2023 دجنبر 6 - تم تعديله في [التاريخ]

شراكة‭ ‬استراتيجية‭ ‬مبتكرة ‬نموذج‭ ‬متفرد‭ ‬في‭ ‬العالم


العلم - الرباط

تتعدى الزيارة التي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بدعوة كريمة من شقيقه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، المفهوم المعتاد لمثلها لتصل إلى  مفهوم تجسيد الشراكة الاستراتيجية بين بلدين تجمع بينهما روابط كثيرة و قواسم عديدة ممتدة في التاريخ .

والواضح أن العلاقات بين الرباط و ابوظبي ظلت طوال عقود من الزمان نموذجا للعلاقات الثنائية الممتازة المستندة إلى التفاهم و الانسجام حول مجمل القضايا الثنائية و الإقليمية و الجهوية و الدولية ، و هي كانت على هذه الحال في عهدي قائدي البلدين الكبيرين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان و جلالة الملك الحسن الثاني رحمهما الله وطيب ثراهما، و زادت وتيرتها في عهد جلالة الملك محمد السادس نصره الله و شقيقه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله، بما يؤكد وجود إرادة سياسية راسخة و قوية للحفاظ على جودة و رفعة هذه العلاقات .

هذه المرة، وفي زيارة ستظل محفوظة في التاريخ، يصر قائدا البلدين على الانتقال بهذه العلاقات إلى مستوى استراتيجي غير مسبوق من خلال  شراكة مبتكرة لها أبعاد تنموية كبيرة وعظيمة، و هذا ما يتأكد من مذكرات التفاهم في شكل اتفاقيات شملت العديد من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية الاستراتيجية، من قبيل  النقل عبر القطار فائق السرعة والمطارات والماء والاستثمار والفوسفاط والطاقة والصيد البحري والفلاحة و الموانئ والأسواق المالية والرساميل والسياحة والعقار وتخزين المعلومات، وأيضا إنجاز أنبوب الغاز المغرب نيجيريا. بمعنى أن هذه الشراكة المبتكرة شملت قطاعات استراتيجية كبيرة تنقل التعاون والعلاقات بين البلدين إلى مستوى يصعب أن تجد له مثيلا أو نظيرا في العالم.

ومن الطبيعي القول إن هذه الشراكة الاستراتيجية المبتكرة ستعود بالنفع العميم على شعبي البلدين ، فالمغرب يعتبر بلدا ناميا يراكم المكاسب و المنجزات في مختلف مناحي التنمية ، تحت قيادة رشيدة وحكيمة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله. هو بذلك يظل مصدر جذب واستقطاب للاستثمارات الأجنبية وتربة خصبة لاستنبات تعاون اقتصادي كبير وفعال، وهو يملك ما يكفي من الخبرة و الدراية في شتى مناحي النمو الذي يحققه.  والإمارات العربية المتحدة التي تعتبر مرجعا فريدا في تحقيق التنمية الشاملة في زمن قياسي، وفي توظيف العائدات الوطنية بهدف تسريع وتيرة التنمية، إلى أن سارت اليوم أحد النماذج الفريدة والمتميزة في مستويات النمو والتطور، و ما كان لها أن تحقق كل ذلك لولا الرؤية الاستراتيجية و المستقبلية و الاستباقية التي تميز بها القائد التاريخي لهذا القطر الشقيق الفقيد الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وخلفه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي واصل مسار النمو بنفس الإصرار والعزيمة بما مكن من تسريع وتيرة النماء والتطور لفائدة الشعب الإماراتي الشقيق.

هكذا يقدم المغرب والإمارات العربية المتحدة نفسيهما نموذجا للتعاون العربي/العربي في زمن لم تتمكن فيه مختلف التجارب الثنائية العربية من أن تعطي نتائج واضحة و مفيدة، بسبب كثير من العوامل التي يصعب التفصيل فيها في هذا المقام .والأكثر من ذلك فإن هذين القطرين العربيين نجحا في تقديم تجربة ناجحة و ناصعة للتعاون جنوب/جنوب والتي تصلح قدوة لباقي الدول، ليؤكدا أن الجنوب يتيح فرصا كبيرة لتعاون اقتصادي و اجتماعي حقيقي و فعال ، وأنه يتوفر على الإمكانيات و المؤهلات والخبرات والموارد البشرية التي تمكنه من تحقيق مكاسب جمة وعظيمة على هذا المستوى .

إن نتائج الزيارة التاريخية التي قام بها جلالة الملك محمد السادس إلى دولة الإمارات العربية المتحدة أعطت مضمونا متجددا للعلاقات الجيدة بين البلدين، ومكنتها من نفس عميق وقوي .



في نفس الركن