ولأنّ زمن الأزمات، هو زمن الشائعات بامتياز، فإن المغاربة يطرحون أسئلة أخرى يمليها تلاحق الأخبار الزائفة حول اللقاح منها؛ هل سيكون اللقاح مجانا؟ وهل سيكون إجباريا؟ وهل سيستفيد منه مئات الآلاف من المغاربة الذين سبقت إصابتهم بالفيروس؟ وهل تكفي ثلاثة أشهر المعلنة لتلقيح 25 مليون مواطن؟ وما مدى أمان هذا اللقاح صحيا؟ ومدة حمايته؟
كما يتم توجيه عدة انتقادات للوزارة الوصية في هذا الصدد، منها؛ التساؤل حول سبب عدم إطلاق الوزارة في الوقت المناسب لحملة تواصلية تزيل الغموض وتدحر الدعايات الكاذبة بشأن اللقاح؟ ولماذا تحجم اللجنة العلمية عن عقد ندوة صحافية تخبر الرأي العام بتفاصيل العملية؟
في هذا السياق، قال شريف شفشاوني منتصر، أستاذ الجراحة بكلية الطب والصيدلة في الرباط، إن المعلومات الدقيقة حول أسئلة المغاربة منعدمة حتى الآن، مقدرا في تصريح لـ"العلم"، ألاّ تبدأ عملية التلقيح في المملكة إلا في أواخر دجنبر المقبل، وذلك لحيثيات منها أن الوزارة لم تتوصل بعدُ باللقاح، وأنها مطالبة بإطلاق عملية تواصلية حول العملية تستغرق ثلاثة أسابيع على الأقل.
وحول نجاعة لقاح "سينوفارم" الصيني المزمع اقتناؤُه، أكد البروفيسور شفشاوني، أنه آمن بخلاف الادعاءات التي يتم تسويسقها.
وأضاف أنه طريقة صنعه تقليدية، حيث يتم تعطيل الفيروس (قلته) وأخذ بروتينه لحقنه للفئة المستهدفة بغية خلق مضادات الأجسام الواقية من الفيروس النشط، موضحا أن جميع اللقاحات التي يتلقاها المغاربة في الصغر مصنعة بهذه المنهجية التي تعود لنحو قرن من الزمن، بخلاف لقاحات "موديرنا" و"أسترازينيكا" التي تطرح عدة إشكالات.
وتوقع المدير السابق لعدة مستشفيات جامعية بالمغرب، أن مدة ثلاثة أشهر المعلنة كافية لتلقيح الفئة المستهدفة من المغاربة (25 مليون نسمة)، موضحاً أن 2888 محطة تلقيح التي تم إعدادها، وبكل واحد منها 5 من الممرضين يلقحون مواطنا في معدل زمني قدره دقيقتان، بمقدورها تلقيح 300 ألف مواطن في اليوم.
واستبعد الخبير ذاته، فرضية إجبار المغاربة على اللقاح، مشيرا إلى أن الوصول إلى تلقيح ما بين 70 و80 في المائة من الفئة المستهدفة، تجعل الجميع محميا طبقا لمبدأ مناعة القطيع. وتوقع أن يكون اللقاح مجانا بالنسبة لأصحاب التغطية الصحية والراميد.
من جهتهما، توقع كل من البروفيسور شكيب عبد الفتاح، والبروفيسور كمال مرحوم الفيلالي، عضوي اللجنة العلمية والتقنية لتتبع كورونا، ألا تعود الحياة إلى طبيعتها في بلادنا إلا في شهر شتنبر 2021، رابطين ذلك خلال مشاركتهما في برنامج "حديث مع الصحافة على القناة الثانية الأربعاء الماضي، بالتزام المواطنين بالخضوع للتلقيح وبارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي.
وأجمع الخبراء الثلاثة، على أن الأشخاص الذين مروا بالإصابة بفيروس كورونا المستجد مطالبون بدورهم بالخضوع للتلقيح، خاصة الذين لم تظهر عليهم أعراض المرض أو كانت خفيفة.
في المقابل، يجهر عزيز غالي، الصيدلي والخبير السابق لدى منظمة الصحة العالمية، بتشكيكه في اللقاح الصيني، ويقول إنه في ظل تكتم وزارة الصحة الشديد النابع من ترددها، لا أحد يعرف متى ستنطلق عملية تلقيح المغاربة ضد كوفيد-19، مضيفا في تصريح لـ"العلم" أن أقرب تقدير لتاريخ الشروع في ذلك هو الأسبوع الثاني من دجنبر المقبل.
وعاب غالي، على اللجنة العلمية والتقنية لتتبع وباء كورونا ما وصفه ببطء وتيرة عملها، وعدم تنظيمها لندوة صحافية تخبر فيها الرأي العام المغربي بتفاصيل العملية المزمعة، مضيفا أن تصريحات مسؤولي وزارة الصحة تضعنا أمام ثلاثة لقاحات سيقتنيها المغرب، علما أن الشركات المنتجة لها جميعا لم تحصل بعد على الموافقة النهائية لاستخدامها.
العلم: عبد الناصر الكواي