2022 شتنبر 5 - تم تعديله في [التاريخ]

عبد الله البقالي يكتب حديث اليوم


العلم الإلكترونية - بقلم عبد الله البقالي

من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يفوت‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬الجزائري‭ ‬فرصة‭ ‬انعقاد‭ ‬الدورة‭ ‬11‭ ‬لمؤتمر‭ ‬رؤساء‭ ‬البرلمانات‭ ‬الأفريقية‭ ‬لتكرار‭ ‬الأسطوانة‭ ‬المشروخة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بجمهورية‭ ‬الوهم‭ ‬،‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬غريبا‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬مفاجئا‭ ‬أن‭ ‬يخصص‭ ‬رئيس‭ ‬هذا‭ ‬المجلس‭ ‬حيزا‭ ‬هاما‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تسعفه‭ ‬الظروف‭ ‬لقراءته‭ ‬بنفسه‭ ‬للأسطوانة‭ ‬إياها‭ .‬لكن‭ ‬الغريب‭ ‬و‭ ‬المثير‭ ‬للشفقة‭ ‬فيما‭ ‬أتحف‭ ‬به‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬الجزائري‭ ‬مسامع‭ ‬الحاضرين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المحفل‭ ‬البرلماني‭ ‬الأفريقي‭ ‬،‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬يؤكد‭ ‬المسؤول‭ ‬الجزائري‭ ‬أن‭ ‬مستقبل‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية‭ ‬مرتبط‭ ‬بتصفية‭ ‬ما‭ ‬سماه‭ ‬ب‭ ) ‬آخر‭ ‬مستعمرة‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬عبر‭ ‬تمكين‭ ‬الشعب‭ ‬الصحراوي‭ ‬من‭ ‬تقرير‭ ‬مصيره‭ ( ‬و‭ ‬بذلك‭ ‬فإن‭ ‬مستقبل‭ ‬القارة‭ ‬السمراء‭ ‬،‭ ‬حسب‭ ‬الرؤية‭ ‬المستقبلية‭ ‬لهذا‭ ‬المسؤول‭ ‬الذي‭ ‬يرأس‭ ‬مؤسسة‭ ‬يقال‭ ‬إنها‭ ‬تمثل‭ ‬الإرادة‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬،‭ ‬غير‭ ‬معني‭ ‬بالتحديات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬و‭ ‬الاجتماعية‭ ‬و‭ ‬السياسية‭ ‬الكبرى‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬فقط‭ ‬بقضية‭ ‬مفتعلة‭ .‬فمستقبل‭ ‬القارة‭ ‬الافريقية‭ ‬غير‭ ‬متوقف‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬المناسبة‭ ‬لإشكاليات‭ ‬و‭ ‬أزمات‭ ‬و‭ ‬قضايا‭ ‬كبرى‭ ‬و‭ ‬مستعصية‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬المجاعة‭ ‬و‭ ‬الفقر‭ ‬و‭ ‬الهجرة‭ ‬و‭ ‬غيرها‭ ‬كثير‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬مستقبل‭ ‬القارة‭ ‬السمراء‭ ‬يتوقف‭ ‬على‭ ‬الامتثال‭ ‬للسياسة‭ ‬الجزائرية‭ ‬العدائية‭ ‬ضد‭ ‬المغرب‭ .‬

طبعا‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬الأكيد‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الطرح‭ ‬يكشف‭ ‬لمن‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تأكيد‭ ‬حجم‭ ‬تورط‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النزاع‭ ‬المفتعل‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬يؤشر‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬حماسة‭ ‬عناصر‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬تأجيج‭ ‬هذا‭ ‬النزاع‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬يفقدون‭ ‬فيها‭ ‬الصواب‭ ‬و‭ ‬المنطق‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬يشرعون‭ ‬في‭ ‬قول‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقبله‭ ‬عقل‭ ‬سليم‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ .‬

يمكن‭ ‬أن‭ ‬نرد‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المسؤول‭ ‬الجزائري‭ ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مستقبل‭ ‬أفريقيا‭ ‬يتوقف‭ ‬في‭ ‬جزء‭ ‬مهم‭ ‬منه‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬الأقطار‭ ‬الأفريقية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬على‭ ‬كف‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬افتعال‭ ‬الأزمات‭ ‬و‭ ‬تشجيع‭ ‬الانفصال‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواع‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬و‭ ‬الديبلوماسي‭ ‬و‭ ‬العسكري‭ ‬و‭ ‬التقني‭ ‬و‭ ‬الإعلامي‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬على‭ ‬التزام‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية‭ ‬باحترام‭ ‬السيادة‭ ‬الترابية‭ ‬للأقطار‭ ‬الأفريقية‭ ‬و‭ ‬لعلاقات‭ ‬الجوار‭ .‬
 
للتواصل مع الأستاذ الكاتب : bakkali_alam@hotmail.com 



في نفس الركن