Quantcast
2021 يونيو 2 - تم تعديله في [التاريخ]

شاب يحول جحيم سجنه إلى نعيم العلم والمعرفة ويتخرج منه أديبا ومفكرا

رغم الانكسار والاعتقال : جنيت ثمرة مكتسبات ومعارف من أجل الذات، يقول الشاب الكاتب فؤاد الدياز بعد صدور باكورة أعماله الأدبية : بوح الطاقة الصامتة


العلم الإلكترونية - محمد كماشين
 
أصدر الشاب "فؤاد الدياز" باكورة أعماله الأدبية : "بوح الطاقة الصامتة" ، وبمناسبة هذا الإصدار أجرت " العلم " حوارا خاطفا تناول تجربة الكتابة من وراء الأسوار لدى شاب حول تجربة الاعتقال إلى باحة للتحصيل والإبداع.
 
"بوح الطاقة الصامتة" أو مذكرات بين دموع الألم وابتسامة أمل رحلة شاب رأى النور بقرية تدعى : " أولاد علي المدنة " قريبا من مدينة القصر الكبير، .وعلى عادة أهالي قريته ألحقه والده ب " المسيد" من أجل التشبع بكتاب الله ، من غير أن ينسى إلحاقه بمدرسة القرية. 
 
هذه المزاوجة في التحصيل ساهمت في تشكيل شخصية الطفل "فؤاد" وولعه باللغة العربية ، وتشكيل ملكاته الفكرية والأدبية .. 
 
في سن الاثني عشر هاجرت أسرة الطفل إلى مدينة القصر الكبير التي استكمل بها دراسته الابتدائية فالثانوية.
 
بعد حصوله على شهادة الباكالوريا انتسب الطالب لجامعة عبد المالك السعدي بتطوان ، لكن سرعان ما غادرها ليلتحق بمدينة طنجة بحثا عن عمل .
 
بطنجة حدث ما لم يكن يتوقعه يافع يجر من ورائه 19 ربيعا ، ليجد نفسه خلف القضبان مسلوب الحرية ....
 
تجربة الاعتقال كانت مناسبة للتأمل والانطلاق من جديد نحو التحصيل الدراسي بتشجيع ومباركة من نزلاء شاء القدر أن يصادفهم .
 
عشر سنوات ونيف ، أمضاها الشاب فؤاد مسلوب الحرية وخلال هذه المدة ثابر ليتوج جهده بالحصول على أربع شواهد بكالوريا ، وإجازتين ، ودبلوم الدراسة الجامعية ، ودبلومين مهنيين. 
 
 يروي الشاب " فؤاد الدياز" كيف كانت تجربة الاعتقال نقطة تحول إيجابية، بالرغم من مؤثراتها الننفسية الصحية الاجتماعية ، وكيف كانت قدرة الله الاقوى والأرحم بأن بعث أشخاصا ساعدوه وآزروه. 
 
انطلقت بدايات الكتابة الأولى عند فؤاد في سن ما قبل الحدث الأليم ، حيث كان يدون يكتب.... لكن بعد ذلك ، ورغم مرارة التجربة نضج الحلم ، يعلق فؤاد الدياز قائلا : " جنيت ثمرة مكتسبات ومعارف من أجل الذات ، رغم الانكسار ، رغم الحرمان استطعت أن أجدد ريشي ، وأرسم حياة أخرى لما بعد الحرية"
 
لقد راوح الشاب فؤاد بين دموع الألم وابتسامة أمل التي وجدت بذورها في محيطه الصغير وكذا الكبير ، فالكل شجعه على المضي في مسار الكتابة والإيمان بأن هناك حياة أخرى مغايرة.
  
إن الإقدام على " قرار الكتابة " بالاستفادة من تراكمات خاصة مكنت الكاتب من الإيمان بوجود رسالة أمل في مجابهة الانكسارات. 
 
ذات مرة خاطب الاب ابنه فؤاد: أنت عيني التي أرى من خلالها ، أحس وأنت خلف القضبان أنني فقدت بصري 
يجيب الابن أباه : ها قد عاد إليك بصرك أبتي وأنا أهديك منجزي الأدبي. 
 
عن معنى الحياة يقول "فؤاد" : لم أر الحياة بعين مجردة ، رأيتها من زاوية مختلفة لعين متبصرة تستقرىء تفاصيل صغيرة بمقدورها إبراز الفوارق التي قد لا ينتبه اليها الافراد العاديون  
 
الحرية مقرونة بالمسؤولية عند فؤاد الدياز ، فمتى امتلكنا حرية أكبر نصبح مسؤولين عن أفعالنا وقراراتنا بقدر يماثل مساحة الحرية ، وأثناء تجربة الاعتقال تمكنت من تجاوز ضيق المساحة إلى حرية فكرية تخطت العوائق والجدران .
 
السلام عند فؤاد الدياز مجرد حلم ، وكورونا أفرزت تحولات على مستوى التعامل مع الذات والآخر ولقد كانت فرصة له للملمة أوراقه وأفكاره وتنضيدها حتى استوت على شكل نصوص من غير أن يفكر في تجنيسها.....
 
عن مشاريعه وآماله المستقبلية يخبرنا الشاب فؤاد الدياز عن عزمه إصدار الطبعة الثانية من بوح الطاقة الصامتة ، وكتابة سيرة ذاتية من ثلاثة اجزاء : من الطفولة الى الاعتقال ، تجربة الانكسار رحلة ذهنية ، ثم ما بعد معانقة الحرية .
 
وجه الحقيقة والحضور عند فؤاد ارتداء ثوب أبيض بدل الأسود.
 

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار