2022 نونبر 24 - تم تعديله في [التاريخ]

عبد الله البقالي يكتب حديث اليوم


العلم الإلكترونية - بقلم عبد الله البقالي

لا تفسير لما يحدث غير أن الرجل يفتقد إلى القدرة على الإبداع خارج دائرة ضيقة جدا، ولذلك نلتمس له العذر في حصر اهتماماته في قضايا تشغله نفسيا، من قبيل قضايا الجنس بجميع تفرعاتها. قد يكون هذا التفسير غير مقنع لأن الرجل من صنف الفنانين، ومن المفروض أن الرجل وزوجته يعيشان في مجتمع يعج بالقضايا وبالمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ويكتظ بالظواهر الجديرة بالاهتمام وبالمعالجة الفنية. فلا نخال أن قضايا في حجم الفقر و الهشاشة الاجتماعية و التحولات الاجتماعية الطارئة داخل تفاصيل المجتمع غائبة عن الرجل و زوجته ، ولذلك لا بد من وجود، لا أقول تبريرا ، و لكن تفسيرا ، لهذا الذي ينتجه نبيل عيوش و زوجته مريم التوزاني.

وهذا التفسير لا يحيد عن أن نبيل عيوش وأفراد قبيلته وعشيرته، يعتبرون أن القضية المركزية والأولى في المجتمع المغربي هي قضية الجنس، مع النظرة إليه كورم ينخر المجتمع، وليس كممارسة إنسانية طبيعية. وبالتالي فإن عيوش وقبيلته يتناولون قضية الجنس بكثير من الاحتقار.

لكن التفسير الأكثر شرعية يكمن في تقديري في أن نبيل عيوش وأفراد قبيلته يتجاوبون مع الارتفاع الحاد للطلب على قضايا معينة في السينما المغربية، وفي مقدمتها قضية الجنس بجميع تفرعاتها. و مصدر هذا الطلب خارجي بصفة رئيسية ، لأن قضايا الجنس و الشذوذ الجنسي و المثلية و المرأة من أكثر القضايا طلبا من الخارج ، لذلك نفهم كيف تحظى الانتاجات الفنية التي تهتم بهذه القضايا داخل المجتمعات العربية و الإسلامية بالجوائز و التحفيزات التي لا تحظى بها انتاجات فنية تتعرض إلى نفس القضايا داخل المجتمعات الغربية .كما لا يمكن إنكار أن ارتفاع الطلب على مثل هذه العروض داخلي أيضا ، و هو يندرج في إطار الارتفاع المتواصل و الحاد على التفاهة بصفة عامة في مجتمعنا .و حدة هذا الارتفاع تفرض على محدودي القدرة على الإبداع و على مواجهة التفاهة بشجاعة و جرأة الرضوخ و الامتثال .

على كل حال، شخصيا لست ضد حرية الإبداع في السينما، ولا ضد الاختلاف والتعدد، ولا حتى ضد تناول قضايا بالغة الحساسية والخطورة. لكن ليس بكل هذا الاصرار على حصر الانتاج السينمائي في قضية واحدة لا شريك لها.
 
هذا النوع من السينما لا يمثلني، حتى لا أقول لا يمثل المغاربة.
 
للتواصل مع الأستاذ الكاتب : bakkali_alam@hotmail.com



في نفس الركن