حيث يمثل جوابا صريحا و واضحا عما حاولت بعض الجهات الترويج له مدعية توتر العلاقات بين الرباط و موسكو . و هي الادعاءات التي نفاها سفير الجمهورية الروسية المعتمد ببلادنا نفيا قاطعا . و لم تكن هذه الجهات غير أوساط جزائرية تجتهد في البحث عما من شأنه التشويش على المغرب و افتعال أزمات ضده .
خبر انعقاد القمة العربية الروسية بمدينة مراكش استقبلته السلطات الحاكمة في قصر المرادية بمنسوب عال من الحنق والقلق، لأنه يضعها في وضعية بالغة الحرج .ذلك أن حضورها ومساهمتها في قمة تعتبر الحكومة الجزائرية أحد طرفيها ( روسيا) حليفها الاستراتيجي، لكنها تعتبر طرفها الثاني (المغرب) من أشد أعدائها ، ولم تذخر جهدا في تصريف هذا العداء الذي وصل إلى حد قطع العلاقات الديبلوماسية معه، وإغلاق مجالها الجوي في وجه نشاطه الملاحي المدني والعسكري .و يكمن الحرج في رغبتها الملحة بالمشاركة في أشغال القمة في بلد تعاديه لتجنب غضب حليفها الاستراتيجي .
الحكومة الجزائرية ستكون في هذه الحالة بحاجة إلى طلب موافقة السلطات المغربية بالسماح لوفدها دخول التراب المغربي بهدف المشاركة في أشغال القمة ، و في ذلك إذلال كبير لها ، و هي التي أعلنت قطع علاقاتها الديبلوماسية مع المغرب ، و ربما يقود كبرياء حكامها المزعوم إلى إعلان مقاطعتهم لهذه القمة.
و في هذه الحالة سيكونون مطالبين بتقديم تفسير مقنع لحليفهم الاستراتيجي الذي سيعتبر الموقف الجزائري معاد لإرادة موسكو في تجويد علاقتها مع البلدان العربية ، و سيخلف أضرارا كبيرة بمصالح روسيا .
ننتظر موقف حكام الجزائر من هذا المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه.
*** بقلم // عبد الله البقالي ***
للتواصل مع الكاتب:
bakkali_alam@hotmail.com