العلم الإلكترونية - بقلم عبد الله البقالي
قبلت كبريات وسائل الإعلام الإسبانية أن تشارك في مسرحية تغطية المناوشات العسكرية البسيطة التي تقوم بها بين الفينة و الأخرى مليشيات تابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية. بل لم يقتصر الأمر على القبول ، بدون أدنى مبرر مهني، بل وصل الحد بكبريات وسائل الإعلام الإسبانية التي تثقل مسامعنا بترديد شعارات المهنية و الاستقلالية و النزاهة ، إلى مستوى التنقل إلى مخيمات تيندوف بتمويل كامل من المخابرات الجزائرية ، حيث تم حشر عشرات من الصحافيين الإسبان في طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية أقلتهم إلى المخيمات ، و من هناك وفرت لهم المخابرات العسكرية الجزائرية سيارات عسكرية نقلتهم إلى موقع المناوشات الذي يبعد بعشرات الكيلومترات عن الجدار الأمني ، و هناك أدت أمامهم مليشيات مسلحة تابعة للبوليساريو مسرحية المناوشات ليتسنى لهم التصوير. و تحكي إحدى الصحافيات الإسبانيات في تدوينة لها، والعهدة عليها ، أنه ما أن تجاوز أحد المسلحين حدود الركح الذي لعبت فوقه المسرحية حتى كان الرد من القوات المسلحة الملكية المغربية، حيث بدأ كثير من الصحافيين الإسبان الحاضرين هناك بالصياح مطالبين بالعودة بهم إلى مكان آخر آمن .
طبعا يجب أن نذكر أن مسؤولي القناة الإسبانية العمومية رفضوا التشاركية في هذه المسرحية و اعتذروا للسفارة الجزائرية بمدريد عن ذلك، و أكدوا أنهم حينما يقدرون أن تلك المناوشات تستحق الاهتمام الإعلامي ، فإنهم سيوفدون صحافيين على نفقة القناة ، و ليس على نفقة المخابرات الجزائرية .و الغريب إن جمعية الصحافيين الإسبان احتجت على إدارة القناة لأنها لم ترضخ لطلب المخابرات الجزائرية .
ما يهم فيما حدث ، أن تسخير صحافيين إسبان مقابل رشوة لم ينفع المخابرات الجزائرية في شيء ، لأن الهدف كان الضغط على الحكومة الإسبانية تزامنا مع مناقشة ملف النزاع المفتعل في الصحراء المغربية ، و منيت الجزائر بانتكاسة ديبلوماسية جديدة ، و ذهبت الأموال العامة الجزائرية أدراج الرياح في عملية رشوة خطيرة تورط كثيرا وسائل الإعلام الإسبانية .
طبعا يجب أن نذكر أن مسؤولي القناة الإسبانية العمومية رفضوا التشاركية في هذه المسرحية و اعتذروا للسفارة الجزائرية بمدريد عن ذلك، و أكدوا أنهم حينما يقدرون أن تلك المناوشات تستحق الاهتمام الإعلامي ، فإنهم سيوفدون صحافيين على نفقة القناة ، و ليس على نفقة المخابرات الجزائرية .و الغريب إن جمعية الصحافيين الإسبان احتجت على إدارة القناة لأنها لم ترضخ لطلب المخابرات الجزائرية .
ما يهم فيما حدث ، أن تسخير صحافيين إسبان مقابل رشوة لم ينفع المخابرات الجزائرية في شيء ، لأن الهدف كان الضغط على الحكومة الإسبانية تزامنا مع مناقشة ملف النزاع المفتعل في الصحراء المغربية ، و منيت الجزائر بانتكاسة ديبلوماسية جديدة ، و ذهبت الأموال العامة الجزائرية أدراج الرياح في عملية رشوة خطيرة تورط كثيرا وسائل الإعلام الإسبانية .
للتواصل مع الأستاذ الكاتب : bakkali_alam@hotmail.com