معينة، وهذا ما أفضى دوما إلى فشل جميع مبادراته المتعلقة بالوساطة. ونستحضر هنا الوساطة التي قام بها مؤخرا بين الفصائل الفلسطينية، حيث اجتمعت قيادات الفصائل في الجزائر و ترأس الاجتماع الرئيس عبدالمجيد تبون، والتقطوا صورا تذكارية و للدعاية الإعلامية، وحصلت بعض الفصائل الفلسطينية على دعم مالي جزائري وعاد الجميع إلى مواقعه سالما غانما، وظل ما تم التوقيع عليه في الجزائر مجرد حبر على الورق.
قبل أن يفكر النظام الجزائري في إيجاد حلول للأزمة في النيجر عليه أولا أن يجد حلولا منطقية مستعجلة لأزمة العدس داخل الجزائر.
للتواصل مع الأستاذ الكاتب : bakkali_alam@hotmail.com