آنذاك سارعت البحرية الملكية المغربية إلى نجدة المركب الجزائري وإنقاذ طاقمه وصياديه، واقتيد المركب إلى ميناء بني أنصار قرب الناظور وقدمت له جميع أشكال المساعدة التقنية والإنسانية إلى أن تم إصلاح العطب وغادر المركب الميناء المغربي، وعاد ركابه سالمين إلى بلدهم الجزائر .
في المقابل سيظل الشعب المغربي ومعه الرأي العام في المنطقة، يتذكر بحسرة وألم، أنه حينما تاه أربعة شبان مغاربة كانوا يلعبون في عرض البحر بدراجات مائية، ودخلوا بالخطإ المياه الإقليمية الجزائرية، سارعت قوات البحرية العسكرية الجزائرية إلى إطلاق وابل من الرصاص عليهم، وأردت عنصرين منهم قتلى، واعتقلت الثالث، في تصرف غريب ومثير للدهشة، لأنه كان أمام القوة البحرية العسكرية الجزائرية أكثر من وسيلة سلمية حضارية للتعامل مع هذه الحالة، بما في ذلك اعتقال أولئك الشباب والتحقيق معهم .لكن النظام الجزائري اختار أسلوب التقتيل الهمجي في مواجهة مواطنين مدنيين أبرياء .
والأكيد أن طريقة القتل العمد الوحشي الذي تعاملت به القوات العسكرية الجزائرية مع هؤلاء الشباب لا يختلف تماما عن الطريقة الوحشية التي تتعامل بها قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم مع المدنيين الفلسطينيين، وبذلك فإن النظام الجزائري يقتدي بمثيله النظام الإسرائيلي في التعامل مع المدنيين.
التذكير بالطريقة الحضارية والإنسانية التي تعاملت بها السلطات المغربية مع مركب الصيد الجزائري، تبين الفرق في القناعات والعقليات، بين ثقافة وقناعة جوار حقيقي بين شعبين شقيقين، بغض النظر عما يمكن أن يطرأ من أزمات ونزاعات، وبين قناعة عسكرية تنظر إلى الجار كعدو يشكل مصدرا دائما للأخطار، ووسيلة لافتعال الأزمات الخارجية لإلهاء الداخل عن أزماته الداخلية .
عبد الله البقالي
للتواصل مع الكاتب:
bakkali_alam@hotmail.com