2021 يناير 5 - تم تعديله في [التاريخ]

عبد الله البقالي يكتب.. حديث اليوم

التصريح المثير والخطير الذي أدلى به السيد «كينيث روث» المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش حول الأوضاع في أقاليمنا الجنوبية يدعو إلى الاستغراب حول مستوى التحيز الذي انساقت فيه هذه المنظمة، التي يبدو ظاهرها حقوقيا، ولكن باطنها سياسي صرف.


فالسيد كينيث يرى في تصريح جديد ينضاف إلى سلسلة التصريحات والبلاغات الأخيرة لهذه المنظمة، والتي انحازت بشكل غير مسبوق إلى جهة واحدة دون مبررات مقنعة، أن (المغرب يطبق نفس الأساليب التي تنهجها إسرائيل ضد الفلسطينيين)، والواضح من مثل هذا الكلام أن السيد كينيث المدير التنفيذي لمنظمة حقوقية إما أنه لا علم له بما تقترفه سلطات الكيان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وهذه مصيبة، أو أنه يعلم بتفاصيل ما تقترفه هذه السلطات لكنه يتعمد من خلال هذا التصريح التقليل من خطورة الأفعال المقترفة وتشبيهما بقضية مختلفة عنها تماما.

 وفي هذا تضليل خطير وتواطؤ مكشوف مع الكيان الإسرائيلي في الجرائم الخطيرة التي يقترفها، فالمدير التنفيذي لهذه المنظمة يدس السم الخبيث في تصريح يبدو ظاهره حقوقيا لكنه في عمقه يخدم أجندة إسرائيلية معينة، ولعل المواقف المحتشمة جدا لمنظمة هيومن رايتس ووتش مما تقترفه سلطات الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني تؤكد هذه الحقيقة المتجلية.

طبعا توقيت مثل هذا التصريح يعري عن الخلفية السياسية البغيضة لمسؤول هذه المنظمة، التي تدعي هوية حقوقية، حيث أن إقحام اسم دولة الكيان الإسرائيلي يحيل بالضرورة إلى التطورات الأخيرة المتعلقة بالعلاقات المغربية والأمريكية والإسرائيلية، وفي هذا الربط خبث ما بعده خبث، يفرغ التصريح المذكور من أي محتوى و ينزع عنه أية مصداقية.

أعتقد أنه من واجب المنظمات الحقوقية الوطنية أن تسائل المنظمة الأمريكية المذكورة على طبيعة هذا التصريح الخطير، تجبرها على أن تكشف للرأي العام الدولي عن أوجه التطابق فيما ذهب إليه مديرها التنفيذي من ترهات و تخاريف، لا تجد تفسيرا منطقيا لها إلا في سياق آخر حيث يستطيع المال والاغراءات تطويع المواقف، ومن حقنا أن نطرح أسئلة مشروعة في هذا الصدد.
 
*** بقلم // عبد الله البقالي ***

للتواصل مع الكاتب:

bakkali_alam@hotmail.com



في نفس الركن