العلم الإلكترونية - بقلم بدر بن علاش
ختامه مسك، ينطبق هذا القول على انتخابات مجلس المستشارين التي تجرى اليوم الثلاثاء، ليسدل بها الستار على مسلسل طويل وشيق من الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2021 التي أفرزت لنا مشهدا سياسيا جديدا عنوانه العريض "التغيير".
ختامه مسك، ينطبق هذا القول على انتخابات مجلس المستشارين التي تجرى اليوم الثلاثاء، ليسدل بها الستار على مسلسل طويل وشيق من الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2021 التي أفرزت لنا مشهدا سياسيا جديدا عنوانه العريض "التغيير".
ولعل الرابح الكبير من هذه الاستحقاقات، رغم تعدد القراءات والخلاصات، يبقى في المقام الأول هو المغرب الذي يستعد لدخول مرحلة حاسمة مليئة بالتحديات الداخلية والخارجية، لا شك أن بلادنا برجالاتها ونسائها قادرة على التغلب عليها.
وتبقى أول نقطة تسجل في مسار المغرب القريب جدا من دخول مصاف نادي الدول الديمقراطية من بابه الواسع، الحرص على احترام الأجندة المعلنة سابقا لهذه الاستحقاقات، وهو ما أكد عمق الممارسة الديمقراطية، ونضج البناء السياسي المغربي، رغم الجدل الذي برز مع تعالي بعض الأصوات التي كانت تلمح إلى احتمال تأجيل الانتخابات التشريعية بسبب تطور الوضع الوبائي بالمملكة.
ثاني هذه النقاط، نسبة المشاركة الهامة للناخبين في هذه الاستحقاقات، والذين لم تؤثر فيهم الأصوات النشاز التي كانت تدعو إلى المقاطعة بما يخدم أجندتها الضيقة والمتجاوزة، وبالتالي كانت أصواتهم التي عبروا عنها عاملا حاسما في صنع التغيير بعد سنوات من التدبير الحكومي الفاشل لولايتين متتابعتين، مشاركة ارتفعت نسبتها في أقاليمنا الجنوبية، فكانت رسالة غير مشفرة إلى أعداء الوحدة الترابية للمملكة، وكذا للمنتظم الدولي، مفادها التشبث بالوطن الأم أولا وأخيرا.
ثالثا، النجاح في إجراء الانتخابات التشريعية والجهوية والمحلية في اليوم نفسه، وهو ما اعتبره سابقا جلالة الملك محمد السادس في خطاب الذكرى الـ 68 لثورة الملك والشعب، إجراء يصب في عمق الممارسة الديمقراطية، ونضج البناء السياسي المغربي. وبالفعل، مكن هذه الإجراء في أول تجربة له من بلوغ كامل أهدافه، وفي مقدمتها رفع نسبة المشاركة، وربح الزمن السياسي، وشمل التحالفات الحزبية لما هو ترابي وليس فقط ما يتعلق بتشكيل الحكومة الجديدة.
رابعا، تمكن هذه الانتخابات من صنع خريطة سياسية واضحة المعالم، ولا تحتمل قراءات متعددة، بعد نيل الأحزاب الثلاثة الأولى لأغلبية مريحة، سمحت لها بتكوين تحالف تمهيدا لتشكل حكومة ستكون دون شك منسجمة وقوية وقادرة على استشراف المستقبل، خصوصا مع وجود برامج انتخابية تلتقي في الكثير من النقاط، لاسيما تلك التي تهدف إلى تحسين أوضاع عيش المغاربة واحترام كرامتهم.
وهنا تحضرني المقولة الفرنسية الشهيرة «rira bien qui rira le dernier»، نعم يحق لنا اليوم بعد كل هذه الاستحقاقات والنتائج التي تحققت، أن نبتهج ونتفاءل خيرا في المستقبل بعدما أبدع المغاربة في صنع التغيير.