2024 أغسطس/أوت 12 - تم تعديله في [التاريخ]

ضمان‭ ‬الأمن‭ ‬المائي‭ ‬من‭ ‬أولويات‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬مالية 2025


استكمال‭ ‬برنامج‭ ‬بناء‭ ‬السدود‭ ‬وتسريع‭ ‬إنجاز‭ ‬المشاريع‭ ‬الكبرى‭ ‬لنقل‭ ‬المياه وإنجاز‭ ‬محطات‭ ‬التحلية


*العلم‭ :‬نهيلة‭ ‬البرهومي*

تبعا‭ ‬للظرفية‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬منها‭ ‬المغرب‭ ‬بسبب‭ ‬وضعية‭ ‬الإجهاد‭ ‬المائي،‭ ‬والجفاف‭ ‬البنيوي،‭ ‬أولت‭ ‬المذكرة‭ ‬التوجيهية‭ ‬حول‭ ‬إعداد‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬المالية‭ ‬لسنة‭ ،‬2025‭ ‬الموجهة‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬القطاعات‭ ‬الوزارية،‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬للأمن‭ ‬المائي‭. ‬

وأكدت‭ ‬المذكرة‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬ستعمل‭ ‬على‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬وتيرة‭ ‬تنزيل‭ ‬البرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬للتزويد‭ ‬بالماء‭ ‬الصالح‭ ‬للشرب‭ ‬ومياه‭ ‬السقي ‬2020‭-‬2027،‭‬ من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬الإستراتيجي‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬الماء‭ ‬الشروب‭ ‬لجميع‭ ‬المواطنين،‭ ‬وتوفير‭ ‬80‭ ‬ في‭ ‬المائة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬من‭ ‬احتياجات‭ ‬السقي‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭.‬

وأوضحت‭ ‬ذات‭ ‬المذكرة‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬سيتم‭ ‬عبر‭ ‬استكمال‭ ‬برنامج‭ ‬بناء‭ ‬السدود،‭ ‬مع‭ ‬إعطاء‭ ‬الأسبقية‭ ‬لمشاريع‭ ‬السدود‭ ‬المبرمجة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تعرف‭ ‬تساقطات‭ ‬مهمة،‭ ‬وتسريع‭ ‬إنجاز‭ ‬المشاريع‭ ‬الكبرى‭ ‬لنقل‭ ‬المياه‭ ‬بين‭ ‬الأحواض‭ ‬المائية‭.‬

وستعمد‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬تسريع‭ ‬إنجاز‭ ‬محطات‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر،‭ ‬حسب‭ ‬البرنامج‭ ‬المحدد‭ ‬لها،‭ ‬والتي‭ ‬تستهدف‭ ‬بدورها‭ ‬تعبئة‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬1‭,‬7‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬سنويا،‭ ‬حيث‭ ‬ستمكن‭ ‬هذه‭ ‬المحطات‭ ‬البلاد،‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬سنة‭ ‬2030،‭ ‬من‭ ‬تغطية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬حاجياتها‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬الصالح‭ ‬للشرب‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أكد‭ ‬زين‭ ‬العابدين‭ ‬الحسيني،‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬التشريع‭ ‬البيئي‭ ‬والتغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬المسطرة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬هي‭ ‬خطوات‭ ‬مهمة،‭ ‬تستقي‭ ‬مرجعيتها‭ ‬من‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬ورقة‭ ‬طريق‭ ‬ومخطط‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مواجهة‭ ‬إشكالية‭ ‬الجفاف‭. ‬

وأضاف‭ ‬الحسيني‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ"العلم‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬دخل‭ ‬مرحلة‭ ‬الإجهاد‭ ‬المائي‭ ‬منذ‭ ‬2013،‭ ‬ووصلت‭ ‬نسبة‭ ‬الاحتياطي‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬مخزون‭ ‬الماء‭ ‬في‭ ‬حقينة‭ ‬السدود‭ ‬الكبرى‭ ‬حوالي‭ ‬28‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬الملء،‭ ‬وهي‭ ‬نسبة‭ ‬ضعيفة‭ ‬جدا‭ ‬مقارنة‭ ‬بالسنوات‭ ‬الماضية‭. ‬

وشدد‭ ‬الحسيني،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الوضعية‭ ‬الحالية‭ ‬تتطلب‭ ‬السرعة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشاريع،‭ ‬خاصة‭ ‬المتعلقة‭ ‬باستكمال‭ ‬برنامج‭ ‬بناء‭ ‬السدود،‭ ‬وتعبئة‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬والبشرية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬الماء‭ ‬الصالح‭ ‬للشرب‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة،‭ ‬معتبرا‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيقه‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬المشترك،‭ ‬والوقوف‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الاستهلاك‭ ‬غير‭ ‬المقنن‭ ‬وغير‭ ‬المسؤول‭.‬

وأفاد‭ ‬بأن‭ ‬الفرشات‭ ‬المائية‭ ‬بالمغرب‭ ‬بالنسبة‭ ‬لجميع‭ ‬الأحواض‭ ‬المائية‭ ‬حملت‭ ‬عبئا‭ ‬كبيرا‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬الجافة‭ ‬مع‭ ‬تسجيل‭ ‬عدم‭ ‬انتظام‭ ‬الأمطار‭ ‬سواء‭ ‬الزمني‭ ‬أو‭ ‬المكاني،‭ ‬وتطور‭ ‬تقنيات‭ ‬الحفر‭ ‬التي‭ ‬استنزفت‭ ‬المياه،‭ ‬وخص‭ ‬بالذكر‭ ‬حوض‭ ‬أم‭ ‬الربيع‭ ‬وسوس‭ ‬ماسة‭ ‬الأكثر‭ ‬تضررا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الجفاف‭.‬

وسجل‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬يتوفر‭ ‬على‭ ‬ترسانة‭ ‬قانونية‭ ‬مهمة،‭ ‬خصوصا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التشريع‭ ‬الذي‭ ‬ينظم‭ ‬استهلاك‭ ‬وإنتاج‭ ‬الماء،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬10‭.‬95،‭ ‬الذي‭ ‬تمت‭ ‬مراجعته‭ ‬وتعديله‭ ‬وإضافة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬والبنود‭ ‬فيه‭ ‬سنة‭ ‬2016،‭ ‬التي‭ ‬مست‭ ‬الندرة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تطبيق‭ ‬التشريعات‭ ‬الجاري‭ ‬بها‭ ‬العمل،‭ ‬وتفعيل‭ ‬المؤسسات‭ (‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للماء‭/ ‬المجالس‭ ‬الجهوية‭/ ‬الإقليمية‭/ ‬والعمالات‭/ ‬شرطة‭ ‬المياه‭)‬ ،‭ ‬وتطبيق‭ ‬الصرامة‭ ‬والشدة‭ ‬لإيقاف‭ ‬هذا‭ ‬النزيف،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬موجات‭ ‬الجفاف‭ ‬متوالية‭ ‬ومتعاقبة‭. ‬



في نفس الركن