2023 يوليو/جويلية 3 - تم تعديله في [التاريخ]

روح‭ ‬ثورة‭ ‬الملك‭ ‬والشعب‭ ‬دائمة‭ ‬الحضور‭ ‬تقوي‭ ‬العزائم‭ ‬و‭ ‬تتجاوز‭ ‬المراسم‭ ‬


العلم الإلكترونية - الرباط 

أبانت‭ ‬التجربة‭ ‬واقتضت‭ ‬المصلحة‭ ‬واستدعت‭ ‬الضرورة‭ ‬التي‭ ‬تقدر‭ ‬بقدرها،‭ ‬استمرار‭ ‬الاحتفال‭ ‬بذكرى‭ ‬ثورة‭ ‬20‭ ‬غشت‭ ‬الخالدة‭ ‬دون‭ ‬توجيه‭ ‬خطاب‭ ‬ملكي‭ ‬سامٍ‭ ‬للأمة‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬نظراً‭ ‬لكون‭ ‬ذكرى‭ ‬ثورة‭ ‬الملك‭ ‬والشعب‭ ‬تأتي‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬خطاب‭ ‬العرش‭ ‬بأيام‭ ‬معدودة‭ ‬،‭ ‬وقبل‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬لافتتاح‭ ‬الدورة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬البرلمان‭ ‬طبقاً‭ ‬للفصل‭ ‬65‭ ‬من‭ ‬الدستور‭ . ‬وهو‭ ‬إجراء‭ ‬ترتيبي‭ ‬لن‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالثورة‭ ‬الوطنية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬ملحمة‭ ‬تاريخية‭ ‬تجسد‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬أروع‭ ‬صور‭ ‬التجلي‭ ‬،‭ ‬التلاحم‭ ‬القوي‭ ‬والرباط‭ ‬الوثيق‭ ‬والميثاق‭ ‬الغليظ‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬بين‭ ‬العرش‭ ‬القائد‭ ‬والشعب‭ ‬المجند‭ ‬وراءه‭ ‬للدفاع‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ ‬وتحت‭ ‬جميع‭ ‬الظروف‭. ‬فهذه‭ ‬الذكرى‭ ‬الخالدة‭ ‬ستبقى‭ ‬شعلتها‭ ‬متوهجةً،‭ ‬وسيظل‭ ‬شعبنا‭ ‬يستلهم‭ ‬منها‭ ‬رموز‭ ‬النضال‭ ‬الوطني‭ ‬ومعاني‭ ‬الصمود‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬التحديات‭ ‬الإنمائية‭ ‬والصعوبات‭ ‬العابرة‭ ‬والأزمات‭ ‬الطارئة‭ ‬التي‭ ‬تستدعي‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬ولم‭ ‬الشمل‭ ‬وحشد‭ ‬الطاقات‭ ‬والوثوب‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬المغرب‭ ‬القوي‭ ‬بقيادة‭ ‬العرش‭ ‬القوي،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وحدةٍ‭ ‬وطنيةٍ‭ ‬جامعةٍ‭ ‬لا‭ ‬تنفصم‭ ‬عروتها‭ ‬ولا‭ ‬تخبو‭ ‬جذوتها‭ .‬
 
ونحن‭ ‬نستحضر‭ ‬ثورة‭ ‬الملك‭ ‬والشعب‭ ‬المجيدة‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬موعدها‭ ‬السنوي،‭ ‬فلأنها‭ ‬ثورة‭ ‬دائمة‭ ‬الحضور،‭ ‬تتجدد‭ ‬بتجدد‭ ‬الظروف‭ ‬التاريخية،‭ ‬وتساير‭ ‬المتغيرات‭ ‬وتواكب‭ ‬مراحل‭ ‬التطور‭ ‬والتحديث‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬الوطن،‭ ‬بحيث‭ ‬تظل‭ ‬مشعةً‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬المغاربة،‭ ‬محفزةً‭ ‬للشعب،‭ ‬وهاديةً‭ ‬لأقوم‭ ‬السبل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المضي‭ ‬قدماً‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬النهضة‭ ‬الحضارية‭ ‬التي‭ ‬نسعى‭ ‬إلى‭ ‬بنائها،‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬التي‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬دعمها،‭ ‬مستنيرين‭ ‬بالرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬المتبصرة‭ ‬الحكيمة،‭ ‬ومسترشدين‭ ‬بالتوجهات‭ ‬السامية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ونصره‭.‬
 
فإذا‭ ‬كان‭ ‬لثورة‭ ‬الملك‭ ‬والشعب‭ ‬موعد‭ ‬سنوي،‭ ‬فإن‭ ‬روحها‭ ‬المتوهجة‭ ‬تسري‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬شعبنا،‭ ‬وتقوي‭ ‬العزائم،‭ ‬وتشحن‭ ‬النفوس‭ ‬بالأمل‭ ‬والثقة‭ ‬في‭ ‬الغد،‭ ‬وتحيي‭ ‬الضمائر،‭ ‬وتتجاوز‭ ‬المراسم‭ ‬التقليدية،‭ ‬لأنها‭ ‬ثورة‭ ‬بناءة‭ ‬دائمة‭ ‬التوهج،‭ ‬لا‭ ‬ترتبط‭ ‬بزمان‭ ‬أو‭ ‬مكان،‭ ‬لأنها‭ ‬في‭ ‬تجدد‭ ‬مستمر،‭ ‬وفي‭ ‬تطور‭ ‬دائم،‭ ‬تتكيف‭ ‬مع‭ ‬الواقع،‭ ‬وتندمج‭ ‬في‭ ‬الحاضر،‭ ‬وتستشرف‭ ‬آفاق‭ ‬المستقبل‭ ‬المشرق‭ ‬للمغرب‭. ‬ولذلك‭ ‬لا‭ ‬يتغير‭ ‬فيها‭ ‬شيء‭ ‬أو‭ ‬ينقصها‭ ‬شيء‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تقترن‭ ‬بخطاب‭ ‬ملكي‭ ‬سامٍ،‭ ‬لأن‭ ‬الخطب‭ ‬الملكية‭ ‬جميعها‭ ‬تصب‭ ‬فيها،‭ ‬وتنطلق‭ ‬منها،‭ ‬وتتجاوب‭ ‬معها،‭ ‬وتستلهمها‭ ‬على‭ ‬الدوام،‭ ‬لخصوصياتها،‭ ‬ولفرادتها،‭ ‬ولتميزها‭ ‬عن‭ ‬الملاحم‭ ‬التاريخية‭ ‬كافة‭. ‬



في نفس الركن