2024 أكتوبر 14 - تم تعديله في [التاريخ]

دلالة‭ ‬النداء‭ ‬العاجل‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للشعب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعبئة‭ ‬و‭ ‬اليقظة


العلم الإلكترونية - الرباط 

تضمن‭ ‬الخطاب‭ ‬السامي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬وأيده،‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬الدورة‭ ‬البرلمانية‭ ‬الجديدة،‭ ‬نداء‭ ‬عاجلاً‭ ‬وقوياً‭ ‬إلى‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي،‭ ‬للمزيد‭ ‬من‭ ‬التعبئة‭ ‬واليقظة،‭ ‬لمواصلة‭ ‬تعزيز‭ ‬موقف‭ ‬بلادنا،‭ ‬والتعريف‭ ‬بعدالة‭ ‬قضيتنا‭ ‬‮ ‬والتصدي‭ ‬لمناورات‭ ‬الخصوم،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬شرح‭ ‬أسس‭ ‬الموقف‭ ‬المغربي‭ ‬للدول‭ ‬الصديقة،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تسير‭ ‬ضد‭ ‬منطق‭ ‬الحق‭ ‬و‭ ‬التاريخ،‭ ‬و‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إقناعها‭ ‬بالحجج‭ ‬و‭ ‬الأدلة‭ ‬القانونية‭ ‬والسياسية‭ ‬والتاريخية‭ ‬والروحية‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬شرعية‭ ‬مغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬،‭ ‬انسجاماً‭ ‬مع‭ ‬المقاربة‭ ‬المبتكرة‭ ‬التي‭ ‬اقتضت‭ ‬أن‭ ‬نمر‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬وحدتنا‭ ‬الترابية‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬التدبير‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬التغيير‭ ‬داخلياً‭ ‬و‭ ‬خارجياً،‭ ‬والانتقال‭ ‬من‭ ‬مقاربة‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬إلى‭ ‬أخذ‭ ‬المبادرة‭ ‬والتحلي‭ ‬بالحزم‭ ‬والاستباقية‭. ‬وهو‭ ‬النهج‭ ‬القويم‭ ‬الذي‭ ‬اعتمده‭ ‬المغرب‭ ‬وعمل‭ ‬به‭ ‬بكل‭ ‬عزمٍ‭ ‬و‭ ‬تأنٍ‭ ‬و‭ ‬برؤية‭ ‬واضحة،‭ ‬مستعملاً‭ ‬كل‭ ‬الوسائل‭ ‬والإمكانات‭ ‬المتاحة،‭ ‬للتعريف‭ ‬بعدالة‭ ‬موقف‭ ‬بلادنا‭ ‬و‭ ‬بحقوقنا‭ ‬التاريخية‭ ‬والمشروعة‭ ‬في‭ ‬صحرائنا‭ .‬
 
‭ ‬وهذه‭ ‬مهمة‭ ‬جليلة‭ ‬القدر‭ ‬سامية‭ ‬القصد‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬المهام‭ ‬الوطنية‭ ‬وأشرفها‭ ‬و‭ ‬أنبلها‭ ‬،‭ ‬دعا‭ ‬إليها‭ ‬جلالة‭ ‬العاهل‭ ‬الكريم،‭ ‬نصره‭ ‬الله،‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬يجتازها‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬باعتبارها‭ ‬القضية‭ ‬الأولى‭ ‬لجميع‭ ‬المغاربة‭ .‬
 
إن‭ ‬النهوض‭ ‬بهذه‭ ‬المهمة‭ ‬الوطنية،‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬يفي‭ ‬بالقصد،‭ ‬ويُفضي‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬السامي‭ ‬منها،‭ ‬يقتضي‭ ‬تضافر‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الوطنية‭ ‬الرسمية‭ ‬و‭ ‬الحزبية‭ ‬والمدنية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التنسيق‭ ‬بينها،‭ ‬بما‭ ‬يُضفي‭ ‬النجاعة‭ ‬اللازمة‭ ‬على‭ ‬أدائها‭ ‬وتحركاتها،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ .‬
 
‮ ‬ولأن‭ ‬المهام‭ ‬الوطنية‭ ‬الكبرى‭ ‬والأشد‭ ‬حساسية،‭ ‬تتطلب‭ ‬انخراط‭ ‬مختلف‭ ‬أشكال‭ ‬التدخل‭ ‬ذات‭ ‬التأثير‭ ‬القوي‭ ‬و‭ ‬الفاعل،‭ ‬ومنها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الحزبية‭ ‬والبرلمانية‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬الدور‭ ‬الفاعل،‭ ‬في‭ ‬كسب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الاعتراف‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء،‭ ‬وتوسيع‭ ‬الدعم‭ ‬لمبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬باعتبارها‭ ‬الحل‭ ‬الوحيد‭ ‬لهذا‭ ‬النزاع‭ ‬الإقليمي‭ ‬المفتعل‭. ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دعا‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬رعاه‭ ‬الله،‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬مجلسي‭ ‬البرلمان‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬وضع‭ ‬هياكل‭ ‬داخلية‭ ‬ملائمة،‭ ‬بموارد‭ ‬بشرية‭ ‬مؤهلة،‭ ‬مع‭ ‬اعتماد‭ ‬معايير‭ ‬الكفاءة‭ ‬والاختصاص‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬الوفود،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬اللقاءات‭ ‬الثنائية،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الجهوية‭ ‬والدولية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬وضحه‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬بتفصيل‭ ‬يقتضيه‭ ‬المقام‭ . ‬‮ ‬
 
