2021 دجنبر 25 - تم تعديله في [التاريخ]

دينامية جديدة للتعاون المغربي الصيني في زمن الوباء

المغرب والصين يقدمان نموذجا للتآزر والتعاون في زمن الجائحة يتمثل في تصنيع وتعبئة اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.


العلم الإلكترونية - الرباط
 
أظهرت أزمة جائحة كورونا روابط صداقة وتعاون بين المغرب والصين، لم تقتصر على تقديم اللقاحات وتبادل الخبرات في المجال الصحي، وإنما الانخراط في مشروع طموح لتصنيع وتعبئة اللقاحات المضادة لكوفيد-19، في خطوة تعكس المستوى المتميز للعلاقات الثنائية وتعزز دينامية الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين والتي تمتد ثمارها إلى بلدان القارة الإفريقية.
 
وهكذا، ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في الخامس من يوليوز الماضي، بالقصر الملكي بفاس، حفل إطلاق وتوقيع اتفاقيات تتعلق بمشروع تصنيع وتعبئة اللقاح المضاد لكوفيد- 19 ولقاحات أخرى بالمغرب.
 
ويهدف هذا المشروع إلى إنتاج اللقاح المضاد لكوفيد ولقاحات أخرى رئيسية بالمملكة لتعزيز اكتفائها الذاتي، بما يجعل من المغرب منصة رائدة للبيوتكنولوجيا على الصعيد القاري والعالمي في مجال صناعة "التعبئة والتغليف".
 
ويروم المشروع، الذي يعد ثمرة شراكة بين القطاعين العام والخاص، إطلاق قدرة أولية على المدى القريب لإنتاج 5 ملايين جرعة من اللقاح المضاد لكوفيد-19 شهريا، قبل مضاعفة هذه القدرة تدريجيا على المدى المتوسط. وسيعبئ المشروع استثمارا إجماليا قدره 500 مليون دولار.
 
كما سجل المغرب حضورا قويا في المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي (فوكاك) الذي انعقد بديامنيديو قرب العاصمة السنغالية دكار، في نونبر الماضي.
 
وخلال هذا الحدث، أكد السيد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن المغرب يظل ملتزما بالعمل مع الصين ومن أجل إفريقيا لتحقيق تعاون "براغماتي ومتضامن".
 
وأبرز السيد بوريطة، في كلمة ألقاها نيابة عنه سفير المغرب بالسنغال الطالب برادة، أنه بغض النظر عن جائحة كوفيد-19، فإن المغرب الذي يعمل على الدوام لأن يكون محفزا ومحركا للتنمية وللسلام والأمن في إفريقيا، يجد نفسه بشكل طبيعي في المبادرات، التي تعزز التعاون جنوب جنوب، الفعال ومتعدد الأبعاد والمتضامن، مثل منتدى التعاون الصيني الإفريقي (فوكاك).
 
وسعى هذا الملتقى إلى خلق دينامية وإطلاق شراكات فعلية بين المقاولات في البلدين، إلى جانب تشجيع المقاولات الصينية على إقامة مشاريع استثمارية بسوس ماسة.
 
وتبدو آفاق التعاون بين المغرب والصين خلال السنة المقبلة واعدة بالنظر إلى حجم مشاريع التعاون التي تجمع بينهما وأيضا توجههما نحو تعزيز التعاون مع القارة الإفريقية، وفق أسس متينة تعززت بفضل الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للصين سنة 2016، والتي تميزت بتوقيع قائدي البلدين على شراكة استراتيجية ثنائية.
 



في نفس الركن