العلم الإلكترونية - بقلم عبد اللّه البقالي
لسنا بكل هذا الغباء لنصدق الحملة الشنعاء التي تتعرض لها الشقيقة قطر في هذه الظروف الدقيقة . حقوق الانسان في هذا القطر ناقشناها قبل سنوات من احتضانه لمباريات نهائيات كأس العالم و لم نتردد في انتقادها .لكن أن تصر أوساط غربية على فتح هذا الملف موازاة مع تنظيم نهائيات المونديال ، فإن الخلفية تكشف أن وراء هذه الحملة أهداف غير معلنة .
لذلك حينما ينخرط البرلمان الأوروبي اليوم في الجوقة ، و يصدر قرارا بشأن أوضاع حقوق الإنسان في قطر ، فإنه يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ، أنه جزء من هذه الحملة . و أن القرار السياسي الأوروبي له امتداد داخل جميع المؤسسات الأوروبية ، و أن جميع هذه المؤسسات تشتغل في إطار منظومة موحدة و متكاملة و منسجمة ، بحيث يكون التشريعي و الحقوقي و الاقتصادي في خدمة الحسابات السياسية الأوروبية .
قرار الاتحاد الأوروبي بشأن قطر يؤشر على حجم الآلام التي تعاني منها بعض الأوساط الغربية بسبب النجاح الباهر و المنقطع النظير و غير المسبوق ، الذي تحققه قطر في احتضانها لنهائيات كأس العالم ، وهي البلد العربي المسلم، الصغير الذي كان من المفروض ، بمنطق الغرب الاستعلائي ، أن يفشل في هذا الرهان. وبسبب خيبة آمال كثير من الشركات الغربية التي لم تحز نصيبها من كعكة الصفقات التي أبرمتها الحكومة القطرية مع العديد من الشركات العالمية لإنجاز مشاريع تهم بنية استقبال و احتضان هذه التظاهرة الرياضية العالمية الكبرى . و بسبب ما أبدته السلطات القطرية من حزم تجاه ممارسات و تصرفات تتعارض مع قيم البلد المستضيف ، و التي كشفت عن توظيف بعض الجهات، للتظاهرات الرياضية للترويج والتسويق لقيم معينة ، لا تتفق مع قيم أخرى سائدة في مناطق أخرى من العالم . بمعنى أن الغرب حول الفعاليات الرياضية إلى أسواق تجارية لسلع قيمية ليست صالحة لكل العالم ، أي أن الرياضة أضحت ساحة حروب الحداثة و المعاصرة و القيم و الأخلاق .
لذلك لن يجرنا هذا الغرب إلى المعارك التي يريدها و يخطط لها ، و سنناقش قضايا المجاعة في العالم و استحواذ هذا الغرب على مصادر الثراء في الكون ،و سنناقش أسباب هذا التحالف الغربي القوي ضد روسيا في الحرب على أوكرانيا ، و سنناقش الاحتلال الإسرائيلي الهمجي لفلسطين ، و سنناقش الجرائم التي اقترفها الغرب على امتداد تاريخ استعماري طويل ، و الذي يعتبر من الأسباب الرئيسية لتخلف كثير من دول المعمور ، و غيرها كثير من القضايا التي تستوجب النقاش الصريح و محاسبة المسؤولين المباشرين و غير المباشرين . و هذا ما لا يمكن أن يقترب منه البرلمان الأوروبي و لا باقي مكونات جوقة استعداء قطر اليوم، لذلك نكررها للمرة الألف ، قطر تمثلنا ، و ألف تقدير لهذا البلد الصغير، الذي أكد أنه قوي وكبير في عيون أحرار العالم
للتواصل مع الأستاذ الكاتب : bakkali_alam@hotmail.com