2023 ماي 24 - تم تعديله في [التاريخ]

رغم الضغوطات.. المغرب يبقى المحتضن الرئيسي لمناورات الأسد الإفريقي لسنة 2023

استعدادا‭ ‬للنسخة‭ ‬التاسعة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬مناورات‭ ‬الأسد‭ ‬الإفريقي‭ ‬التي‭ ‬سيعرفها‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬2‭ ‬و16‭ ‬ يونيو‭ ‬المقبل،‭ ‬أعطت‭ ‬قيادة‭ ‬المنطقة‭ ‬الجنوبية‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية‭ ‬بأكادير‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬الإثنين‭ ‬الانطلاقة‭ ‬لسلسلة‭ ‬من‭ ‬التكوينات‭ ‬التمهيدية‭.‬



‭‬وأوضح‭ ‬بلاغ‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التكوينات‭ ‬التي‭ ‬ستستمر‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬يوم‭ ‬2‭ ‬يونيو‭ ‬المقيل‭ ‬تاريخ‭ ‬بداية‭ ‬المناورات‭ ‬المشتركة،‭ ‬سيستفيد‭ ‬منها‭ ‬ضباط،‭ ‬وضباط‭ ‬صف،‭ ‬وجنود‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية،‭ ‬وستتوج‭ ‬بشواهد‭ ‬للجنود‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التكوينات‭ ‬بمختلف‭ ‬رتبهم‭.‬

‭ ‬وتهم‭ ‬هذه‭ ‬التكوينات‭ ‬التي‭ ‬سيستفيد‭ ‬منها‭ ‬الجنود‭ ‬الذين‭ ‬سيشاركون‭ ‬في‭ ‬مناورات‭ ‬الأسد‭ ‬الإفريقي‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬التخصصات‭ ‬التي‭ ‬ستكون‭ ‬موضوعات‭ ‬للمناورات‭ ‬المشتركة‭ ‬،‭ ‬مثل‭  ‬التخطيط‭ ‬العملياتي‭ ‬،‭ ‬والجوانب‭ ‬القانونية‭ ‬،‭ ‬والإعلام‭ ‬العمومي‭ ‬،‭ ‬والتخطيط‭ ‬الطبي‭ ‬،‭ ‬والأمن‭ ‬السبراني‭ ‬،‭ ‬وتقنيات‭ ‬لتقييم‭ ‬التمارين‭.‬

وحسب‭ ‬بلاغ‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية،‭ ‬فإن‭ ‬النسخة‭ ‬التاسعة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬مناورات‭ ‬الأسد‭ ‬الإفريقي‭ ‬بين‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية‭ ‬والجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬بمشاركة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬والأوروبية‭ ‬ستجري‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬القنيطرة‭ ‬وأكادير،‭ ‬وطانطان،‭ ‬وتيزنيت،‭ ‬وبنجرير‭ ‬والمحبس‭.‬

وستشهد‭ ‬هذه‭ ‬النسخة‭ ‬كسابقاتها ‬تمرينات‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التخصصات‭ ‬العسكرية،‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬الخصوص‭ ‬الطيران‭  ‬وتمارين‭ ‬للرماية‭ ‬بالمدفعية‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬المحبس‭ ‬وتمارين‭ ‬للمشاة،‭ ‬ومحاكاة‭ ‬لعملية‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭. ‬

‭ ‬وستتميز‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬بمشاركة‭ ‬الحرس‭ ‬الوطني‭ ‬الأمريكي‭ ‬لتخليد‭ ‬20‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬العسكري‭ ‬مع‭ ‬المغرب‭.‬

