2022 ماي 16 - تم تعديله في [التاريخ]

صوت الحقيقة "شرين أبو عاقلة"


العلم الإلكترونية - بقلم شيماء اغنيوة

جماعة محتلة يرعبهم سلاح الكلمة ويخشون قوة الحقيقة، منذ غسان كنافي إلى الآن لم تسلم شرين أبو عاقلة من بطش الصهاينة، فبعد أن نقلت ملايين الأخبار العاجلة صارت اليوم الخبر العاجل للملايين، في بثها الأخير وبسترة السلطة الرابعة فجر يوم الأربعاء 11 ماي 2022 ومن مخيم جنين، ارتقت شهيدة على ثرى الوطن برصاص الجيش المحتل في خرق سافر ومستفز لكل المواثيق والعهود.

بعدما فقد الجسم الصحفي قامة إعلامية راسخة في الذاكرة كحلم نحتفظ به وألم نصارعه، وبعدما وُئدت الحقيقة بالاغتيال تحت القوة القاهرة، وفي نهاية رواية ربع قرن من التفاني، تعرض موكب تشييع جثمانها لاعتداء همجي وضرب للمشيعين تحت جبروت محتل يهزه علم فلسطين وصوت الحقيقة.

وفي خضم صخب واسع من الإدانات العربية والدولية، والدعوات لأجراء تحقيق في مقتل شرين أبو عاقلة والوقوف على ملابسات ما جرى، وتحديد المسؤول عنها، تعالت أصوات "بشرية" نكأت جراح الأمة وأعادت إلى الذاكرة نزار قباني ونوال السعداوي... وغيرهم من وجدوا أنفسهم بعد وفاتهم محل سؤال مهزول "شهيد(ة) أم مشرك(ة)؟". بينما أصاب رصاص المحتل إنسانية الانسان جمعاء، أعاد أشخاص عقيدة التكفير نشر فتاوى اعتادوا ان يعزفوها كلما توفي مسيحي سواء في سبيل الوطن أو تعرضه للقتل أو موت طبيعي، يكفرون روحا كافحت من أجل كرامة الانسان وناضلت ربع قرن من الزمان لنقل صوت وصورة الحقيقة.

لم تفلت شرين من بطش المحتل ولا دناسة جماعة التكفير بل أضحت حديث أفواه ذكورية اعتبرتها امرأة ولجت ميدان شغل لا يعنيها، وبالنسبة لهم لو ظلت سجينة جدران بيتها لوافتها المنية محجوبة عن الأنظار، ومنابر إعلامية أخرى لا يهزها من الفاجعة سوى معرفة السبب الكامن وراء عزوف شرين عن الزواج، ولم تنبس ببنت شفة بخصوص صحفية أفنت دهرا في تسليط الضوء على قضية الأمة بكل مصداقية ومهنية.

ورغم كل هذا القول وذاك، ستظل قصتك مصدر إلهام لنا، والحقيقة التي عشقتها ستنير مسيرتنا والكل على العهد لإكمال الرحلة بلا خوف، وستظل دمائك عالقة بجذور شجر فلسطين مختلطة بطهارة الأرض المقدسة نكاية بالعدو الغاشم، جئتي مراسلة للحقيقة ورحلتي برسالة تؤكدها، فعلى روحك النقية ألف سلام.



في نفس الركن