2022 أبريل 12 - تم تعديله في [التاريخ]

صفرو.. دار الثقافة رباط الخير تخلد اليوم العالمي للغابة

يوم دراسي من أجل تحسيس وتوعية الساكنة بأهمية المحافظة على الثروات الغابوية و الحيوانية لمنطقة صفرو


العلم الإلكترونية - صفرو

نظمت "جمعية بوملول للتنمية و التدبير المائي" بشراكة مع "جمعية النور للثقافة و التنمية و البيئة" و "جمعية التضامن هنا وهناك" يوما دراسيا الأول من نوعه في منطقة اغزران ورباط الخير إقليم صفرو، تحت شعار "سبل حماية الغابة لضمان استدامة الإنتاج"، و ذلك بمقر دار الثقافة "رباط الخير".

وقد تخلل هذا النشاط مجموعة من الفقرات التوعوية و الترفيهية، حيث افتتح بكلمة ترحيبية للسيد الربح جمال رئيس "جمعية بوملول للتنمية و التدبير المائي" و السيدة خديجة ديب رئيسة "جمعية النور للثقافة و التنمية و البيئة"، ليقف الجميع إجلالا لترديد النشيد الوطني.

كما شهد النشاط تقديم تلاميذ ثانوية مولاي إدريس، عرضا فولكلوريا متميزا تمثل في رقصة أحيدوس التي تشتهر بها المنطقة، تقديرا منهم لإشراك الناشئة في العمل الجمعوي و حثهم على تقدير تراثهم الأصيل.

وبعد هذا العرض الشيق والممتع انطلقت ندوة علمية وتحسيسية بمشاركة ثلة من المحاضرين الأجلاء؛ دكاترة و أساتذة و موظفين مقتدرين، على غرار الدكتور سيف أقشمار بصفته أستاذا جامعيا بجامعة المولى إسماعيل بمكناس و عضوا بجماعة إغزران ؛ وحضوره هذا نابع من اهتمامه بأهمية حماية الموارد الطبيعية عامة و الموارد الغابوية خاصة ؛ ووعيه بضرورة تكاثف جهود الجميع من أجل النهوض بالوضع الغابوي بالمنطقة، إضافة إلى السيد أيمن مدير مركز المحافظة على الموارد الغابوية برباط الخير والسيدة رانية زعنون وسلوى مفتاح و حسن قبا عن إدارة المياه و الغابة ومحاربة التصحر.

كما تشرف بحضور هذا اللقاء السيد رئيس جماعة رباط الخير محمد بوسة و وبعض أعضاء جماعة رباط الخير: "عزيز لعراش" و "فاطمة أقشمار"، إلى جانب الكاتب العام لجماعة إغزران رشيد، فضلا عن حضور حسن أقنوش بصفته موظفا بجماعة إغزران؛ ومدير مركز الاستشارة الفلاحية برباط الخير والحاج قمري مدير المنطقة الغابوية "بن صحان" فضلا عن حضور الجالية المغربية المقيمة بالخارج و المتمثلة في شخصية مليكة الشداد المقيمة بالديار الفرنسية و رئيسة " جمعية بويبلان بفرنسا" وعدة فعاليات جمعوية.

وقد تخلل فعاليات الندوة عرض للسيد الربح جمال رئيس جمعية "بوملول للتنمية و التدبير المائي" تحت شعار" سبل حماية الغابة لضمان استدامة الإنتاج"، تطرق فيه للتعريف بالغابة ودورها الكبير في منطقة " إغزران" نظرا للمساحة المهمة التي تشغلها الغابة كجزء من تراب المنطقة، وهي التي تتوزع على ثلاث مناطق "بن صحان" و "تافرت" و"سغلة"، مشيرا في عرضه أيضا إلى أهم أنواع الأشجار و الحيوانات المتواجدة بالغابة.

كما نبه رئيس الجمعية في العرض ذاته إلى أهمية المنتجات الغابوية ودورها الأساسي في استدامة الحياة و كيفية حمايتها من المخاطر المهددة لها، مشددا على مدى فعالية تقنين الأنشطة المزاولة بها من تشجير أو قطع أو تنقية أو كراء لمحميات القنص. ولتحقيق ذلك أكد على ضرورة إشراك المجتمع المدني في هذه العملية النبيلة وفي محاربة الممارسات العشوائية.

وبعد هذا العرض المتميز قدم الدكتور سيف أقشمار محاضرته المثيرة للاهتمام، والذي شدد فيه على ضرورة إيلاء أهمية قصوى للمجال الغابوي باعتباره مجال حي يساهم في الحفاظ على التوازن البيئي من جهة، ومصدر للعيش أغلب سكان المنطقة من جهة أخرى ؛ و إلماما بأهمية توفير بيئة سليمة لعيش الساكنة باعتبارهم مواطنين فاعلين ولهم الحق في الاستفادة من خيرات المجال الغابوي، وعلى ضرورة فتح المجال لاستغلال منظم و مقنن يخول للجميع الاستفادة من هذه الثروات الطبيعية.

