عبد اللّه البقالي يكتب حديث اليوم

العلم الإلكترونية - بقلم عبد اللّه البقالي 

سادت أجواء من القلق في أوساط التلاميذ الذين اجتازوا امتحانات الباكالوريا في الشعب العلمية خلال اليومين الماضيين وأولياء أمورهم ، بعدما تفاجأوا بالأسئلة الكثيرة و الصعبة التي طبعت امتحانات مواد الفيزياء و الكيمياء والرياضيات .فقد تفاجأ التلاميذ الذين اجتازوا هذه الامتحانات في اليوم الأول بالصعوبة البالغة لأسئلة مادتي الفيزياء والكيمياء ، التي تضمنتها ست صفحات كبيرة بالعديد من الأسئلة و البيانات و الرسوم المرافقة ، و التي تسببت في صدمة كبيرة للتلاميذ ، و نقلت وسائل إعلام كثيرة و شبكات التواصل الاجتماعي ردود فعل غاضبة جدا للتلاميذ ولأولياء أمورهم .و لم تقف الصدمة عند هذا الحد ، حيث تفاجأ التلاميذ في اليوم الثاني بأسئلة صعبة في مادة الرياضيات تضمنتها أربع صفحات كبيرة أخرى ، كان من الصعب الإحاطة بها جميعها في الحيز الزمني الذي خصص لها .

معطيات من هذا القبيل تطرح أسئلة عميقة و مقلقة حول الهدف مما حدث ؟ فالجميع يدرك الأهمية البالغة لامتحانات شهادة الباكالوريا بالنسبة إلى مستقبل التلاميذ ، و من المفروض أن تساير هذه الامتحانات المستويات العامة لجميع التلاميذ موازاة مع ما درسوه .و من المفروض أن تكون هذه الامتحانات وسيلة لفسح المجال أمام هؤلاء التلاميذ للانتقال إلى مستويات تعليمية أرقى ، و ليس وسيلة قهرية للإحباط و الفشل . و نعلم أنه في دول أخرى كثيرة يقع الحرص على تبسيط و تسهيل هذه الامتحانات لتشجيع التلاميذ على المضي في مسار تعليمي ناجح ، في أفق ضمان تلبية حاجيات البلاد من الكفاءات المتخصصة التي تتوقف عليها التنمية.كما أن التعليم بصفة عامة يجب أن يكون بمثابة مصعد يضمن سبل الترقي الاجتماعي لجميع أبنائنا ، و بذلك يصبح متاحا لأبناء الفلاحين و العمال و التجار البسطاء و غيرهم من الفئات المحدودة الدخل ، أن يصبحوا في يوم من الأيام أطباء متخصصين و مهندسين و صيادلة و أساتذة جامعيين وغير ذلك من الكفاءات التي تنقل أبناء هذه الفئات من مستويات عيش متدنية إلى مستويات عيش أحسن.

لذلك لم يكن مفهوما بالمرة التشدد المبالغ فيه الذي ميز امتحانات الباكالوريا في الشعب العلمية في بلادنا هذه السنة، و القلق كل القلق أن يكون ما حدث سببا في تدني نسب النجاح لا قدر الله.