‮ ‬فهذه‭ ‬إذاً،‭ ‬تعبئة‭ ‬وطنية‭ ‬جامعة،‭ ‬لمواجهة‭ ‬متطلبات‭ ‬المرحلة‭ ‬الجديدة‭ ‬المثقلة‭ ‬بالتحديات،‭ ‬وللانخراط‭ ‬في‭ ‬مقاربة‭ ‬أخذ‭ ‬المبادرة‭ ‬والتحلي‭ ‬بالحزم‭ ‬والاستباقية‭ ‬واليقظة‭ ‬الواعية‭ ‬والقراءة‭ ‬المتعمقة‭ ‬‮ ‬للاحتمالات‭ ‬المستقبلية‭ ‬كافة‭ .‬
 
وفي‭ ‬جميع‭ ‬الأحوال،‭ ‬وتحت‭ ‬كل‭ ‬الظروف،‭ ‬و‭ ‬بلغت‭ ‬ما‭ ‬بلغته‭ ‬خطورة‭ ‬المناورات‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬فتئ‭ ‬خصوم‭ ‬بلادنا‭ ‬يحيكون‭ ‬خيوطها‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬المغرب،‭ ‬وبقيادته‭ ‬الملكية‭ ‬الرشيدة،‭ ‬سيظل‭ ‬دائماً‭ ‬حازماً‭ ‬في‭ ‬موقفه،‭ ‬و‭ ‬فياً‭ ‬لنهج‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬محيطه‭ ‬المغاربي‭ ‬والجهوي،‭ ‬بما‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المشتركة‭ ‬لشعوب‭ ‬المنطقة‭. ‬وتلك‭ ‬رسالة،‭ ‬من‭ ‬جملة‭ ‬رسائل‭ ‬وجهها‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي،‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬يهمه‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬يدأبون‭ ‬على‭ ‬السير‭ ‬ضد‭ ‬منطق‭ ‬الحق‭ ‬والتاريخ،‭ ‬ولا‭ ‬يرضخون‭ ‬للحقائق‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬يصرون‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الضلال‭ ‬والخبل‭ ‬والوهم‭.‬
 
وفي‭ ‬رسالة‭ ‬مبطنة‭ ‬وجهها‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬إلى‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الأوروبية،‭ ‬شكر‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬أعز‭ ‬الله‭ ‬أمره،‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تتعامل‭ ‬اقتصادياً‭ ‬واستثمارياً‭ ‬مع‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬للمملكة،‭ ‬و‭ ‬تعزز‭ ‬موقعها‭ ‬باعتبارها‭ ‬محوراً‭ ‬للتواصل‭ ‬والتبادل‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬وعمقه‭ ‬الأفريقي،‭ ‬كما‭ ‬تضعها‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬المبادرات‭ ‬القارية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬وفقه‭ ‬الله،‭ ‬كمشروع‭ ‬أنبوب‭ ‬الغاز‭ ‬المغرب‭- ‬نيجيريا،‭ ‬ومبادرة‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية‭ ‬الأطلسية‭ ‬،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مبادرة‭ ‬تمكين‭ ‬دول‭ ‬الساحل‭ ‬من‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الأوروبية‭ ‬إياه،‭ ‬لا‭ ‬يهم‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬شيء،‭ ‬ولا‭ ‬تأثير‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاستثماري‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ .‬
 
نعم‭ ‬،‭ ‬لقد‭ ‬ظهر‭ ‬الحق‭ ‬اليوم‭ ‬و‭ ‬الحمد‭ ‬لله،‭ ‬والحق‭ ‬يعلو‭ ‬ولا‭ ‬يعلى‭ ‬عليه،‭ ‬والقضايا‭ ‬العادلة‭ ‬تنتصر‭ ‬دائماً‭. ‬وصدق‭ ‬الله‭ ‬العظيم‭ ‬إذ‭ ‬قال‭ ‬سبحانه‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬العزيز‭ ‬من‭ ‬سورة‭ ‬الإسراء‭ ‬الآية‭ ‬81‭ ‬‮ ‬‭(‬وقل‭ ‬جاء‭ ‬الحق‭ ‬و‭ ‬زهق‭ ‬الباطل‭ ‬إن‭ ‬الباطل‭ ‬كان‭ ‬زهوقاً‭ ). ‬و‭ ‬إيراد‭ ‬هذه‭ ‬الآية‭ ‬الكريمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخطاب‭ ‬له‭ ‬دلالة‭ ‬عميقة‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬خصوم‭ ‬وحدتنا‭ ‬الترابية،‭ ‬أن‭ ‬يبحثوا‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬كتب‭ ‬التفاسير‭ .‬
 
وفي‭ ‬الجملة‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي،‭ ‬هو‭ ‬وبكل‭ ‬المعايير،‭ ‬خطاب‭ ‬المرحلة،‭ ‬وبقدرما‭ ‬هو‭ ‬نداء‭ ‬قوي‭ ‬الدلالة‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬نصره‭ ‬الله،‭ ‬إلى‭ ‬شعبه‭ ‬الوفي،‭ ‬يعبر‭ ‬أوفى‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬التعبير،‭ ‬عن‭ ‬دخول‭ ‬المغرب‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬التغيير‭ ‬داخلياً‭ ‬وخارجياً،‭ ‬وانتقاله‭ ‬إلى‭ ‬مقاربة‭ ‬أخذ‭ ‬المبادرة‭ ‬والتحلي‭ ‬بالحزم‭ ‬القاطع‭ ‬وبالاستباقية‭ ‬الاستشرافية‭ . ‬



في نفس الركن