2025 فبراير 3 - تم تعديله في [التاريخ]

حماية‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬المغربي‭ ‬القضية‭ ‬المركزية‭ ‬الأولى‭ ‬


العلم الإلكترونية - الرباط 

في‭ ‬ظل‭ ‬تصاعد‭ ‬المد‭ ‬الإرهابي‭ ‬في‭ ‬أفريقيا،‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬التي‭ ‬نقلت‭ ‬إليها‭ ‬داعش‭ ‬مراكزها،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انهارت‭ ‬معاقلها،‭ ‬أو‭ ‬تكاد،‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬و‭ ‬بالضبط‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا،‭ ‬تتفاقم‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬المغربي،‭ ‬وتتزايد‭ ‬احتمالات‭ ‬نشوء‭ ‬خلايا‭ ‬إرهابية‭ ‬وخروجها‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬الكمون‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الظهور‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬حبوب‭ ‬الشرقاوي‭ ‬مدير‭ ‬المكتب‭ ‬المركزي‭ ‬للأبحاث‭ ‬القضائية،‭ ‬خلال‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحافي‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬هذا‭ ‬المكتب‭ ‬بمدينة‭ ‬سلا‭ ‬،‭ ‬بكشفه‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬ارتباط‭ ‬عضوي‭ ‬لأفراد‭ ‬الخلية‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تفكيكها‭ ‬أخيراً،‭ ‬بفروع‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬الأفريقي،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬بأحد‭ ‬قيادات‭ ‬هذا‭ ‬التنظيم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تبرزه‭ ‬المحتويات‭ ‬الرقمية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يرسلها‭ ‬إلى‭ ‬أفراد‭ ‬الخلية‭ ‬بغرض‭ ‬دفعهم‭ ‬إلى‭ ‬تنفيذ‭ ‬العمليات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭. ‬وهذه‭ ‬معطيات‭ ‬جد‭ ‬خطيرة،‭ ‬تؤكد‭ ‬أننا‭ ‬أصبحنا‭ ‬أمام‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نسميه‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬الإرهاب‭ ‬الذي‭ ‬يستهدف‭ ‬بلادنا‭.‬
 
وبالربط‭ ‬بين‭ ‬تصريحات‭ ‬مدير‭ ‬المكتب‭ ‬المركزي‭ ‬للأبحاث‭ ‬القضائية‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬وبين‭ ‬تصريحات‭ ‬له‭ ‬سابقاً،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مقابلاته‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المغربية،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مؤتمرات‭ ‬صحافية‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬سابقة‭ ‬بمقر‭ ‬المكتب‭ ‬المركزي‭ ‬للأبحاث‭ ‬القضائية،‭ ‬كشف‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬العلاقة‭ ‬الطردية‭ ‬بين‭ ‬الإرهاب‭ ‬والحركات‭ ‬الانفصالية‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مناطق‭ ‬من‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية،‭ ‬نكون‭ ‬قد‭ ‬توصلنا‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬مرعبة‭ ‬للموجات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬المغرب،‭ ‬خصوصاً‭ ‬وأن‭ ‬خطورة‭ ‬هذه‭ ‬الخلية‭ ‬الجديدة،‭ ‬لا‭ ‬تكمن‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬حبوب‭ ‬الشرقاوي‭ ‬مدير‭ ‬المكتب‭ ‬المركزي‭ ‬للأبحاث‭ ‬القضائية،‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تعتزم‭ ‬تنفيذها،‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬المستوى‭ ‬المتقدم،‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬تنامي‭ ‬الاستقطاب‭ ‬الأسري،‭ ‬باعتباره‭ ‬رافداً‭ ‬جارفاً‭ ‬للتجنيد‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬المستعدين‭ ‬للقيام‭ ‬بهجمات‭ ‬إرهابية‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬تصاعد‭ ‬ناشئ‭ ‬ينذر‭ ‬بتحديات‭ ‬اجتماعية‭ ‬خطيرة،‭ ‬وتشكل‭ ‬جيوب‭ ‬مقاومة‭ ‬للأعراف‭ ‬والتقاليد‭ ‬المغربية‭.‬
 
