2024 نونبر 25 - تم تعديله في [التاريخ]

خَلوة‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الرباط‭ ‬حدثٌ‭ ‬متميزٌ‭ ‬عميق‭ ‬الدلالة‭ ‬


العلم الإلكترونية - الرباط 

استضافت‭ ‬المملكة‭ ‬المغريية‭ ‬يومي‭ ‬21‭ ‬و‭ ‬22‭ ‬نوفمبر‭ ‬الجاري‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الرباط‭ ‬،‭ ‬خَلوة‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬،‭ ‬افتتحت‭ ‬بكلمتين‭ ‬لناصر‭ ‬بوريطة‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الأفريقي‭ ‬والمغاربة‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج،‭ ‬فولكر‭ ‬تورك‭ ‬المفوض‭ ‬السامي‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬وعُدت‭ ‬هذه‭ ‬الخَلوة‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬بمبادرة‭ ‬من‭ ‬الرئاسة‭ ‬المغربية،‭ ‬اجتماعاً‭ ‬عاليَ‭ ‬المستوى‭ ‬للتفكير‭ ‬وتبادل‭ ‬الآراء‭ ‬بشأن‭ ‬وضعية‭ ‬المجلس‭ ‬ومستقبله،‭ ‬وهي‭ ‬بذلك‭ ‬خطوة‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬التزام‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬بتعزيز‭ ‬دورها‭ ‬الفاعل‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬القيم‭ ‬العالمية‭ ‬والمبادئ‭ ‬الكونية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬ومنظمات‭ ‬أخرى،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحسين‭ ‬المناخ‭ ‬العالمي‭ ‬لاحترام‭ ‬مبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي‭ .‬
 
وبحسب‭ ‬التوصيف‭ ‬الحديث‭ ‬الذي‭ ‬يعتمده‭ ‬علم‭ ‬النفس،‭ ‬فإن‭ ‬خلوة‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬هي‭ ‬عصف‭ ‬ذهني‭ ‬للنقاش‭ ‬والتفكير‭ ‬والتأصيل‭ ‬والتقعيد‭ ‬لمفاهيم‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬والبحث‭ ‬في‭ ‬وضعية‭ ‬هذا‭ ‬المجلس‭ ‬الدولي‭ ‬والنهوض‭ ‬به‭ ‬وجعله‭ ‬يستجيب‭ ‬لمتطلبات‭ ‬الوظائف‭ ‬المحددة‭ ‬له‭ ‬بقرار‭ ‬من‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وحمايتها‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬معالجة‭ ‬حالات‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭.‬
 
ووفق‭ ‬المقاييس‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والهيئات‭ ‬والمنظمات‭ ‬التابعة‭ ‬لها،‭ ‬فإن‭ ‬اختيار‭ ‬الرباط‭ ‬مقراً‭ ‬لهذه‭ ‬الخَلوة،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬تحديداً،‭ ‬أمرٌ‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية‭ ‬له‭ ‬دلالات‭ ‬عميقة،‭ ‬لاعتبارات‭ ‬ثلاثة،‭ ‬أولها‭ ‬أن‭ ‬الرئاسة‭ ‬المغربية‭ ‬لمجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬التي‭ ‬يمثلها‭ ‬السفير‭ ‬عمر‭ ‬زنيبر‭ ‬المندوب‭ ‬الدائم‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬لدى‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬تتميز‭ ‬بدينامية‭ ‬نشيطة‭ ‬وفاعلة،‭ ‬تحظى‭ ‬بالتقدير‭ ‬العميق‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬47‭ ‬دولة‭ ‬عضواً‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬انتخبتهم‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لمدة‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬و‭ ‬ثانيها‭ ‬أن‭ ‬سجل‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬أصبح‭ ‬جاذباً‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬القاري‭ ‬والدولي،‭ ‬وجديراً‭ ‬بالتأمل‭ ‬والاعتبار‭ ‬والاحتذاء‭ ‬به،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتجلى‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الحقوقية‭ ‬التي‭ ‬ينهجها‭ ‬المغرب‭ ‬خلال‭ ‬العقدين‭ ‬الأخيرين‭. ‬
 
أما‭ ‬ثالث‭ ‬هذه‭ ‬الاعتبارات‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬ملف‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬جاذباً‭ ‬وباعثاً‭ ‬على‭ ‬التقدير‭ ‬والإشادة،‭ ‬فيتمثل‭ ‬في‭ ‬عبقرية‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬والحقوقية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬وأيده،‭ ‬الذي‭ ‬ارتقى‭ ‬برؤيته‭ ‬المستنيرة‭ ‬وبحكمته‭ ‬البالغة،‭ ‬بمستويات‭ ‬احترام‭ ‬المغرب‭ ‬لمبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭ ‬دولياً،‭ ‬إلى‭ ‬مرتبة‭ ‬لم‭ ‬تصلها‭ ‬أية‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬أفريقيا‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬بلادنا‭ ‬أهلاً‭ ‬لاستضافة‭ ‬خَلوة‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وجديرةً‭ ‬برعايتها‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬قدوةً‭ ‬لمن‭ ‬شاء‭ ‬أن‭ ‬يسير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الالتزام‭ ‬الكامل‭ ‬بمنظومة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬عرفت‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬مصادر‭ ‬حقوقية‭ ‬جديدة،‭ ‬فلم‭ ‬تبقَ‭ ‬محصورةً‭ ‬في‭ ‬الإعلان‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بتاريخ‭ ‬10‭ ‬ديسمبر‭ ‬سنة‭ ‬1948‭.‬
 
وجاءت‭ ‬المباحثات‭ ‬التي‭ ‬أجراها‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الأفريقي‭ ‬والمغاربة‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج،‭ ‬مع‭ ‬مفوض‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬السامي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬حين‭ ‬استقباله‭ ‬في‭ ‬مكتبه،‭ ‬لتعزيز‭ ‬المكتسبات‭ ‬التي‭ ‬حققها‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬و‭ ‬لبحث‭ ‬القضايا‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬المشترك،‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بترسيخ‭ ‬قواعد‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وحمايتها‭ . ‬وهي‭ ‬قضايا‭ ‬على‭ ‬جانب‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬،‭ ‬للمغرب‭ ‬دور‭ ‬فاعل‭ ‬و‭ ‬تجربة‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬بحثها‭ ‬و‭ ‬بلورتها‭ ‬و‭ ‬معالجتها‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التزامه‭ ‬الكامل‭ ‬بالقانون‭ ‬الدولي‭ ‬وبمقاصد‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وبمبادئ‭ ‬الإعلان‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وبالعهود‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭.‬
 
ويجوز‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬المغرب‭ ‬،‭ ‬حين‭ ‬استضاف‭ ‬خَلوة‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬بمبادرة‭ ‬من‭ ‬الرئاسة‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬صار‭ ‬مثار‭ ‬الاهتمام‭ ‬العالمي‭ ‬باعتباره‭ ‬كان‭ ‬مقراً‭ ‬للعصف‭ ‬الذهني‭ ‬ومنطلقاً‭ ‬للتفكير‭ ‬المنهجي‭ ‬المتأني‭ ‬والمتعمق،‭ ‬في‭ ‬حاضر‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وفي‭ ‬مستقبله‭ ‬‭.‬
 
وتلك‭ ‬هي‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬تعرف‭ ‬دينامية‭ ‬إيجابية‭ ‬وفاعلة‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬الرؤية‭ ‬الواضحة‭ ‬المستنيرة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬نصره‭ ‬الله‭ ‬و‭ ‬وفقه‭ .‬



في نفس الركن