هذا و قد ركز الدكتور أقشمار على أهمية التعريف بالمؤهلات الطبيعية لتساهم في التنمية المستدامة للمنطقة، مبينا أن التعريف بالثروات الطبيعية كالأعشاب العطرية والطبية سيعطي إشعاعا لا مثيل له للمنطقة ؛ خصوصا و أن الطب أصبح يتجه تدريجيا نحو استعمال المواد الطبيعية في التداوي وخاصة الطب البديل.

وأضاف المتحدث أن هذا الإشعاع سيبوئ المنطقة مرتبة اقتصادية جديدة وسيوفر مناصب للشغل لساكنة المنطقة التي يعاني أبناءها من الهشاشة والهجرة. واستطرد القول قد يتساءل البعض عن كيفية خلق هذا االتقدم؟ ليؤكد أنه إضافة إلى ما أشار له سالفا فإن فتح المجال للسياحة الوطنية و الدولية؛ للمنطقة من شأنه أن يستهوي كل زائر بمناظرها الخلابة وبمؤهلاتها الطبيعية المتنوعة، مختتما محاضرته بضرورة تضافر جهود الجميع من أجل حماية المجال الغابوي و حسن استغلاله.

ولأهمية ما جاد به الدكتور سيف أقشمار زكى محمد امنعي رئيس جمعية سكان جبال العالم فرع صفرو كلام الدكتور مشيرا إلى أهمية العمل التشاركي في تنظيم كل نشاط يمارس في المجال الغابوي. من جانبها أكدت السيدة رانية زعنون بنفس الخصوص فعالية هذا النشاط ودوره المهم بالنسبة لمنطقة مجالها الغابوي مهم، مما يستدعي تنميته وحمايته بتضافر جهود كل الفاعلين في هذا القطاع.

وبعد انتهاء المحاضرين تم فتح المجال للحضور للدلو بآرائهم بخصوص موضوع الندوة، ومن بين المتدخلين عبد الغني كرارم الفاعل الجمعوي النشيط وممثل جمعية التضامن هنا وهناك فرنسا المغرب، الذي طالب إدارة مياه و الغابات و السلطة المحلية بتنظيم الأنشطة و الممارسات الغابوية وتقنينها خصوصا القنص و قطع الأشجار، لضمان استفادة الجميع من الموارد الغابوية و تحقيق التنمية المستدامة و بالتالي الحد من الهجرة القروية.

وتفاعلا مع تدخلات الحاضرين واستفساراتهم نوه المهندس الغابوي مدير مركز المحافظة على الثروات الغابوية برباط الخير بالمبادرة من أجل حماية الغابة و ضمان استدامتها كما تحدث عن المشاريع التي تعتزم المديرية الإقليمية للمياه و الغابات و محاربة التصحر بصفرو إنجازها من أجل تنمية الغابة و حماية البيئة.

وقد عرفت الندوة توزيع شواهد تقديرية وشكر، واقرار مجموعة من التوصيات بخصوص حماية الغابة و أهمها: استمرار المجتمع المدني في تحسيس وتوعية الساكنة بأهمية المحافظة و حماية الموارد الغابوية من الاستغلال العشوائي، وتقنين الممارسات و الأنشطة الغابوية، وحماية الحيوانات من القنص العشوائي، والتعريف بالمؤهلات الطبيعية للمنطقة، وإنجاز مشاريع تنموية لحماية البيئة، وخلق مزيد من مكريات الصيد واطلاق طلبات العروض لكراء محميات القنص، واعداد مخطط خاص بانجاز مصدات النار للحد من انتشار الحريق.

واختتمت الندوة الدراسية باستمتاع الجميع مجددا برقصة أحيدوس الممتعة ثم تناول الجميع مأدبة غذاء التي أقيمت على شرف الحاضرين، لينتقل الجميع، و كتطبيق لتوصيات برنامج هذا اللقاء، إلى غابة "تفجيغت" المتواجدة بالمنطقة الغابوية بني صحان "جماعة إغزران" للقيام بعملية التشجير مع تحسيس وتوعية الساكنة المجاورة بأهمية المحافظة على الثروات الغابوية و الحيوانية.

وقد تم التنويه بالدور الجبار ومجهودات المسؤولين و اطر قطاع المياه والغابات ومحاربة التصحر بصفرو ورباط الخير والسلطة المحلية وكل فعالية المجتمع المدني الحاضرة في تنمية المنطقة وحماية البيئة.

للإشارة فقد تمكنت الجمعيات المذكورة من إنجاح هذا النشاط بتشجيع ودعم من طرف عبد الرحمان ملوسة والربح كريم، بالرغم من انعدام الإمكانيات والدعم المادي.



في نفس الركن