العلم الإلكترونية - الرباط
قال وزير الادماج الاقتصادي والمقاولة الصغيرة والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، اليوم الثلاثاء بدبي، إن إنشاء مدن للمعرفة، رهين بإصلاح التصميم المؤسساتي، داعيا الحكومات إلى اتخاذ موقف ذكي وصارم من اجل التعاطي مع الحركية المهنية التي فرضتها ظروف ما بعد جائحة كوفيد 19.
قال وزير الادماج الاقتصادي والمقاولة الصغيرة والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، اليوم الثلاثاء بدبي، إن إنشاء مدن للمعرفة، رهين بإصلاح التصميم المؤسساتي، داعيا الحكومات إلى اتخاذ موقف ذكي وصارم من اجل التعاطي مع الحركية المهنية التي فرضتها ظروف ما بعد جائحة كوفيد 19.
وأوضح السيد السكوري في تدخل له خلال ورشة في موضوع "بناء الغد .. مخطط لإنشاء مدن المعرفة"، نظمت في اطار فعاليات "قمة المعرفة 2023"، أن المؤشرات التي يتم وضعها في إطار تصميم سياسات المعرفة والسياسات الاقتصادية والتنموية وسياسات المدينة، تقيس الواقع وليس التجربة التي يعيشها الأفراد يوميا،" وهو ما يفسر حالتهم النفسية ومدى انخراطهم الحقيقي في بناء المجتمع واستشراف المستقبل"، مشيرا في هذا السياق إلى أن المعرفة تنطوي على أمور لامادية عبارة عن تعلمات لا يمكن قياسها مع العالم المادي.
ولاحظ الوزير انه لا وجود لعنصر المعرفة كاختصاص قائم الذات ضمن اختصاصات المدن ، مبرزا أن تدبير المعرفة اضحى أمرا استعجاليا كاختصاص مؤسساتي جديد على المستوى المحلي.
وأكد في هذا الصدد أن ذلك يطرح السؤال حول ما إذا كان سيتم الاستثمار في المدارس او الجامعات او المقاولات، حاثا المجتمع المدني على الانخراط من أجل تحقيق هذا الهدف .
وأشار السيد السكوري الى أن العالم شهد بعد جائحة كوفيد 19 ظاهرة جديدة تتمثل في "تنقل او حركية مهنية" من أجل العمل، داعيا في هذا السياق الحكومات الى اتخاذ موقف ذكي وصارم من اجل التعاطي مع هذه الظاهرة.
وقال الوزير إنه "لا يمكن احداث شرخ في مجتمعاتنا بين من سيركب قطار المعرفة ومن سيتخلف عنه " مبرزا أن التعلم مدى الحياة يقع داخل المقاولة التي تشغل والتي تعتبر من مشاتل المعرفة التي لا يمكن فصلها عن الحياة اليومية للناس.
وأكد في هذا السياق أنه من الضروري اعتماد سياسات من أجل ضخ المعرفة وسط المقاولات كنموذج جديد يقوم على تخصيص حصة لاكتساب المعرفة والمهارات في ميادين عدة، مستشهدا في هذا الصدد بتجربة المغرب في مجال مدن المهن والكفاءات التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بطاقة تفوق 40 الف من المتدربين والمتدربات لتعلم احدث التقنيات.
وتشكل قمة المعرفة 2023 التي افتتحت اليوم منصة لطرح الرؤى والأفكار واستعراض أفضل الممارسات من أجل إيجاد حلول للتحديات التي تواجه العالم، وكيفية انشاء مدن المعرفة ومواكبة الثورة الصناعية الخامسة.
وتتضمن القمة، التي يشارك فيها مسؤولون وخبراء وباحثون، جلسات حوارية تتناول مواضيع متعددة من قبيل العيش في ظل الثورة الصناعية الخامسة وأهداف التنمية المستدامة، كما تناقش التقدم في صناعة التكنولوجيا الحيوية وطرح استراتيجيات لعالم خالٍ من النفايات وتسليط الضوء على أبرز الابتكارات في مجال الصحة الرقمية واستعراض أبرز الحلول الذكية في مجال الأمن الغذائي الزراعي وتقنيات وحلول مستدامة تضمن التغذية لأجيال المستقبل.
وستتطرق القمة بشكل معمق لمحاور حول تعزيز دور المعرفة في بناء اقتصادات ومجتمعات المستقبل ودراسة سبل توظيف التقنيات المبتكرة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ومواجهة التحديات العالمية وتحفيز الإبداع والابتكار وتسريع وتسهيل الوصول إلى الموارد المعرفية بالاستعانة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وستشهد القمة الإعلان عن نتائج مؤشر المعرفة العالمي 2023 الذي يعد ثمرة الشراكة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، كما ستستعرض جلساتها نتائج الدول العربية في المؤشر.
وتبحث القمة أيضا أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة بالقضاء على الفقر وحماية كوكب الأرض وسبل ضمان تمتع جميع شعوب العالم بالسلام والازدهار بحلول عام 2030.
وتتضمن القمة 43 جلسة تتناول عدة مواضيع ضمنها الصحة الرقمية واستراتيجيات السياحة المستدامة وأدوات تحول التعليم وبناء مدن المعرفة والجيل الخامس من التقنيات التعليمية وتأثير الثورة الصناعية الخامسة على ريادة الشركات الناشئة وصناعة التكنولوجيا الحيوية وسبل تعزيز الأمن السيبراني والإعلام وصناعة المحتوى في ظل تقنيات الذكاء الاصطناعي.