وسيبقى‭ ‬المغرب‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬المحتضن‭ ‬الرئيسي‭ ‬لهذه‭ ‬المناورات‭ ‬العسكرية‭ ‬بين‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية،‭ ‬والقوات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الضغوطات‭ ‬التي‭ ‬مارسها‭  ‬بعض‭ ‬نواب‭ ‬الكونغريس‭ ‬الأمريكي‭ ‬المناصر‭ ‬للجزائر‭ ‬ولصنيعتها‭ ‬البوليساريو‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬جيمس‭ ‬إنهوف‭ ‬لنقل‭ ‬المقر‭ ‬الرئيسي‭ ‬لهذه‭ ‬المناورات‭ ‬إلى‭ ‬بلد‭ ‬اخر،‭ ‬حيث‭  ‬أن‭ ‬قيادة‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬ولاعتبارات‭ ‬تنظيمية‭ ‬أصرت‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬المغرب‭ ‬كمقر‭ ‬رئيسي‭ ‬نظرا‭ ‬للكفاءة‭ ‬العالية‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية‭ ‬وحسن‭ ‬تنظيمها،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الإبقاء‭ ‬جاء‭ ‬تنفيذا‭ ‬للإرادة‭ ‬السياسية‭ ‬للإدارة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكتف‭ ‬بذلك‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬وافقت‭ ‬على‭ ‬بيع‭ ‬المغرب‭ ‬معدات‭ ‬عسكرية‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬القوة‭ ‬والتطور‭ ‬،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬راجمات‭ ‬الصواريخ‭ ‬‮«‬‭ ‬هيمارس‮»، ‬‭ ‬ ‬وهي‭ ‬الراجمات‭ ‬التي‭ ‬جرى‭ ‬التدريب‭ ‬عليها‭  ‬في‭ ‬مناورات‭ ‬الأـسد‭ ‬الإفريقي‭ ‬للسنة‭ ‬الماضية،‭ ‬والتي‭ ‬سيجري‭ ‬التمرين‭ ‬عليها‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬أيضا‭ ‬،‭ ‬وبالضبط‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬المحبس‭  ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬تندوف‭ ‬،‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تحمله‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬رموز‭ ‬سياسية‭ ‬،‭ ‬أـولاها‭ ‬أنها‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ .‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬الاعتراف‭ ‬الأمريكي‭ ‬بمغربتيها،‭ ‬كما‭ ‬يفند‭ ‬هذا‭ ‬التمرين‭ ‬،‭ ‬الادعاءات‭  ‬والبلاغات‭ ‬الوهمية‭ ‬للحرب‭ ‬الخيالية‭ ‬التي‭ ‬تخوضها‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬في‭ ‬بلاغاتها‭ ‬اليومية‭ ‬والتي‭ ‬تدعي‭ ‬فيه‭ ‬قصف‭ ‬منطقة‭ ‬المحبس‭.‬

وكان‭ ‬الجيش‭ ‬الجزائري‭  ‬قد‭ ‬حاول‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬حوالي‭ ‬أسبوعين‭ ‬من‭ ‬مناورات‭ ‬الأسد‭ ‬الإفريقي‭ ‬التي‭ ‬تجريها‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية‭ ‬سنويا ‬مع‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬وجيوش‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬والإفريقية‭ ‬استباق‭ ‬الحدث،‭ ‬حيث‭ ‬أجرى‭ ‬تمرينا‭ ‬تكتيكيا‭ ‬بالذخيرة‭ ‬الحية،‭ ‬بالمنطقة‭ ‬العسكرية‭ ‬الثالثة‭ ‬بشار‭ ‬قرب‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬المغرب،‭  ‬وذلك‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬رئيس‭ ‬أركان‭ ‬الحرب‭ ‬السعيد‭ ‬شنقريحة،‭ ‬وهي‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تحت‭ ‬إمرته،‭ ‬قبل‭ ‬توليه‭ ‬قيادة‭ ‬الجيش‭ ‬البري،‭ ‬في‭ ‬غشت‭ ‬2018‭.‬

وأشار‭ ‬بيان‭ ‬لوزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الجزائرية،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التمرين‭ ‬التكتيكي‭ ‬نفذته‭ ‬وحدات‭ ‬الفرقة‭ ‬40‭ ‬للمشاة‭ ‬الميكانيكية‭ ‬مدعومة‭ ‬بوحدات‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬القوات‭ ‬والأسلحة‮»‬‭.‬

وعادة‭ ‬ما‭ ‬تعرف‭ ‬مناورات‭ ‬الجيش‭ ‬الجزائري‭ ‬التي‭ ‬تتم‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الحدود‭ ‬المغربية،‭ ‬استخدام‭ ‬الذخيرة‭ ‬الحية‭. ‬كما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬يناير‭ ‬2021،‭ ‬جنوب‭ ‬تندوف،‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬التمرين‭ ‬المعنون‭ ‬‮«‬الحزم‭ ‬2021‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬ماي‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬وهران‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مناورات‭ ‬يونيو‭ ‬عام ‭ ‬2022.

وجاءت‭ ‬هذه‭ ‬المناورات‭ ‬قبل‭ ‬أسبوعين‭ ‬من‭ ‬انطلاق‭ ‬‮«‬الأسد‭ ‬الأفريقي‭ ‬2023‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬تشرف‭ ‬على‭ ‬تنظيمه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والمغرب‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬22‭ ‬ماي‭ ‬إلى‭ ‬16‭ ‬يونيو‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬أكادير‭ ‬وطانطان‭ ‬والمحبس‭ ‬وتزنيت‭ ‬والقنيطرة‭ ‬وبن‭ ‬جرير‭ .‬

وتوجه‭ ‬مناورات‭ ‬الجيش‭ ‬الجزائري‭ ‬إلى‭ ‬الاستهلاك‭ ‬الداخلي‭ ‬الجزائري‭ ‬وإعطاء‭ ‬الانطباع‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬موجود‭ ‬،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬فشل‭ ‬كل‭ ‬المحاولات‭ ‬السياسية‭ ‬لإبعاد‭ ‬المغرب‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المناورات‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.

العلم:‭ ‬الرباط



في نفس الركن