Quantcast
2023 أكتوبر 24 - تم تعديله في [التاريخ]

عبد الله البقالي يكتب حديث اليوم


العلم الإلكترونية - بقلم عبد الله البقالي

لابد من التوقف عند هذا النفير العام الذي اجتاح العديد من الحكومات الغربية، وتمثل في تعدد الزيارات الرسمية لكثير من رؤساء الحكومات وكبار الوزراء في حكومات الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، وقريبا فرنسا ودول أوروبية أخرى، إلى عاصمة الكيان الصهيوني، واللقاء بمجرم الحرب نتانياهو ومشاركته الندوات الصحافية، والتعبير عن التضامن مع حكومة الاحتلال والإعلان عن تقديم ما يحتاجه الاحتلال الإسرائيلي من دعم للقضاء على الشعب الفلسطيني بصفة نهائية وشاملة، وإن لم تخل هذه التحركات من مظاهر نفاق خطير، تمثلت في الإدلاء بتصريحات مناقضة والإعلان عن مواقف متضاربة، كما كان عليه الحال بالنسبة إلى رئيس الحكومة البريطانية، الذي عبر عن مواقف متطرفة في دعمه لجرائم الاحتلال الإسرائيلي، في لقائه بمجرم الحرب ناتنياهو، قبل أن يحاول جبر الخواطر في زيارته إلى الضفة الغربية، بحديثه عن ضرورة وقف الحرب وفسح المجال أمام تقديم المساعدات الإنسانية لفلسطينيي غزة .

إلى هذا الحضيض من الذل والاحتقار يسارع قادة الدول الغربية لتقديم ما يلزم من مظاهر الولاء والطاعة لحكومة الكيان الإسرائيلي، في نفس الوقت الذي تقترف فيه قوات هذا الاحتلال أبشع الجرائم ضد الإنسانية، مؤكدين بذلك مباركتهم الصريحة والواضحة لما يقترف ضد شعب أعزل، بدعوى أنه من حق الكيان الإسرائيلي الدفاع عن نفسه ولو تطلب ذلك انتقاما جماعيا من مدنيين لا علاقة لهم بما جرى في السابع من أكتوبر .

هذا النفير الغريب الذي اجتاح دولا غربية معينة لمساندة العدوان والإرهاب الحقيقي والإبادة، يكشف عن زيف منظومة الشعارات التي يرفعها الغرب فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وأن الأمر يتعلق بتوظيف منظومة حقوق الإنسان في حسابات سياسية وخدمة لمصالح الغرب. وهكذا فإن محاولة روسيا قطع الماء والكهرباء على أوكرانيا "عمل بربري" بينما اقتراف نفس الممارسات وأفظع منها في غزة يعتبر "دفاعا عن النفس" ويتطلب تقديم جميع أشكال الدعم، المادي والعسكري والديبلوماسي والإعلامي .

والواضح أن أسباب هذا النفير  العارم غير ما تبدو في علانيتها، فهي ليست بالضرورة مرتبطة بقناعات مبدئية وقيمية متينة وصلبة، بقدر ما هي مرتبطة بالخضوع والخنوع للأوساط المالية والسياسية التي تصنع الرأي العام في الغرب، والتي تتحكم في صناديق الاقتراع، ولذلك حينما يسارع قادة الحكومات الغربية إلى زيارة تل أبيب، فإنهم بذلك يقدمون الطاعة والولاء لأوساط الضغط المتحكمة في صناعة الرأي العام في الدول الغربية، التي نعرف جميع، هوياتها وطبيعة الوظائف الخبيثة التي تؤديها وحجم الأموال الطائلة التي تصرف في سبيل تحقيق أهدافها
 
للتواصل مع الأستاذ الكاتب : bakkali_alam@hotmail.com

              



في نفس الركن
< >

الثلاثاء 17 ديسمبر 2024 - 11:05 عبد الله البقالي يكتب حديث اليوم..

الخميس 21 نونبر 2024 - 14:55 عبد اللّه البقالي يكتب: حديث اليوم
















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار