وأوضح جون نيرن، كبير مستشاري الحر الشديد في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التي تتخذ في جنيف مقراً، «ستصبح موجات الحر أكثر شدة وأكثر تواتراً».
فالقبة الحرارية التي تغطي جزءاً كبيراً من أوروبا منذ أسبوع تقريباً، وحرائق الغابات المستعرة في اليونان وكندا وهاواي، ودرجات الحرارة الصيفية التي تشهدها أمريكا الجنوبية التي ما زالت في منتصف الشتاء، ليست أوهاماً.
وقال متأسفاً إن «الناس هادئون جداً»، مضيفاً «لقد حذركم العلم من أن هذه الأمور ستحدث. ولن تتوقف عند هذا الحد».
وقال الباحث «نحن نصل إلى فترات أطول من درجات حرارة مرتفعة»، موضحاً أنها تراكمية وبالتالي تصبح موجات الحر أكثر خطورة. ومع استمرار ظاهرة تغير المناخ، من المرجح أن يزداد الوضع سوءاً، وفقاً لنيرن.
الانتقال إلى الطاقة النظيفة
ورداً على سؤال عما يمكن القيام به، قال نيرن «لدينا جميعاً القدرة على عكس هذا الاتجاه». وختم «علينا الانتقال كلياً إلى الطاقة النظيفة والتوقف عن حرق الوقود الأحفوري. الأمر ليس أكثر تعقيداً من ذلك».
ولا شك أن حرائق الغابات التي تشهدها بعض مناطق العالم ناتجة عن ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، وهذه الحرائق بالتالي ينتج عنها تلوث يزيد الطين بلة، في ظل ما يعانيه العالم من التغيرات المناخية.
ومن كيبيك مروراً ببريتيش كولومبيا وصولاً إلى هاواي، تواجه أمريكا الشمالية موسم حرائق غابات استثنائياً، مع تعرض مناطق قريبة وبعيدة على حد سواء لدخانها.
خطر على صحة الإنسان
أحد الجوانب المحددة للدخان الناتج عن حرائق الغابات، «الجسيمات الدقيقة»، وهي سموم يمكنها بأعداد كبيرة، أن تجعل الدخان مرئياً.
تقول ريبيكا هورنبروك، عالمة كيمياء الغلاف الجوي في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي، والتي تقوم برحلات جوية عبر الدخان لإجراء بحوثها، إن الجسيمات الدقيقة التي يبلغ قطرها 2,5 ميكرون «تشكل خطراً على صحة الإنسان وتنبعث بكميات كبيرة».
وأضافت «عادة، إذا كنت في اتجاه الريح عند وقوع حريق هائل، فذلك يكون السبب وراء ظلمة السماء وانعدام الرؤية»، مثل السماء التي شوهدت فوق نيويورك نتيجة الحرائق التي كانت مستعرة على مسافة مئات الأميال في كيبيك في وقت سابق من هذا العام.
تتغلغل الجسيمات الدقيقة التي يبلغ قطرها 2,5 ميكرون داخل الرئتين وقد تصل حتى إلى مجرى الدم.
تأثيرات المواد غير المرئية
ومن الأمور المثيرة للقلق أيضاً المواد غير المرئية المعروفة بالمركبات العضوية المتطايرة مثل البوتان والبنزين.
وتسبب هذه المواد تهيج العينين والحلق، في حين يعرف بعضها بأنه مسرطن. عندما تمتزج المركبات العضوية المتطايرة مع أكاسيد النيتروجين، التي تنتجها حرائق الغابات لكنها موجودة أيضاً بكثرة في المناطق الحضرية جراء حرق الوقود الأحفوري، تساعد في تكوين الأوزون الذي قد يؤدي إلى تفاقم السعال والربو والتهاب الحلق وصعوبة التنفس.
واستناداً إلى حوالي عشرين دراسة منشورة «يبدو أن تأثير الدخان على الجهاز التنفسي أكبر منه على القلب والأوعية الدموية مقارنة بالتلوث المروري».
العلم الإلكترونية – وكالة "أ.ف.ب"