2024 يونيو/جوان 10 - تم تعديله في [التاريخ]

دلالة‭ ‬استنكار‭ ‬المغرب‭ ‬بقوة‭ ‬الاقتحامات‭ ‬المتكررة‭ ‬للمسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬ورفضه‭ ‬المطلق‭ ‬لتقويض‭ ‬الوضع‭ ‬القانوني‭ ‬و‭ ‬التاريخي‭ ‬للقدس


العلم الإلكترونية - الرباط 

جاء‭ ‬الاستنكار‭ ‬الشديد‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬وشجبها‭ ‬القوي‭ ‬لاقتحام‭ ‬باحات‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬المبارك‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬بعض‭ ‬المتطرفين‭ ‬اليهود‭ ‬وأتباعهم‭ ‬وقيامهم‭ ‬بممارسات‭ ‬استفزازية‭ ‬تنتهك‭ ‬حرمته،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬للتأكيد‭ ‬على‭ ‬الالتزام‭ ‬الدائم‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬التي‭ ‬تتحملها‭ ‬باعتبار‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬أيده‭ ‬الله،‭ ‬رئيساً‭ ‬للجنة‭ ‬القدس‭ ‬المنبثقة‭ ‬عن‭ ‬منظمة‭ ‬التعاونالإسلامي‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬الإرادة‭ ‬الجماعية‭ ‬للدول‭ ‬السبع‭ ‬والخمسين‭ ‬الأعضاء‭ ‬فيها‭. ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬شددت‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الأفريقي‭ ‬والمغاربة‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج،‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬لها،‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الطابع‭ ‬الحضاري‭ ‬والإسلامي‭ ‬للمسجد‭ ‬الأقصى،‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬أولى‭ ‬القبلتين‭ ‬وثالث‭ ‬الحرمين،‭ ‬وتفادي‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬التصعيد‭ ‬والاستفزاز‭ .‬
 
لقد‭ ‬تصاعدت‭ ‬حدة‭ ‬الاستفزازات‭ ‬التي‭ ‬يتزعمها‭ ‬بعض‭ ‬أعضاء‭ ‬الحكومة‭ ‬والكنيست‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وبلغت‭ ‬ذروتها‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الماضي‭ ‬و‭ ‬ستستمر‭ ‬إلى‭ ‬يوم‭ ‬غد،‭ ‬لتكمل‭ ‬أسبوعاً،‭ ‬احتفالاً‭ ‬بعيد‭ ‬الفصح‭ ‬اليهودي،‭ ‬و‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مسيرة‭ ‬الأعلام،‭ ‬وفي‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بيوم‭ ‬توحيد‭ ‬القدس،‭ ‬بحسب‭ ‬التقويم‭ ‬العبري،‭ ‬وإحياء‭ ‬لذكرى‭ ‬احتلال‭ ‬الشطر‭ ‬الشرقي‭ ‬من‭ ‬القدس‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1967‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬صار‭ ‬عند‭ ‬إسرائيل‭ ‬عيداً‭ ‬مقدساً‭. ‬وتتم‭ ‬هذه‭ ‬الاستفزازات‭ ‬المخالفة‭ ‬لكل‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية‭ ‬،‭ ‬يومياً‭ ‬وتحت‭ ‬حراسة‭ ‬شرطية‭ ‬مشددة،‭ ‬وبدعوة‭ ‬من‭ ‬جماعات‭ ‬يمينية‭ ‬إسرائيلية‭ ‬متطرفة،‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬إيتمار‭ ‬بن‭ ‬غفير‭ ‬وزير‭ ‬الأمن‭ ‬القومي،‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬الكنيست،‭ ‬وزعيم‭ ‬لحزب‭ ‬الصهيونية‭ ‬الدينية،‭ ‬ومعه‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بتسلئيل‭ ‬سموتريتش،‭ ‬الذي‭ ‬سبق‭ ‬وأن‭ ‬صرح‭ ‬بأن‭ ‬سكان‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬نازيون‭ ‬،‭ ‬مشدداً‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬إعادة‭ ‬الاستيطان‭ ‬بالقطاع‭ ‬للسيطرة‭ ‬عليه‭ .‬
 
هذان‭ ‬الوزيران‭ ‬اليمينيان‭ ‬المتشددان‭ ‬هما‭ ‬من‭ ‬يسيران‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الاقتحامات‭ ‬لباحات‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬المبارك،‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬برئاسة‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو،‭ ‬مشاركة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الاستفزازات‭ ‬للمصلين‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى،‭ ‬والانتهاكات‭ ‬للشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬باحتلال‭ ‬إسرائيل‭ ‬للمدينة‭ ‬المقدسة‭ ‬سنة‭ ‬1967‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬بضمها‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1981‭.‬
 
ولأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تواصل‭ ‬تنفيذ‭ ‬إجراءات‭ ‬مكثفة‭ ‬لتهويد‭ ‬القدس‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬وطمس‭ ‬هويتها‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬حسب‭ ‬بيان‭ ‬لدائرة‭ ‬الأوقاف‭ ‬الإسلامية‭ ‬بالقدس،‭ ‬التابعة‭ ‬للوصاية‭ ‬الهاشمية،‭ ‬ولأن‭ ‬سياسة‭ ‬التهويد‭ ‬سارية‭ ‬التنفيذ،‭ ‬فإن‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬شددت‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬لوزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬إحلال‭ ‬السلام‭ ‬العادل‭ ‬والشامل‭ ‬وترسيخ‭ ‬الاستقرار‭ ‬المستدام‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬يبقى‭ ‬رهيناً‭ ‬بقيام‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬1967،‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬وفقاً‭ ‬لقرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية،‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ .‬
 
وهكذا‭ ‬تكون‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬تضع‭ ‬اقتحام‭ ‬المستوطنين‭ ‬المتطرفين‭ ‬اليهود‭ ‬لباحات‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى،‭ ‬يتقدمهم‭ ‬وزيران‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬في‭ ‬الإطار‭ ‬العام‭ ‬وفي‭ ‬صلب‭ ‬المشكل‭ ‬القائم‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬1967،‭ ‬فجمع‭ ‬بيان‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬بين‭ ‬القضيتين‭ ‬الجزئية‭ ‬والكلية،‭ ‬لأنهما‭ ‬في‭ ‬العمق‭ ‬والأصل‭ ‬قضية‭ ‬واحدة،‭ ‬هي‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬والانتهاك‭ ‬الدائم‭ ‬والمستفز‭ ‬للمسجد‭ ‬الأقصى‭ .‬
 
ويدخل‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬الثابت‭ ‬حيال‭ ‬قضية‭ ‬القدس‭ ‬الشريف،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الالتزام‭ ‬الدائم‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬عمومياتها‭ ‬و‭ ‬تفاصيلها،‭ ‬باعتبار‭ ‬أنها‭ ‬قضية‭ ‬تحرير‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وقيام‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬1967‭ ‬عاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ .‬
 
هنا‭ ‬تكمن‭ ‬دلالة‭ ‬استنكار‭ ‬المغرب‭ ‬لاقتحامات‭ ‬المتطرفين‭ ‬اليهود‭ ‬لباحات‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬وأتباعهم‭ ‬وقيامهم‭ ‬بممارسات‭ ‬استفزازية‭ ‬تنتهك‭ ‬حرمته‭ ‬المقدسة‭. ‬وتلك‭ ‬هي‭ ‬السياسة‭ ‬الحكيمة‭ ‬التي‭ ‬تنهجها‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬بالقيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬و‭ ‬أعز‭ ‬أمره‭.‬



في نفس الركن