غريب أن يتحدث بلاغ وزارة الخارجية الفرنسية بلغة الأمر حينما يقول «يجب إيقاف حملة الدعوة إلى المقاطعة» وكأن الأمر يتعلق بأوامر صادرة يجب احترامها، وإلا فإن الجزاء سيترتب ضد المخالفين.
كما أن البلاغ لم يغفل اعتماد الأسلوب المتخلف الذي اعتدناه في ممارسة الدول ذات الأنظمة السياسية المغلقة والمختلفة حينما يدعي، أن أقلية متطرفة هي التي تحرك الدعوة إلى المقاطعة.
طبعا لم يكن تدخل وزارة الخارجية الفرنسية موفقا، بل كان مسيئا إلى فرنسا الحرية والديموقراطية واحترام حقوق الإنسان، التي تحترم حريات الرأي والتعبير، وتحترم حرية الشخص في أن يختار ما يراه مناسبا لجيبه ولقناعته فيما يتعلق بالملبس والمشرب واللباس والتنقل والملكية بصفة عامة .لذلك حينما يدعو أشخاص إلى مقاطعة المنتوجات الفرنسية، بغض النظر عن موقفنا من هذه المقاطع، فإن ذلك يدخل في صلب حرية الشخص في اتخاذ قراراته.
وغريب أن يكلف الرئيس الفرنسي نفسه عناء إقناعنا بشرعية الإساءة إلى النبي محمد صلى الله عليه سلم، بما يعني ذلك من احتقار للأديان وازدراء للمعتقدات والتحريض على الكراهية والعنصرية، ولا يتسع صدره لمجرد التعبير عن رأي أو موقف من منتوج اقتصادي معين.
وغريب ان يبتلع الرئيس ماكرون لسانه في العديد من القضايا ذات الطابع الديني الصرف بالنسبة لديانات أخرى، وخصوصا بالنسبة لليهودية، في حين يطلق لسانه الطويل في كل مرة تعلق فيها الأمر بالإسلام.
أعتقد أن بلاغ وزارة الخارجية الفرنسية أعطى مشروعية كبيرة إلى الدعوة للمقاطعة، حيث أكد بوضوح أن السلطات الفرنسية استشعرت فعلا خطورة هذه الحركة وما سيترتب عنها. ولا أخال من حل أمام السلطات الفرنسية غير الاعتذار الرسمي والعلني وإعلان التوبة من سلوك شائن.
*** بقلم // عبد الله البقالي ***
للتواصل مع الكاتب:
bakkali_alam@hotmail.com