والحق‭ ‬أن‭ ‬تصريحات‭ ‬حبوب‭ ‬الشرقاوي‭ ‬هذه،‭ ‬تعد‭ ‬بمثابة‭ ‬جرس‭ ‬إنذار‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬مضاعفة‭ ‬المجهودات‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬مصالح‭ ‬الأمن‭ ‬المغربي،‭ ‬والانخراط‭ ‬في‭ ‬تعبئة‭ ‬وطنية‭ ‬جامعة،‭ ‬لمواجهة‭ ‬أي‭ ‬تهديدات‭ ‬محتملة‭ ‬تمس‭ ‬بالنظام‭ ‬العام‭. ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬حماية‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬المغربي،‭ ‬قضية‭ ‬مركزية‭ ‬مقدسة،‭ ‬تستدعي‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات،‭ ‬تشترك‭ ‬فيها‭ ‬الأسرة‭ ‬والمدرسة‭ ‬و‭ ‬الإعلام‭ ‬والتوجيه‭ ‬الديني،‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬موقعه‭. ‬وذلك‭ ‬تعزيزاً‭ ‬للجهود‭ ‬العظيمة‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬المصالح‭ ‬الأمنية،‭ ‬من‭ ‬المديرية‭ ‬العامة‭ ‬لمراقبة‭ ‬التراب‭ ‬الوطني،‭ ‬والمديرية‭ ‬العامة‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني،‭ ‬والمكتب‭ ‬المركزي‭ ‬للأبحاث‭ ‬القضائية،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬المعنية‭. ‬لأن‭ ‬المخاطر‭ ‬تتفاقم،‭ ‬والأجواء‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية‭ ‬ملبدة‭ ‬بسحب‭ ‬داكنة،‭ ‬ومنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬تغلي،‭ ‬وأطراف‭ ‬إقليمية‭ ‬وقارية‭ ‬ودولية‭ ‬تغذي،‭ ‬بدرجة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى،‭ ‬تيارات‭ ‬العنف‭ ‬والإرهاب،‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬ليست‭ ‬بريئة،‭ ‬ولمساندة‭ ‬الجماعات‭ ‬الانفصالية،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬تفعله‭ ‬الجزائر‭ ‬مع‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬التي‭ ‬هي،‭ ‬وبكل‭ ‬المقاييس،‭ ‬جبهة‭ ‬إرهابية‭ ‬بحق‭ ‬وحقيق،‭ ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬الإرهاب‭ ‬وسيلة‭ ‬لتحقيق‭ ‬حلمها‭ ‬الانفصالي‭ .‬
 
فالخلية‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬أجهضت‭ ‬مخططاتها،‭ ‬وكانت‭ ‬تتحرك‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬السوالم،‭ ‬كشفت‭ ‬مصالح‭ ‬الأمن‭ ‬المغربية،‭ ‬وخاصة‭ ‬المكتب‭ ‬المركزي‭ ‬للأبحاث‭ ‬القضائية،‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬تعمل‭ ‬وفق‭ ‬تخطيط‭ ‬دقيق،‭ ‬لاستهداف‭ ‬مواقع‭ ‬داخل‭ ‬المملكة،‭ ‬باستخدام‭ ‬مواد‭ ‬كيميائية‭ ‬متفجرة‭ ‬وأسلحة،‭ ‬مع‭ ‬توثيق‭ ‬أهداف‭ ‬محتملة‭ ‬وتحضير‭ ‬للالتحاق‭ ‬بمعسكرات‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل،‭ ‬لتبقى‭ ‬بلادنا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تحديات‭ ‬مستمرة،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬تطور‭ ‬أساليب‭ ‬التنظيمات‭ ‬المتطرفة‭ ‬و‭ ‬محاولاتها‭ ‬زعزعة‭ ‬الاستقرار‭. ‬وذلك‭ ‬هو‭ ‬الهدف‭ ‬المقصود‭ ‬من‭ ‬الأطراف‭ ‬التي‭ ‬تحرك‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش،‭ ‬الذي‭ ‬أنشأته‭ ‬لخدمة‭ ‬أهدافها،‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭.‬
 
وكما‭ ‬سبق‭ ‬و‭ ‬أن‭ ‬قال‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬وأيده،‭ ‬فإن‭ ‬المغرب‭ ‬مستهدف‭ ‬في‭ ‬نظامه‭ ‬و‭ ‬استقراره‭ ‬وفي‭ ‬نسيجه‭ ‬المجتمعي‭ ‬القوي‭ ‬و‭ ‬المتماسك‭ . ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬حماية‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬المغربي،‭ ‬القضية‭ ‬المركزية‭ ‬الأولى‭ ‬الأقدس‭. ‬



في نفس الركن