2024 شتنبر 26 - تم تعديله في [التاريخ]

عبد الله البقالي يكتب حديث اليوم..


العلم - بقلم عبد الله البقالي

لم تقتصر الفيضانات والسيول التي اجتاحت مخيمات تندوف، التي تسيطر عليها جبهة البوليساريو الانفصالية، على آثار الدمار المخيف الذي خلفته، مما تسبب في معاناة حقيقية للسكان المحشورين في تلك المخيمات في ظروف عيش جد قاسية، بل جرفت هذه الفياضانات والسيول حقيقة سياسية مهمة برزت لأول مرة وهي تؤشر على معطيات هامة ووازنة .

فالذي يعلمه الرأي العام أن مليشيات جبهة البوليساريو الانفصالية و المواطنين الذين يوجدون في حالة احتجاز يقيمون ويستقرون في مخيمات تمتد خيامه إلى منطقة تندوف الخاضعة، نظريا على الأقل،  للسيادة الجزائرية، لذلك حينما يتعلق الأمر بإعلان الرسمي بادراج مخيم يوجد في منطقة تندوف كمنطقة منكوبة عقب الفيضانات يكون ذلك من صلب مهام و مسؤولية الحكومة الجزائرية ، مادامت منطقة تندوف خاضعة للسيادة الجزائرية ، لكن الذي حدث أن الجهة التي أعلنت جزء من تندوف كمنطقة منكوبة عقب الفيضانات ، هي قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية ، بما يعني بمنطق الأشياء أن منطقة تندوف خاضعة لسيادة الجبهة الانفصالية و ليس للجزائر .

ومن الصعب الاعتقاد بأن الأمر يتعلق بخطأ و بهفوة من قيادة متهورة ، حاولت تهدئة الخواطر و التغطية على عجزها على مساعدة المواطنين في ظروف صعبة جدا، بل ما حدث يمكن اعتباره مؤشرا من مؤشرات تغيير عميق في طبيعة علاقة جبهة البوليساريو الانفصالية بالنظام الجزائري ، و أن قيادة الجبهة الانفصالية انتهزتها فرصة لبداية جس نبض النظام الجزائري فيما يتعلق بترسيم وجود الجبهة و مليشياتها فوق تراب تندوف لتقييم هناك دولتها الوهمية هناك ، بعدما اقتنعت باستحالة تحقيق حلم و وهم سخرت فيه كوسيلة لتجزيء المغرب و تشتيته .

هل بدأ السحر ينقلب على الساحر ؟ ننتظر من الساحر أن يعلن موقفه مما حدث.
 
للتواصل مع الأستاذ الكاتب : bakkali_alam@hotmail.com



في نفس الركن