العلم الإلكترونية
كتب شبير أن مفهوم «الفرجة المسرحية» يوهم بمركزية العرض المسرحي وهامشية الكتابة للمسرح؛ موضحا أنه: "للبحث في هذه الثنائية لن نقوم بسرد تاريخي لحياة المسرح، لأننا لسنا بصدد التأريخ أو التأليف في «سيرة الفن»" ورغم أن الإشارة إلى التجارب المسرحية يمكن اعتبارها شكلا من أشكال التأريخ. فإن السؤال الذي ننطلق منه هو: ما الفرقة بين الفرجة المسرحية والفرجات الأخرى؟
كتب شبير أن مفهوم «الفرجة المسرحية» يوهم بمركزية العرض المسرحي وهامشية الكتابة للمسرح؛ موضحا أنه: "للبحث في هذه الثنائية لن نقوم بسرد تاريخي لحياة المسرح، لأننا لسنا بصدد التأريخ أو التأليف في «سيرة الفن»" ورغم أن الإشارة إلى التجارب المسرحية يمكن اعتبارها شكلا من أشكال التأريخ. فإن السؤال الذي ننطلق منه هو: ما الفرقة بين الفرجة المسرحية والفرجات الأخرى؟
لا يمكن لأي إجابة مباشرة عن هذا السؤال أن تكون إلا حكما من أحكام القيمة، كما أن بعض الإجابات التي تحاول المقارنة بين فنون العرض لن تكون إلا تحصيلا لمعرفة سابقة في أطاريح ومحاضرات جامعية، أو في مقالات نقدية تحاول التعريف بنوعية الفرجة في الفن المسرحي، ولتجنب كثير من الاستطرادات ننطلق من تفكيك منظومتي القول والخط من جهة ومنظومتي «الكتابة/ القول« و «الفعل/ الأداء» من جهة ثانية، لنقف عند الاشكالات التي تحكمت في الفرجة المسرحية - ليس عبر تاريخ المسرح - بل من خلال تصوراته الفنية الكائنة والممكنة.
يفترض من تعبير «الفرجة المسرحية» البحث داخل المسرح وخارجه عما يكون مسرحا وما لا يكون كذلك، ويتجه هذا الافتراض نحو شكلين من التعامل؛ يتعلق الأول باستقراء الخصائص النوعية للمسرح لجعلها قاعدة التمايز بين ما يكون مسرحا وما لا يكون، فيفرض هذا الطرح إجراء تحليلات بنيوية؛ ويتعلق الشكل الثاني بإجراء مقارنات شكلية على مجموعة من أشكال التعبير قياسا بانموذج قبلي، فيفرض ذلك القيام دراسات وصفية شكلانية أو أجناسية.
ويمكن القول إن البحث عن الخصائص التي تجعل المسرح مسرحا بهذا المنطق، يحاول التأسيس لنظرية علمية أو لمنهج صارم مهما اختلفت الطرق التي يتأسس عليها هذا البحث، وهذه معضلة من معضلات المسرح والفرجة - كما رأينا سابقا - بحيث يضاهي التقعيد للمسرح تقعيدا للفن وهو أمر مرفوض بالمنطق الكانطي وممكن بالمنطق الهيجيلي كما سبق ذكر ذلك، ولتفكيك هذا الخطاب نستحضر أن النظام الذي يعتقد أنه يتبدى في الأشياء بوصفه قانونها الداخلي، قد يكون مشابها بين موضوعات مختلفة، كما هو الحال للمسرح والفرجة الشعبية مثلا. وهو الأمر الذي جعل عددا من الباحثين في هذا المجال يعتبرون المسرح شكلا متطورا عن الفرجة الشعبية.
نتج عن التفكير في المسرح، بأنه تطور عن الأشكال التعبيرية القديمة، عدد من المفاهيم ذات الطابع التمييزي، وهي مفاهيم مشدودة الى نظرية الارتقاء بوعي من مستعمليها أو بغير وعي منهم، ومن هذه المفاهيم ذكر على سبيل المثال لا الحصر، الأشكال ما قبل المسرحية، والأشكال التراثية، وبدايات المسرح، والأصول الفرجوية للمسرح أو الأصول السوسيوثقافية متقدم تصل إليه هذه الأشكال عندما ترتقي، وهو الحس نفسه الذي يعيد المسرح في الثقافة الأوربية الي التراجيديا والكوميديا المنحدرين من الاحتفالات الإغريقية بآلهتها، مما يعني أنها فرجة شعبية ذات امتدادات تاريخية وأنثربولوجية إذ يمكن من خلالها فهم السلوك البشري، والعلاقات الاجتماعية وطبيعة الأفكار الدينية والسياسية في مجتمع الفرجة (التراجيديا والكوميديا).