العلم الإلكترونية - بقلم بدر بن علاش
مازال الظلام الدامس يعم كل أرجاء المغرب، بيوتا و دروبا وشوارع و أزقة، و ما زالت الطوابير الطويلة للمواطنين مصطفة أمام الدكاكين والمحلات التجارية الكبرى لاقتناء شمعة واحدة تنير بعضا من الظلمة التي عمت كلما أسدل الليل خيوطه، فيما تعطلت الآلات الكهربائية للمعامل و المصانع الصغيرة منها والكبيرة، و توقفت الحركة في المطارات و الموانئ و محطات القطارات و كل المؤسسات العمومية و الحيوية عن أداء مهامها، ولم يعد بإمكان لا الموظفين و لا المستخدمين ولا أصحاب المشاريع الخاصة القيام بمهامهم وأنشطتهم، وتعطلت مصالح المرتفقين و الزبناء، وحتى المناسبات العائلية والخاصة ألغيت ، والدروس أيضا في المؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها و الجامعات و معاهد التكوين توقفت عن القيام بأدوارها التربوية، فيما الصورة الأكثر قتامة هي تلك التي خيمت على المستشفيات و المصحات التي باتت تمتنع عن استقبال المرضى، أما من تواجدوا بها من قبل فقد طلب منهم المغادرة إلى بيوتهم لعدم توفر العلاج ،وحتى مياه الشرب انقطعت من الصنابير بعد توقف آليات محطات المعالجة، فهرع الناس جماعات و فرادى نحو الآبار و البحيرات و مياه الأنهار للحصول على القليل من الماء، فيما السلطات العمومية و القوى الأمنية استنفرت رجالها وحركت آلياتها تحسبا لأي تدخل في حق المحتجين الذين خرجوا في مسيرات عارمة و صاخبة في المدن و القرى احتجاجا على هذه الأوضاع غير المسبوقة، احتجاجات خرجت عن السيطرة في كثير من الأحيان، وعمت الفوضى و عمليات النهب و السرقة .
مازال الظلام الدامس يعم كل أرجاء المغرب، بيوتا و دروبا وشوارع و أزقة، و ما زالت الطوابير الطويلة للمواطنين مصطفة أمام الدكاكين والمحلات التجارية الكبرى لاقتناء شمعة واحدة تنير بعضا من الظلمة التي عمت كلما أسدل الليل خيوطه، فيما تعطلت الآلات الكهربائية للمعامل و المصانع الصغيرة منها والكبيرة، و توقفت الحركة في المطارات و الموانئ و محطات القطارات و كل المؤسسات العمومية و الحيوية عن أداء مهامها، ولم يعد بإمكان لا الموظفين و لا المستخدمين ولا أصحاب المشاريع الخاصة القيام بمهامهم وأنشطتهم، وتعطلت مصالح المرتفقين و الزبناء، وحتى المناسبات العائلية والخاصة ألغيت ، والدروس أيضا في المؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها و الجامعات و معاهد التكوين توقفت عن القيام بأدوارها التربوية، فيما الصورة الأكثر قتامة هي تلك التي خيمت على المستشفيات و المصحات التي باتت تمتنع عن استقبال المرضى، أما من تواجدوا بها من قبل فقد طلب منهم المغادرة إلى بيوتهم لعدم توفر العلاج ،وحتى مياه الشرب انقطعت من الصنابير بعد توقف آليات محطات المعالجة، فهرع الناس جماعات و فرادى نحو الآبار و البحيرات و مياه الأنهار للحصول على القليل من الماء، فيما السلطات العمومية و القوى الأمنية استنفرت رجالها وحركت آلياتها تحسبا لأي تدخل في حق المحتجين الذين خرجوا في مسيرات عارمة و صاخبة في المدن و القرى احتجاجا على هذه الأوضاع غير المسبوقة، احتجاجات خرجت عن السيطرة في كثير من الأحيان، وعمت الفوضى و عمليات النهب و السرقة .
وفي ذات السياق، تحدثت مصادرنا عن الآلاف من المغاربة الذين وجدوا أنفسهم في حالة من الرعب و الخوف في ظل هذه الأوضاع التي لا أحد يعلم مآلها إن استمر انقطاع الكهرباء لأيام أخرى، في ظل غياب أي مؤشر عن قرب عودة الأمور لطبيعتها، و أكثر من هذا،فقد شوهدت أسر بأكملها تركب أمواج البحر عبر قوارب الموت على شكل هجرة جماعية نحو أوروبا هربا من هذه الأوضاع، فيما يقف آخرون على مشارف الحدود مع الجارة الشرقية لعل السلطات الجزائرية تسمح لهم بعبور الحدود مشيا على الأقدام إلى بر الأمان، خاصة بعد تعدد النداءات الإنسانية من المنظمات الدولية في هذا الشأن بعد نصبها لمخيمات اللاجئين المغاربة.
وصرح مصدر عليم ، بأن لا حل في الأفق لهذه الأزمة الخطيرة التي يعيشها المغرب منذ أن قرر النظام الجزائري "الضارب" في فاتح نونبر، قطع الغاز عن المغرب الذي كان يستخدم في توليد الكهرباء، مشيرا إلى أن البلاد في حالة توقف وشلل تام،وهو ما لم يكن في الحسبان أبدا.
