2024 يوليو/جويلية 16 - تم تعديله في [التاريخ]

عبد الله البقالي; يكتب حديث اليوم


العلم  _  بقلم عبد الله البقالي
 
 اثار التصرف المعيب الذي قام به عميد كلية العلوم بابن مسيك بالدار البيضاء  يطرح علامات استفهام كبيرة وكثيرة؟ فالرجل لا علاقة له بالإشراف على الحدث، و كان من ضمن الضيوف الكبار الذين تمت دعوتهم لحضور الحفل و ارتأى المنظمون تشريفه بتسليم درع التفوق للطالبة المعنية .و بهذه الصفة لا علاقة له بمراسم الحفل ولا بتنظيمه . لذلك لا ندري الصفة التي تصرف بها في اتخاذ قرار منع الطلبة من ارتداء الكوفية، وبالتالي طبيعة اللباس الذي ترتديه ؟

من ناحية فالرجل تطاول على اختصاص ليس من صلاحيته، وتدخل فيما لا يعنيه، بأن طلب من الطالبة نزع الكوفية الفلسطينية، وبالتالي مارس شطاطا كبيرا في استعمال سلطة ليست من اختصاصه، و تطاول على صلاحيات جهة أخرى، وبالتالي أساء إلى الحدث  وإلى الجهة المشرفة  عليه .

من حيث الموضوع، من حق الرجل أن تكون له قناعة أخرى غير قناعة المغاربة ومناقضة للتوجه المغربي الرسمي في مناصرة نضال الشعب الفلسطيني، ولعل السيد عميد كلية العلوم بابن مسيك يتذكر ملحمة جلالة الملك محمد السادس نصره الله حينما استقبل وزير الخارجية الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية كولون باول في عز العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وصدره مزين بشعار (كلنا فلسطينيون)، وإذا كانت ذاكرته لا تسعفه في استحضار هذا الموقف المشرف لجلالة  الملك، فإنه على الأقل يتذكر قرارات شجاعة لجلالة الملك، الذي قرر غير ما مرة تقديم مساعدات للشعب الفلسطيني في غزة قبل أيام قليلة خلت، ولعله يتابع المواقف الواضحة التي عبر عنها المغرب طيلة حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة المعارضة للعدوان و المطالبة بالوقف الفوري له .

موقف هذا المسؤول مذل له، لأنه يؤشر على أنه لا يرى حرجا في حرب التطهير والإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة الغربية على غرار جحافل من المشاركين في الجرائم التي تقترف في فلسطين، وبالتالي فإن هذا المسؤول لا يشبه المغاربة الأحرار الذين يناهضون ما يقترفه العدو من مجازر ومحارق ضد الأطفال والنساء والشيوخ. ولا يمكن أن يكون جزءا من الجامعة المغربية التي شرفتنا بنضالات و بمواقف مشهودة.

حرب الإبادة التي يقترفها العدو الصهيوني في غزة الصامدة قامت بعملية فرز بين ما هو إنساني ، و بين من هو مجرد تماما من إنسانيته . 



في نفس الركن