العلم الإلكترونية - الرباط
الجماعة السياسية البائسة في إسبانيا التي تحمل لافتة حزبٍ أكثر بؤساً تلعب بأوراق خاسرة على مائدة القمار الأيديولوجي وتراهن على الفرس الأضعف في محاولاتها للنيل المقذع من رموزنا الوطنية وللتطاول المخزي على مقدساتنا التي يجمع شعبنا، بجميع أطيافه ودون أدنى استثناء ، على الولاء لها ، والتعلق بها، والالتفاف حولها، والوفاء لما تمثله من قيم خالدة ومثل عليا ومبادئ سامية. والذين يصطادون في الماء العكر، ويسعون للإساءة إلى المغاربة أجمعين من خلال إمعانهم في تشويه صورة الرمز الأكبر الذي هو الضمير الحي لشعبنا، يغيب عنهم أن المملكة المغربية بمثابة القلعة الحصينة التي تتكسر على أسوارها السيوف الصدئة والمعاول الخربة التي يستخدمونها، متوهمين أنها ستنفعهم في اختراق جدران القلعة الصامدة على مر الأحقاب وتوالي الدهور، فهؤلاء الوالغون في بؤس السياسة الفاشلة، الذين يفتقدون إلى القاعدة الشعبية في بلدهم ، يقيمون حساباتهم على أساسٍ هشٍ، حين يزعمون أن الهجوم بالغ الدناءة على المغرب في شخص عاهله الكريم جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله ونصره، سيفتح لهم الطريق المغلقة في وجوههم، إلى كسب أصوات الناخبين وتعزيز مركزهم في المشهد السياسي، وتعويض ما فاتهم من فرص للقفز إلى المراتب المتقدمة. ولا يعلمون أنهم غارقون في الأوهام، ولا يدركون، وكيف لهم أن يدركوا؟، أن الشعب الإسباني من الشعوب الأعرق حضارةً والأعمق فهماً لقواعد السياسة ولأصول التعامل مع الجار والأشد انضباطاً في علاقاته مع دول العالم والأكثر التزاماً بأخلاقيات الاحترام المتبادل وحسن الجوار.
إن الإساءة إلى المملكة المغربية ترتد إلى أصحابها، فتنقلب إلى الإضرار بالمصالح الحيوية للدولة الإسبانية، من حيث يدرون أو لا يدرون، لأن دناءة سلوكياتهم وسفالة أيديولوجيتهم وحقارة سياستهم تجعلهم يعمهون في غيهم ويتيهون في ضلالتهم السياسية ويسيئون إلى بلدهم العريق في الحضارة . ولن يفلحوا ، مهما حاولوا، في هذه الممارسات السافلة والتصرفات الحقيرة والمحاولات البائسة ، التي يريدون بها الطعن في الرموز الغالية لبلدنا، والمساس بمقدساتنا العزيزة علينا ، والإساءة إلى أعز ما نملك، بعد الإيمان برب العالمين و حب الوطن، وهو ما لا يمكن لكائن على هذا الكوكب، أن يقترب منه بنوايا خسيسة وقلب مريض.
هذا الحزب القميء الذي لن نذكر اسمه، لأنه شديد الدناءة ، يلتقي في مواقفه من المملكة المغربية مع النظام الجزائري الذي يزور رئيسه اليوم الصين الشعبية في تحرك مشبوه لا يعرف الشعب الجزائري الهدف منه، وتتطابق سياسة هذا الحزب الذي لا وزن له في المشهد السياسي بإسبانيا، مع السياسة المعادية للمغرب التي يسلكها حكام الجزائر. ولا يستبعد أن تكون هناك مقايضة دنيئة لتبادل المصالح بين الطرفين. ولكن هيهات المفر، لأن هذه المؤامرة المخزية ضد مصالح المغرب وقضيته العادلة، ينطبق عليها قول الشاعر: كناطح صخرة يوماً ليوهنها... فلم يضرها و أوهى قرنَه الوعلُ.
إن المغرب صامد في مواقفه الوطنية وفي الدفاع عن وحدته الترابية، ولا يهمه أن يتطاول على رموزه الحقراء من سماسرة السياسة الشعبوية الكاسدة والخائبة والبائسة في آنٍ، فهم لا يستحقون أن نجعل منهم في ردنا عليهم سياسيين بينما هم لا يمثلون طيفاً سياسياً ، بل لا يمثلون حتى أنفسهم.