العلم الإلكترونية - عبد الناصر الكواي
كما كان مرتقبا، ولأن الفيروسات لا تعترف بالحدود، أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، الاثنين الأخير، عن تسجيل ثلاث حالات يشتبه في إصابتها بـ"جدري القرود"، مؤكدة أن هذه الحالات في صحة جيدة وتحت الرعاية الصحية والمراقبة، وخضعت للتحاليل الطبية في انتظار النتائج.
كما كان مرتقبا، ولأن الفيروسات لا تعترف بالحدود، أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، الاثنين الأخير، عن تسجيل ثلاث حالات يشتبه في إصابتها بـ"جدري القرود"، مؤكدة أن هذه الحالات في صحة جيدة وتحت الرعاية الصحية والمراقبة، وخضعت للتحاليل الطبية في انتظار النتائج.
في مقابل تأكيد مصدر مطلع لـ"العلم"، أن الوزارة تتردد في إعلان تفاصيل الحالات المسجلة بسبب مخاوف الوصم بالمثلية، أكد معاذ المرابط، منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بالوزارة، أن الأخيرة تفاعلت بشكل سريع مع الإنذار العالمي المتعلق بالفيروس.
وأضاف المرابط، في فيديو عممته الوزارة، أن الأخيرة وضعت منظومة للرصد الوبائي والمراقبة لحالات قد يشتبه أنها حالات لهذا المرض، وتم تكوين الأطر الصحية وإخبارهم بمرض جديد لم سبق له أن كان في بلادنا.
وفي تعليقه، ذكّر الطيب حمضي، الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، بأن الفيروسات لا تعترف بالحدود، وأن الحالات الثلاث مشتبه فيها وليست مؤكدة حتى الآن، موضحا في تصريح لـ"العلم"، أن البروتوكول الوطني المعتمد لمواجهة جدري القرود ينقسم إلى ثلاثة أقسام: المرحلة الأولى هي الاشتباه في الحالات، والثانية وهي المتعلقة بالحالات المحتملة، والثالثة وهي الحالات المؤكدة.
واستبعد حمضي، أن يرجع المغرب إلى الحجر الصحي على غرار دول مثل بلجيكا، مشيرا إلى أن الفيروس الحالي لو كان يحتاج لهذا الإجراء كانت ستطبقه قبل تسجيل حالات الإصابة المشتبه فيها. فهذا الفيروس حسب المتحدث، لا يتطلب لا إغلاق ولا فرض قيود، لأن الفيروس معروف منذ خمسين سنة.
وفي حال تأكد إصابة أي شخص أو مجموعة، سيتم إخضاعهم للعزل الصحي مدة عشرين يوما، حتى تقدم لهم العلاجات الضرورية، وكذا تحديد مخالطيهم لكسر سلسلة تفشي المرض.وأفاد المصدر، بأن انتقال فيروس جدري القرود ضعيف، ويتطلب احتكاكا قويا بين شخصين، مثل أفراد الأسرة بتبادل الأفرشة والألبسة والأكل المجتمع. وهنا تؤكد بعض الدراسات، أن وجود فرد مصاب في الأسرة تعرض خمسين في المائة من أفرادها للإصابة. لكن هذا لا يعني ألا نكون حذرين، خاصة في ظل جهل أسباب انتشار الفيروس أخيرا خارج أفريقيا، حسب الباحث نفسه.
وتطرق الباحث لأعراض هذا المرض، موضحاً أنها تتضمن ثلاثة رئيسية وهي تلك المشابهة للزكام، وانتفاخ الغدد اللمفاوية في العنق والجسم، والطفح الجلدي والتقرُّحات. وكذا ألم الرأس والإرهاق وألم المفاصل والعضلات. وشدد على أن أعراض جدري القرود أخف من الجدري الذي تخلصت منه البشرية.
وتستمر أعراض الفيروس، عادة حتى أربعة أسابيع لدى البالغين، لكنه قد يعطي أعراضا معقدة لدى الأطفال الصغار قد تصل حتى الوفاة. وليس له علاج، غيرَ أن لقاح الجدري كان مجديا معه إلا أنه لم يعد يُنتج حاليا. وقد عممت وزارة الصحة على الأطباء مذكرة توضح هذه الأعراض.
وأعلن ريتشارد بيبودي، المسؤول في منظمة الصحة العالمية بأوروبا، أن المنظمة لا تعتقد أن تفشي مرض جدري القرود خارج القارة الإفريقية، يستدعي إطلاق حملات تطعيم جماعية. وأضاف أن القيام بعدد من الإجراءات كالنظافة الشخصية الجيدة والسلوك الجنسي الآمن سيسهم في السيطرة على انتشاره.