وأكد المصدر أن الحل الوحيد و الأوحد، هو توسل القلوب الرحيمة لأعلى وأدنى هرم في السلطة الجزائرية، ولم لا الدعاء لهم في الصلوات سرا و جهرا،وفي خطب الجمعة،و رفع لافتات الاستعطاف على شرفات و أسطح المباني حتى يرضى عنا عبد المجيد تبون و من معه ليعود الغاز إلى السريان من جديد،و الذي بدونه ستعلن المملكة إفلاسها التام ...
صح النوم...صح النوم... يا تبون، فأنت في أحلام يقظة تنسجم تفاصيلها المرعبة مع ما يتمناه قلبك للمغرب و المغاربة ، لا لشيء سوى أن بلدك قطع عن المغرب "جغمة" الغاز التي كان يستفيد منها مقابل عبور خط الأنبوب نحو أوروبا، بعد قرار لا يمكن وصفه سوى بالغبي و المتهور والفاقد لبعد النظر، طبل وزمر له كل رموز نظام الكابرنات، وصنعوا كما يقال "من الحبة قبة" وخصصت له أبواقه الإعلامية نصيب الأسد في موادها الإخبارية، معتقدين بأن المغرب الذي خبر ألاعيبهم الصبيانية، و التي تجر عليهم سخرية العالم، قد يتأثر كثيرا جراء هذا الأمر.
صح النوم...صح النوم... أنت أيضا يا عمار بلاني، يا صاحب الحقيبة المليئة بالعملة الصعبة من أموال الشعب الجزائري الجريح، و التي تجول بها الكرة الأرضية في كل الاتجاهات، بحثا عن من يستسلم لإغراء المال لشراء ذمته وصوته ضد مصالح المغرب.
بلاني،هذا الذي لا يمل ولا يكل من الخرجات الهتشكوكية و المسمومة عندما علل قرار بلاده وقف جريان أنبوب الغاز نحو أوربا عبر الأراضي المغربية، قائلا "للأسف فالمغرب لم يكن في مستوى الطموح التاريخي والاستراتيجي الذي يمثله هذا المشروع الضخم بالنسبة للمغرب العربي الكبير "،وأضاف "بالنسبة للإعلام الناطق باسم مخابرات الجارة الغربية، فبدل التأسف على فقدان هذا المكسب الكبير الذي غرفت منه المملكة لمدة 25 عاما مع مواصلة التآمر ضد وحدة وسلامة بلدنا، يجب أن يفهم، وإلى الأبد، أن الجزائر الجديدة لن تنخدع بعد الآن وأنها سترد بالضربة مقابل الضربة"، وهنا أقول له ببساطة بأن الحصة القليلة جدا التي كان يحصل عليها المغرب ليست صدقة من بلده،وإنما هو حق معمول به في كل الحالات المشابهة عبر العالم، فلا يعقل أن يمر أنبوب من بلد المصدر إلى البلد المستقبل عبر بلد ثالث دون أن يحصل هذا الأخير على نصيبه، ثانيا منذ متى أصبحت إسبانيا محسوبة على بلدان المغرب العربي الكبير حتى ندخل هذا المشروع في هذا النطاق الجغرافي المعطل منذ سنوات بسبب الجزائر ونظرتها الضيقة للأمور ؟ ثالثا هل المفروض فينا نحن كصحافة مغربية حرة أن نساير النظام الجزائري في حماقاته و خرجاته ونصفق له حتى يرضى علينا ولا يصفنا بأننا مجرد أقلام بيد المخابرات المغربية ؟ أما ما وصفه بمواصلة التآمر ضد وحدة وسلامة بلده و استعدادها لرد ضربة مقابل الضربة، فالأكيد أن الجهات المسؤولة في المغرب ستواصل سياسة التجاهل وعدم الاكتراث كما فعلت مع الكثير من بلاغات و بيانات وخزعبلات قصر المرادية و خارجيته،و لا أدل على ذلك إعلان الرئاسة الجزائرية حول عدم تجديد عقد أنبوب الغاز،والذي أجاب عليه المغرب ببلاغ مختصر وبسيط صادر فقط عن المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب. و عن هذا التجاهل أستحضر مقولة العالم النمساوي غريغور يوهان مندل، حينما قال "التجاهل أفضل رد فعل ، تجاه أشخاص لا ينفع معهم الكلام".
صح النوم... صح النوم.. فانتم يا معشر القلوب السوداء تتعاملون مع أمة مغربية متماسكة البنيان عبر قرون و أزمنة ضاربة جذورها في التاريخ السحيق،مغرب يشق طريق النماء بهدوء ودون بهرجة، مغرب يعي جيدا البلاء الذي سلط عليه من جار السوء، ولا يسمح لنفسه بأن يشارك المقام مع هذه الطينة من الحكام ، الخارجين حقا من دائرة التاريخ والجغرافيا، ولا صلة حقيقية تربطهم بالواقع الحقيقي، بل يكذبون ويكذبون، ولا يصدق أكاذيبهم أحد إلا هم أنفسهم، ولله في خلقه شؤون ..